أخبار متفرقة

هل يكون «شمال لبنان» الخاصرة الأمنية الرخوة؟!

تتجه الأنظار شمالاً بهدف رصد الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة الى حركة النازحين السوريين الذي يعيشون في مئات المخيمات العشوائية. وفي هذا الاطار، تكثر حركة السفراء والدبلوماسيين الأجانب باتجاه طرابلس والشمال، وذلك بهدف استطلاع وضع هذه المنطقة عن قرب، واستطلاع الأوضاع الأمنية فيها، في ظل ما يشاع عن مشاريع لفتح الجبهة الشمالية في عكار بهدف إرباك الجيش السوري، وما تشهده بعض القرى الحدودية من تحركات لمشبوهين، وبمواجهة القوى الأمنية ومنعها من توقيف بعض المتورطين، إضافة الى عمليات الرصد والمتابعة والمداهمات المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية التي تصب اهتمامها بشكل كامل على الحدود اللبنانية ـ السورية، وتفتش على مخازن أسلحة لا تزال موجودة في تلك المنطقة.
وتستنفر الأجهزة الأمنية تحسباً لأي تحركات تقوم بها خلايا نائمة بأمر من «داعش» الذي يبدو أنه ما يزال مصراً على مخططه التوسعي باتجاه لبنان وتحديداً عكار، فكلما كشفت الأجهزة الأمنية خلية له وأوقفت أفرادها سارع التنظيم الى تشكيل غيرها لتكون جاهزة لاستخدامها عندما يحتاجها في أي عمل أمني يمكن أن يُقدم عليه.
وما يلفت انتباه الأجهزة الأمنية عودة النشاط الى بعض المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا التي تستخدم في تمرير السلع والمواد الغذائية والمواشي، وذلك بموافقة الجيش السوري، من أجل تسهيل مصالح القرى والبلدات الموالية للنظام، ولكن ما تخشاه هذه الأجهزة هو أن يُصار الى استخدام هذه المعابر أو معابر أخرى موازية من أجل تهريب المقاتلين، خصوصاً في ظل ما يتردد عن قيام بعض الأسماء الكبيرة المنتمية الى «داعش» بالدخول الى سوريا والعودة منها محملة بالتعليمات والتوجيهات لتنفيذها ضمن الأراضي اللبنانية.
وحول الهدف المتوخى من تنظيم «داعش» محاولة اختراق لبنان أمنياً وعسكرياً، يسود الاعتقاد أنه يتمثل في عدد من النقاط لعل أبرزها:
– استباق الضربات الجاري الإعلان عن قرب تنفيذها ضده من قبل تحالفات باتت الى حد كبير تشمل كل دول العالم والمنطقة، في خطوة غير مسبوقة منذ نشوئه وحتى الآن. ولهذا السبب فإن التنظيم سيحاول فتح ساحات جديدة للالتفاف على قرار ضربه من خلال صرف النظر عن أماكن انتشاره الأساسية في سوريا والعراق وإشغال العالم بأزمات جديدة.
– تحقيق هدفه أو حلمه بالوصول الى شواطىء البحر الأبيض المتوسط، وهو أمر كان أشار إليه بوضوح قائد الجيش العماد جان قهوجي مراراً وتكراراً. والمنفذ الذي يريده تنظيم «داعش» على البحر، في ظل التطورات الدائرة حالياً ولا سيما بعد إقفال المعابر مع تركيا التي كان يستخدمها التنظيم، يصبح أمرا بالغ الحيوية بالنسبة إليه، كونه الرئة أو المتنفس الوحيد له باتجاه العالم.
– الانتقال من مرحلة الدفاع التي مضى على وجود تنظيم «داعش» فيها فترة طويلة نسبياً الى مرحلة الهجوم، من أجل إعادة استنهاض المؤيدين والأنصار وجلبهم من كل دول العالم، خصوصاً وأن هذا الأسلوب نجح سابقاً مراراً في ضخ جسد التنظيم بآلاف المقاتلين من كل بقاع الأرض.
على رغم كل هذه المخاوف، تقول مصادر إن الوضع الأمني في الشمال، لا سيما في عكار وطرابلس، آمن ومستقر الى أبعد الحدود في كنف الجيش، وإن الأجهزة الأمنية تعمل وفق تقارير تردها تباعاً حول الوضع في المنطقة الحدودية الشمالية، وهي تقوم بواجباتها على أكمل وجه في إطار حربها الاستباقية على الإرهاب والهادفة الى حماية لبنان من أي خلل أمني قد يحصل.
وتؤكد قيادات سياسية أن البيئة الطرابلسية والشمالية عموماً ليست حاضنة لأي مجموعات تكفيرية، ولا يوجد حتى اليوم عمليات تمويل أو تسليح. وتشير إلى أن مخيم البارد لا يزال في كنف الدولة اللبنانية ومؤسستها العسكرية، فيما اللجنة الأمنية في مخيم البداوي تنسق بشكل كامل مع المخابرات وسائر الأجهزة الأمنية، وأن أكبر دليل على استقرار طرابلس والشمال اليوم، هو جولات الدبلوماسيين الغربيين ومسؤولي الأمم المتحدة فيها، لافتين الانتباه الى أن هذه الزيارات انقطعت بشكل شبه كامل قبل سنوات خلال التوترات التي حصلت في طرابلس وعكار، واستؤنفت بعد انطلاق الخطة الأمنية وتزداد وتيرتها يوما يعد يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق