أبرز الأخبارسياسة عربية

«30 ألف سوري» يفرون من القتال في حلب خلال يومين

معارك حلب تلقي بظلال جديدة على محادثات السلام السورية

فر 30 ألف شخص على الأقل من القتال في مدينة حلب، شمالي سوريا، خلال يومين بسبب القتال الدائر هناك، حسبما أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش.

وشن الجيش السوري المدعوم بغطاء جوي روسي امس الخميس هجوماً جديداً على مناطق إلى الشمال من حلب مهدداً بقطع طريق حيوية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة في قتال ألقى بظلال جديدة على محادثات السلام في جنيف.
واعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الجمعة ان ثلاثين الف شخص على الاقل «نزحوا في الـ 48 ساعة الماضية» هرباً من المعارك التي تشهدها محافظة حلب بشمال سوريا ودعت تركيا الى فتح حدودها للسماح بمرورهم.
وتابعت المنظمة ان «زحف داعش في 13 و14 نيسان (ابريل) اجبر ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق اعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 الف نسمة على الفرار الى مخيمات اخرى»، وذلك نقلاً عن مسؤولين في هذه المخيمات وعاملين انسانيين في تركيا.
وقالت في البيان المنشور على موقعها الالكتروني «أدى تجدد القتال بين داعش وجماعات المعارضة المسلحة شمال حلب إلى نزوح ما لا يقل عن 30 ألف شخص خلال الـ 48 ساعة الماضية».
واوردت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان «حرس الحدود التركي اطلق النار على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود».
وتابعت ان «الحدود التركية لا تزال مغلقة تماماً» امام جميع السوريين «باستثناء المصابين اصابات خطيرة».
ونددت المنظمة باستخدام الجيش التركي لـ «الذخيرة الحية بدلاً من التعاطف» مع النازحين العالقين على الحدود.
وتخوض قوات الحكومة السورية ومسلحين إسلاميين وآخرين من المعارضة معارك للسيطرة على حلب.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت حدة القتال في حلب، الأمر الذي يمثل أكبر تهديد للهدنة السارية في أرجاء سوريا منذ ستة أسابيع. ويتزامن ذلك مع استئناف محادثات السلام في جنيف المتوقع أن يصل إليها وفد يمثل الحكومة في وقت لاحق اليوم الجمعة.
وأصبح تصاعد القتال في سوريا في الفترة الأخيرة لاسيما حول مدينة حلب بشمال البلاد أكبر تحد حتى الآن لاتفاق وقف العمليات القتالية الذي تم التوصل إليه في شباط (فبراير) وزاد من قتامة الوضع في حين تجتمع الأطراف المتحاربة في جنيف.
وفي تحديد لموقفها التفاوضي قالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سوريا لرويترز إنها مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة الرئيس بشار الأسد ولكن أكدت رفضها لأي دور للأسد نفسه.
واستبعدت الحكومة التي تتلقى الدعم العسكري من روسيا وإيران أي مناقشة تتعلق بالرئاسة. ورفضت موسكو وطهران كذلك ما تعتبرانه جهودا غربية لتحديد مستقبل الأسد بشكل مسبق.
وتبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات فيما يتعلق بالقتال الدائر ودفعت باتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يهدف لتهدئة المناخ قبيل محادثات جنيف إلى نقطة الانهيار.

القصف الحكومي الأعنف منذ بدء سريان الهدنة
وإضافة إلى الهجوم على حلب وردت أنباء عن ضربات جوية حكومية مكثفة قرب حمص حيث وصفه طبيب بأنه القصف الحكومي الأعنف منذ بدء سريان اتفاق وقف العمليات القتالية.
وفي حلب انصب هجوم القوات الحكومية وحلفائها على المنطقة المحيطة بمخيم حندرات المطل على نقطة دخول للمدينة يسيطر عليها المعارضون. وحلب نفسها مقسمة إلى مناطق تسيطر على بعضها الحكومة وعلى البعض الآخر المعارضة.
وقال عبدالله عثمان رئيس المكتب السياسي للجبهة الشامية وهي من جماعات المعارضة إن التصعيد بدأ خلال الليل وإن المنطقة على قدر كبير من الأهمية وإنه إذا «تقدم النظام» فإن هذا سيعزز قبضته على حلب.

قصف روسي «عنيف للغاية»
وقال عثمان إن القصف كان روسياً وعنيفاً للغاية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يرقب تطورات الحرب في سوريا ذلك.
وذكر التلفزيون الحكومي أن الجيش سيطر على الجزء الشمالي من مخيم حندرات بعد معارك ضارية مع جماعات مسلحة وقتل عددا من المسلحين.
ويحظى المخيم بأهمية استراتيجية لوقوعه على هضبة مطلة على طريق رئيسية تقود إلى أحياء بالمدينة تسيطر عليها المعارضة.
وشنت الحكومة وحلفاؤها عدداً من الهجمات الكبيرة في منطقة حلب قاطعين أقصر خط إمداد بين المعارضين وتركيا في شباط (فبراير). لكن المعارضين ما زالوا يسيطرون على مناطق حول المدينة منها مشارفها الغربية.
ويتصاعد القتال حول حلب منذ أسبوعين لا سيما جنوبي المدينة حيث تخوض القوات الحكومية مدعومة بجماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين آخرين معارك شرسة مع المعارضين ومنهم مقاتلو جبهة النصرة.
ولا يشمل اتفاق وقف العمليات القتالية جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثا في موسكو إلى إن مقاتلي المعارضة انتهكوا الهدنة في محاولة لاستعادة مناطق خسروها وقال «المعارضة تحاول استعادة ما خسرته».
وقال بوتين الذي قرر الشهر الماضي سحب جزء من القوات الروسية في سوريا إن موسكو تركت دمشق في وضع يمكنها من شن هجمات كبيرة.
وذكر الطبيب محمد الشمسي إن ضربات جوية في حمص أصابت خمس بلدات وقرى وقتلت شخصاً وأصابت عدداً من الأشخاص بجروح في تلبيسة. وأضاف الشمسي أن غارات شنت على تلبيسة والحولة.
ويواجه معارضون في شمالي حلب هجمات منفصلة من تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاول استعادة مناطق على الحدود مع تركيا خسرها في الأيام الأخيرة لصالح جماعات معارضة أخرى مدعومة من تركيا.

المعارضة تريد سماع مقترحات الحكومة بشأن الأسد
وتهدف مباحثات جنيف لوضع حد للحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص وخلقت أسوأ أزمة لجوء عرفها العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا إنه يرغب في أن تركز المباحثات على قضية الانتقال السياسي وهي واحدة من أهم القضايا الخلافية في ظل إصرار المعارضة وداعميها على ضرورة تنحي الأسد في بداية العملية.
وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في مقابلة إن هناك العديد من الأشخاص على الجانب الآخر الذين يمكن التعامل معهم. وأضاف أن الهيئة لن تعترض ما داموا لن يرسلوا «مجرمين» تورطوا في قتل السوريين.
وتريد المعارضة أن تدير المرحلة الانتقالية سلطة حكومية بصلاحيات تنفيذية كاملة. لكن دمشق أشارت إلى أن أقصى ما يمكنها طرحه هو «حكومة وحدة» بمشاركة المعارضة وكتابة دستور جديد.
ويقول داعمو الأسد وبينهم إيران إنه من الضروري السماح له بالترشح في أي انتخابات رئاسية في المستقبل.
وقال بوتين «من الضروري – من أجل أن يوافق الجميع ويقبلوا بالجلوس لمائدة التفاوض- القبول بالدستور وأساس الدستور هو إجراء انتخابات. هذا هو السبيل للخروج من الأزمة».
وقال المسلط إن المجال لا يزال يتسع للتفاوض بشأن كيفية التعامل مع رحيل الأسد. وقال إنه من أجل التوصل لحل ولمساعدة جميع السوريين فعلى الحكومة تقديم اقتراحات يشأن ما تريده بالنسبة للأسد وأن تتم مناقشته.

أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق