رئيسيسياسة عربية

برنامج الاغذية العالمي يحذر من مخاطر انهيار الهدنة الهشة في سوريا

حذر برنامج الاغذية العالمي التابع لمنظمة الامم المتحدة الثلاثاء من ان تصاعد العنف في سوريا قد يقوض الهدنة الهشة التي ساعدت في تسهيل عملية توزيع المساعدات.
وقال نائب المدير الإقليمي للبرنامج ماثيو هولينغوورث، في مقابلة مع وكالة فرانس في دمشق، ان الامم المتحدة والمنظمات الانسانية تامل بان يستمر اتفاق وقف اطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في عدد من المناطق السورية منذ 27 شباط (فبراير).
واشار هولينغوورث الى ان «وقف اطلاق النار كان مهماً جداً خلال الأسابيع الماضية لأنه أعطى الناس أكثر بكثير من مجرد التمكن من التسوق والحصول على المساعدة. لقد منحهم الامل».
وقال هولينغوورث «ان نهاية وقف إطلاق النار من شأنهها ان تحطم هذا الامل».
وسمح اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي تم التوصل اليه بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة بموجب اتفاق روسي – اميركي مدعوم من الامم المتحدة، لوكالات الأمم المتحدة بتقديم المساعدة الإنسانية وخصوصاً إلى المناطق المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها.
ويعيش نحو 4،5 مليون شخص في هذه المناطق.
وتمكنت الامم المتحدة في شهر اذار (مارس) من ايصال المساعدات إلى 83 الف شخص يقطنون في المناطق التي يصعب الوصول إليها، في حين تمكنت من ايصال المساعدات لنحو 53 الف شخص في شهر شباط (فبراير).
ولفت هولينغوورث الى ان «الصعوبات التي يواجهونها هائلة».
واضاف «اذا فشل وقف اطلاق النار من الواضح أنه سيكون علينا البحث عن طرق أخرى للوصول إلى الناس. ولكن ذلك سيكون أصعب وأصعب للتفاوض».
ويستثني الاتفاق القتال ضد التنظيمات الجهادية كتنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم جبهة النصرة.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على نحو ستين بالمئة من مدينة دير الزور، في حين تسيطر قوات النظام على القسم المتبقي منها.
ويشدد التنظيم منذ مطلع العام 2015 حصاره على الاحياء التي لا تزال بايدي قوات النظام في وسط وغرب وجنوب غرب المدينة، حيث يعيش نحو 200 الف شخص اغلبهم من الاطفال والنساء في ظروف انسانية صعبة.

الملاذ الاخير
واعلن برنامج الاغذية العالمي الثلاثاء انه نجح للمرة الثانية بالقاء 26 طرداً من المواد الغذائية بالمظلات للاحياء المحاصرة في مدينة دير الزور.
وقال هولينغوورث أن عملية القاء المساعدات الثانية مكنت نحو 4500 شخص في دير الزور من الحصول على المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي.
واوضح «ان فرص استخدام القاء المساعدات من الجو محدودة جداً نظراً لالقائها من ارتفاعات شاهقة في انحاء سوريا».
ولفت الى ان الحكومات الألمانية والروسية والإيطالية والهولندية والأميركية دعمت هذه العمليات الجوية.
واضاف «اننا نقوم في كل مرة بالقاء ما بين 16 و22 طناً من المواد».
واعرب عن امله في ان «تغطي هذه المساعدات احتياجات اكثر من مئة الف شخص شهرياً، ليس فقط على صعيد الطعام بل ايضاً الرعاية الطبية والصحية».
واشار هولينغوورث الى ان الالقاء عبر الجو يعد «الملاذ الأخير»، خصوصاً وانها المرة الاولى التي تلجأ فيها الامم المتحدة لهذه الطريقة في تاريخها .
ويتم ادخال المساعدات والمواد الغذائية اليهم ايضاً عن طريق المهربين او جواً بواسطة المروحيات التابعة لقوات النظام، ومؤخراً عبر طائرات شحن روسية.
وطاولت المساعدات الغذائية التي نجح برنامج الاغذية العالمي بالقائها بالمظلات للاحياء المحاصرة في مدينة دير الزور في شرق سوريا أقل من ثلاثة في المئة من السكان، حسب ما افاد البرنامج الثلاثاء.
وتقدم وكالات الأمم المتحدة عادة المساعدات الغذائية والطبية عبر قوافل شاحنات الاغاثة بعد التفاوض مع أطراف الصراع في سوريا من اجل التوصل الى ممر امن .
واسفر النزاع السوري عن مقتل اكثر من 270 الف شخص منذ اندلاعه في منتصف اذار (مارس) 2011 كما نزح الملايين من اماكن سكنهم.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق