أخبار متفرقة

الانتخابات البلدية اختبار مزدوج: لـ «اتفاق معراب» و«قدرة المستقبل»

بدأت الماكينات الانتخابية الحزبية تنشط تحضيراً للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في أيار (مايو) المقبل. وإذا كانت الأحزاب والقوى كلها أبدت، بل طالبت علناً بإجرائها في موعدها (أيار المقبل) احتراماً للمهل الدستورية وحفاظاً على ما تبقى من الحياة الديمقراطية في دولة مهترئة ومؤسساتها على طريق الاندثار، فإن بعض هذه الأحزاب يتمنى التمديد للمجالس البلدية تجنبا لخسارة نفوذ شعبي.
1- ترى أوساط سياسية أن الاستحقاق البلدي يكتسب هذه المرة أهمية مضاعفة من زاوية أنه يعكس الأحجام السياسية للقوى والأحزاب والعائلات، على الساحة اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً، لسببين:
– الأول أن العائلات السياسية ما زالت تمثل حضوراً ملحوظاً في الساحة المسيحية بخلاف طوائف أخرى، رغم تراجع هذا الحضور لصالح الأحزاب.
– الثاني أن الاستحقاق البلدي يأتي هذه المرة بعد عملية خلط أوراق سياسية كبرى في الساحة المسيحية تمثلت بتحالف عون وجعجع، وما حمله هذا التحالف من دلالات تشي بفرز جديد عنوانه تحالف الحزبين الأقويين مسيحياً، ما يفتح الباب أمام اصطفافات جديدة في الساحة، متأثراً بخلط أوراق الاستحقاق الرئاسي، بعد أن كان لكل من عون وجعجع تحالفات مع عائلات سياسية وأحزاب ومستقلين مكّنت كلا منهما من الفوز في هذه الدائرة أو تلك في وجه خصمه السابق.
«القوات والتيار» متمسكان بـ «اتفاق معراب» الذي من جهة لا يتوقف عند حدود الاستحقاق الرئاسي، ومن جهة ثانية بدأت عملية نقله الى حيّز التنفيذ على أرض الواقع بدءاً من الانتخابات البلدية في ضوء التفاعل الشعبي الإيجابي مع هذا الاتفاق. فأينما يحل النواب والمسؤولون «القواتيون» و«العونيون» معاً، يظهر نبض الشارع المتحمس في شكل كبير لهذا التفاهم، وهو ما يجعل الحزبين مرتاحين لخطوتهما، التي ستترجم ميدانياً أكثر. لذا، ليس في وارد أي من الفريقين المعنيين باتفاق معراب الرد على ما يقال ضدهما، إذ إنهما تخطيا عملية الردود الى الخوض مباشرة في العمل.
واللقاء الأخير الذي جمع سمير جعجع بالنائب ابرهيم كنعان في حضور ملحم الرياشي في معراب، كان محوره التحالف والتنسيق في الانتخابات البلدية، إضافة الى تقويم الملف الرئاسي. وعلم أنه تم وضع آلية لخوض الانتخابات البلدية معاً في المناطق، وستكون محطة أو اثنتان كبيرتان في هذا المجال أو العمل على حدثين مهمين يعلن عنهما لاحقاً، وتحديداً في البقاع وجبل لبنان.
2- تقول مصادر تيار المستقبل إن الحريري، وبخلاف ما ألمح إليه السيد حسن نصرالله بشأن تحفظ المستقبل على الانتخابات البلدية لأسباب مالية وتنظيمية، يريد الانتخابات ويسعى إليها أكثر من أي طرف آخر، ويحتاج إليها خصوصاً لإعادة تجديد البنية القيادية الممثلة بنواب ووزراء ومنسقين بما يتلاءم مع المرحلة المقبلة، إذ إن ابتعاد رئيسه طويلاً عن الساحة المحلية أفسح المجال أمام تضخم أحجام البعض الى حد التمرد على القيادة الحريرية. كما أن انقلاب التحالفات في 8 و14 آذار بات يستدعي مقاربات جديدة. لذلك، يشكل الاستحقاق البلدي حاجة حريرية، إذ على أساس نتائجه ستُحدد الأحجام الحقيقية للجميع وستُبنى تحالفات الانتخابات النيابية. فالاستحقاق البلدي هو اختبار لقدرة المستقبل على إعادة لملمة قاعدته الشعبية وتظهيرها ورسم الخيارات السياسية وخطابها.
وفي هذا السياق، تكشف هذه المصادر أن جولات الحريري الأخيرة على معاقل تياره جاءت نتيجة «احتراق بعض شخصياته كأشرف ريفي وخالد ضاهر وغيرهما. ولذلك، سيركز الرجل في المرحلة المقبلة على إبراز الوجوه العائلية». وتلفت الى أن «الاستراتيجية الانفتاحية على الخصوم السنة» التي يتبعها الأخير منذ عودته من «منفاه» السعودي دليل على جدية  المستقبل في خوضها، وإن كان على أسس جديدة غير تلك التي اعتادها في السنوات العشر الأخيرة». وبعد زيارة الوزير السابق عبد الرحيم مراد الى «بيت الوسط» برفقة «الوزير الوسيط» نهاد المشنوق، وزيارة الوزير السابق النائب محمد الصفدي، جاءت مؤخراً زيارة الوزير فيصل كرامي الى «بيت الوسط». فالحريري يسارع الى لملمة شمل الشارع السني واستيعابه بعد تلمسه خسارة حجم لا يستهان به من هذا الشارع وانتقاله الى شخصيات سنية أخرى في الشمال والبقاع، وأن محاولته هي التفاف لاستعادة هذا الشارع مع استعادة قيادته للطائفة التي باتت «منزلاً ببيوت متعددة»…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق