حوار

ناجي غاريوس: نحن نطالب بشراكة حقيقية

العلاقات المضطربة بين التيار الوطني الحر وحلفائه، زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وكذلك شبح التوطين السوري، كانت موضوع مقابلة اجريت مع الدكتور ناجي غاريوس نائب بعبدا وعضو كتلة التغيير والاصلاح.

ماذا اراد العماد عون عندما دعا انصاره الى ان يشمروا عن سواعدهم؟
كان علينا ان نفعل منذ سنتين لانه ليس هناك نوايا محترمة حول الديمقراطية التوافقية. نحن لم نبتكر هذا المبدأ. لقد نص عليه اتفاق الطائف الذي كرس ميثاقاً اجتماعياً جديداً يقوم على اساس التفاهم بين مختلف الطوائف. وهكذا فلو ان طائفة ما عارضت  احد المواضيع، لا يعود بالامكان فرض هذا الموضوع. فلماذا هذا المبدأ يصبح غير قابل للتطبيق عندما يتعلق الامر بالمسيحيين؟ الطائف اعطى كل سلطات رئيس الجمهورية الى الحكومة مجتمعة. ولكن الرئيس الشهيد رفيق الحريري جمع كل شيء بين يديه. هذا الامر لم يخضع للاعتراض في اي وقت من الاوقات ولكن رئيس حكومة لا يمكنه ان يجمع كل السلطات في شخصه وحده. لم نعارض ولا مرة هذه الممارسة في الماضي، وهذا ما اوصلنا الى ما نحن فيه اليوم. والعماد عون، بدعوة انصاره لان يشمروا عن سواعدهم، اراد ان يهيء النفوس ليدرك الناس ما يحصل. وهذا لا يعني النزول الى الشارع وتحطيم كل شيء ولكن عندما نطالب بحقوقنا لا نقبل بان يعارض احد مسيحياً كان او غير مسيحي. نحن لا ندعو لا الى الحرب ولا الى النزاعات، ولكننا نطالب بشراكة حقيقية.
يحكى عن فتور بين حزب الله والتيار الوطني الحر. والناس متشائمون من عدم دعم حقيقي لهذا الحزب الى العماد عون.
هذا سؤال يتردد على كل الشفاه وجوابه ليس صريحاً. ونحن كتيار وطني حر لم نطلب ولا مرة من حزب الله ان يتدخل مع سليمان فرنجية ليسحب ترشيحه ولا مع الرئيس بري ليدعم العماد عون. صحيح ان جواب السيد حسن نصرالله لم يقنع كثيراً من الناس، ولكننا فهمناه وتلقينا رسالته. وانا اعلن تماماً موقف الناس.
حتى مع الرئيس بري العلاقة ليست على ما يرام.
نحن نحترم كثيراً الرئيس بري. هناك تناقض بيننا وكل واحد يقولها بصراحة. بري حاول اكثر من مرة عرقلة عملنا في المجلس النيابي ورغم كل شيء لا نزال نواظب على حضور لقاءات  الاربعاء. قد لا نتفق في السياسة ولكن ما هو غير مفهوم ان تتم عرقلة عملنا النيابي. صحيح العلاقة اليوم فاترة جداً بين العماد عون والرئيس بري.
شبح توطين اللاجئين السوريين هل هو واقع؟
الفلسطينيون عندنا منذ العام 1948. ويفترض ان يكونوا على عاتق الامم المتحدة التي تخفض مساعداتها لهم يوماً بعد يوم، وتطلب من الدولة اللبنانية تولي امرهم، مثلاً في المجال الصحي. منذ ثلاث سنوات تم وضع خطة لتبديل الظروف الانسانية للفلسطينيين، من قبل بعض الاحزاب في المجلس، مع ان ذلك هو مسؤولية الاونروا وليس المجلس النيابي. ولهذا السبب طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من رئيس الحكومة تمام سلام بان تتولى الدولة اللبنانية شؤؤن النازحين السوريين ليصبحوا لاجئين بحيث يتبدل مصيرهم سنة بعد سنة. ضمنياً فان هذا يعني ان لديهم النية لابقاء السوريين في لبنان كما فعلوا مع الفلسطينيين. وكأن بان كي مون استعاد تصريح وزير الخارجية الالماني فرانك والتر شتاينماير في العام 2015 خلال مؤتمر مساعدة النازحين السوريين عندما اكد امام رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية: «يجب ان يعتاد السوريون عليكم ويعودوا الى بلادهم ساعة يرغبون». الوزير جبران باسيل عارض هذا الخطاب، ثم بالتشاور مع رئيس الحكومة رفضا هذه النقطة.
لماذا لم يقابل الوزير جبران باسيل بان كي مون؟
لانه لم يقدم اي دليل على نواياه المتعلقة بالنازحين السوريين. انهم يريدون ان يعاملوهم كلاجئين الامر الذي نرفضه كلياً.
اذاً التوطين يبدو جدياً؟
التوطين يشكل تهديداً جدياً.

جويل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق