سياسة لبنانيةلبنانيات

الاخطار تطوق لبنان بدءاً من الحدود وصولاً الى التآمر الاوروبي… والداخل متنازل عن مسؤولياته

الاخطار الداخلية التي تتهدد الشعب اللبناني وتدمر حياته، من خلال تنازل المسؤولين عن القيام بمسؤولياتهم، وترك البلاد بلا رئيس للجمهورية على مدى تسعة اشهر والحبل على الجرار، والذي بدأ يتمدد الى المؤسسات، هذه الاخطار بدأت تترافق مع اخطار خارجية، بدءاً من الحدود الجنوبية وامتداداً الى اوروبا وغيرها.
منذ ايام والتوتر يخيم على المنطقة الجنوبية، من خلال اقدام اسرائيل على احتلال الجزء الشمالي من بلدة الغجر، وهي ارض لبنانية وباعتراف الامم المتحدة. وتذرعت بخيمتين اقامهما حزب الله على ارض لبنانية. وقد بدأ الوضع يتحرك صعوداً اذ اقدمت اسرائيل على شن هجوم على شبان كانوا قرب الشريط الشائك واصابت ثلاثة منهم بجروح نقلوا على اثرها الى المستشفى. ويبدو ان الوضع مرشح للمزيد من التوتر، اذا استمرت اسرائيل في احتلال الغجر. وقد بدأ الجانب اللبناني يطالب بانسحاب العدو من الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهي كلها اراض لبنانية. وتقدم بشكوى الى مجلس الامن.
الولايات المتحدة ادركت خطورة المرحلة، فارسلت الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين على وجه السرعة، للعمل على تهدئة الوضع. لقد جرى الحديث عن ترسيم بري للحدود. والحقيقة ان الحدود اللبنانية مرسمة ومعروفة ومعترف بها دولياً. ولكن هناك خرق للعدو في 17 نقطة والمطلوب معالجتها. فهل ينجح هوكشتاين في اطفاء النار التي بدأت تشتعل؟
الخطر الثاني الداهم تمثل في القرار الذي اتخذه البرلمان الاوروبي باكثرية ساحقة ويؤكد على بقاء النازحين السوريين في لبنان، في اكبر مؤامرة مكشوفة على البلد وعلى اللبنانيين جميعاً، وايضاً على السوريين الذين يحرمهم القرار من حقهم بالعودة الى ارضهم. هذا القرار اثار استنكار واستغراب العالم. فالبرلمان الذي يقاتل بجميع الوسائل لمحاربة المهاجرين الى الدول الاوروبية، والذين يقضون بالمئات والالاف غرقاً، بسبب منعهم من دخول هذه الدول، يريد اغراق لبنان باكثر من مليوني نازح يشكلون اعباء لا قدرة له على تحملها لا اقتصادياً ولا ديمغرافياً، حماية لدوله وخوفاً من تحول النازحين اليها.
هذه الاوضاع التآمرية سواء كانت اسرائيلية او اوروبية تستدعي التضامن الداخلي والتحرك السريع لمواجهتها، ولكنها مع الاسف الشديد لم تحرك ساكناً لدى الطبقة السياسية، بل بقي كل فريق يفتش عن مصالحه الخاصة، بعيداً عن مصالح الوطن والشعب، حتى كاد انتخاب رئيس للجمهورية يدخل عالم النسيان. وتراجع الحديث عنه واتجهت الانظار الى تداعياته، وخصوصاً الشغور الذي سيحل في المصرف المركزي في نهاية هذا الشهر. وحتى الساعة لا تزال الحلول بعيدة ويكتنفها الغموض.
هذا الوضع الخطير اصبح مستعصياً على الحل داخلياً، في ظل طبقة بعيدة كل البعد عن الحس بالمسؤولية. لذلك يتحرك الخارج الذي يخشى على سقوط هذا البلد نهائياً. ولهذه الغاية زار الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان السعودية والتقى المستشار نزار علولا في وزارة الخارجية، وتناولت المحادثات كما اعلن، العلاقات الثنائية والملف اللبناني والاوضاع في المنطقة. وسينتقل لودريان الى قطر حيث تلتقي اللجنة الخماسية المهتمة بلبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر حول الازمة اللبنانية المستعصية، وبعد ان يستمع الى ارائها وتوجيهاتها سيعود الى بيروت، حاملاً معه نتيجة كل هذه اللقاءات. ويتردد في بعض الاوساط ان لودريان سيقترح عقد حوار وطني جدي، برعاية الدول الخمس، وربما باشراك ايران المعنية ايضاً، والتي يمكن ان تسهل الحل. فهل تستطيع كل هذه التحركات الخارجية ان تحرك ضمير الطبقة السياسية، فتعود الى ارض الواقع وتتحمل مسؤولياتها تعالج العقد التي اوجدتها ويبدأ الحل بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة تعيد اطلاق المؤسسات لانهاض لبنان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق