استراتيجية السياحة في سلطنة عمان ونشاط ملحوظ للقطاع

تبدأ اليوم فعاليات الاجتماع السنوي الذي تنظمه وزارة السياحة في سلطنة عمان مع ممثلي مكاتب التمثيل السياحي والذي يعقد كل سنتين بمشاركة 23 ممثلاً سياحياً يمثلون 10 مكاتب سياحية يغطي 22 دولة حول العالم، ويهدف هذا الاجتماع الذي يستمر لمدة 3 أيام متتالية لتعريف الممثلين على آخر الإنجازات والمستجدات في القطاع السياحي المحلي، ومناقشة الاستراتيجية الوطنية للسياحة العمانية المتوقع البدء فيها خلال العام الجاري والانتهاء منها بحلول 2040.

وسيقوم ممثلو مكاتب التمثيل السياحي بحضور اجتماعات داخلية عدة في ديوان عام الوزارة مع المديرية العامة للترويج السياحي لعرض جميع البرامج والخطط الترويجية المقررة لعام 2016 على الصعيد المحلي والخارجي. يليها تقديم بعض العروض المرئية من قبل الشركات التي تتعامل مع الوزارة في ما يخص التصميم والإعلام وإدارة مواقع التواصل الاجتماعي. ثم ستقوم الوزارة بتقديم خطتها في إدارة الأزمات السياحية، وأيضاً سيجتمع الممثلون السياحيون بديوان عام وزارة السياحية مع شركاء العمل من الجانب العماني مع كل من الطيران العُماني لمناقشة تعزيز التواصل بين الأسواق الخارجية وعرض أبرز الفعاليات والعروض السياحية، كما سيتم تنفيذ ورشة عمل سيتم عقدها بفندق غراند حياة مسقط بمشاركة ممثلي وزارة السياحة والشركات السياحية والفنادق المحلية.
وفي هذا الإطار قالت أسماء الحجري مدير عام مساعد الترويج السياحي الخارجي بوزارة السياحة: تكمن أهمية هذا الاجتماع في كونه حلقة للتواصل مع مكاتب التمثيل السياحي المعتمدة بالخارج التابعة للوزارة، والتي تشكل نقاط ترويج مهمة، ويجب أن تكون على اطلاع دائم على أحدث المستجدات في سوق السياحة العمانية لتعكس الصورة المطلوبة للسياح في الخارج، وخصوصاً أولئك الذين يتطلعون لزيارة بلد جديد يزخر بالعديد من الموارد والإمكانيات السياحية، كما أن استعراض الاستراتيجية الوطنية للسياحة ومشاركتها مع المكاتب ستساعد في الترويج للسلطنة بالطريقة المثلى والتي تتماشى مع الخطط التي ننتهجها للترويج عن السلطنة، ونتطلع في نهاية هذا الاجتماع الى أن نكون قد قمنا بتعريف الممثلين عن أهم المعلومات حول خططنا المستقبلية لوضعها في برامجهم وخططهم التسويقية وجذب السياح لزيارة السلطنة.
وواصلت وزارة السياحة هذا العام إعداد استراتيجية القطاع وفق رؤية 2040. وقد أسندت المشروع الى شركة إسبانية متخصصة.
الاستراتيجية الجديدة للسياحة في السلطنة تضع في الاعتبار أهمية القطاع وما يعوّل عليه كواحد من اهم القطاعات المرشحة للمساهمة بقوة في تنويع مصادر الدخل، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد السياح القادمين الى السلطنة مليوني سائح العام الماضي ومرشح للاقتراب من 2،5 مليون سائح في عام 2015. السياحة جهة تخطيط ليس من مهمتها تنفيذ المشروعات السياحية الكبرى، لكنها في الوقت نفسه تمنح حزمة حوافز لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السياحة سواء بإقامة فنادق أو منتجات سياحية، كما أن شركة عمران هي التي يعوّل عليها في تنفيذ المشروعات السياحية الحكومية الكبرى. وقد رعى السيد أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة هذا العام حفل توقيع اتفاقية لإنشاء وإدارة سلسلة فنادق روتانا في السلطنة. وتنص الاتفاقية على إنشاء 4 فنادق اثنان منها في مسقط، وفندق في صلالة، وآخر في صحار، ويبلغ مجموع الغرف الفندقية في هذه الفنادق الأربعة 1500 غرفة فندقية. ويأتي التوقيع تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين.
وقال: إن عدد الفنادق قيد الإنشاء في السلطنة بلغ حالياً 23 فندقاً من فئة 4 و5 نجوم منها 16 فندقاً في محافظة مسقط، وهو ما يعكس الإقبال الكبير والثقة في القطاع السياحي. وشكل القطاع الفندقي مكوناً أساسياً في النشاط السياحي ليرتفع عدد الفنادق من الفئات المختلفة إلى 297 فندقاً في عام 2015، موزعة على جميع محافظات السلطنة، تضم 15424 ألف غرفة بمعدل نمو سنوي بلغ 7،3%.
أيضاً نشط القطاع السياحي خلال عام 2015 على نحو متسارع في ما يتعلق بالقيمة المضافة المباشرة والتي سجلت وفقاً لتصريحات ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة 724 مليون ريال عماني في 2014، وتقدر بأكثر من ضعف هذا المعدل إذا احتسبنا القيمة المباشرة وغير المباشرة معاً، في حين تجاوز عدد السياح حاجز المليونين، إضافة الى المئات من فرص العمل التي وفرها القطاع للقوى العاملة الوطنية.
وقد بذلت حكومة السلطنة جهوداً كبيرة لتشجيع وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لقطاع السياحة، وتقديم حزمة من الحوافز المجزية، تشمل منح الأراضي السياحية وفق حق انتفاع وبإيجار رمزي، بجانب الإعفاءات من الإيجار ومن ضريبة أرباح الأعمال.
وتواصلت جهود السلطنة في مجال تنشيط السياحة من خلال مكاتب تمثيلها في أوروبا مثل مكتب فرنسا، والتي تسعى الى جذب السائح القادر على الإنفاق، وقد استفادت السلطنة من جهود مكاتب السفر والسياحة في قارة أوروبا الذين سلطوا الضوء على العديد من المقومات والإمكانات السياحية التي تزخر بها عمان وتسعى الوزارة الى فتح مكاتب أخرى للتمثيل السياحي لاستقطاب السائح الشرق آسيوي.
بلغ عدد السياح القادمين للسلطنة بنهاية شهر ايلول (سبتمبر) 2015 حوالي مليونين و936 ألف زائر فيما سجل شهر ايلول (سبتمبر) وحده 275 ألف زائر بارتفاع نسبته 85،1% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2014 وفق ما أظهرت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. واحتل الزوار الخليجيون المرتبة الأولى بنسبة 52،4%. وجاءت الجنسيات الهندية والبريطانية والعمانية في المراتب الثانية والثالثة والرابعة خلال الشهر نفسه مشكلين ما نسبته 11% و5،4% و5،2% على التوالي.
وحتى نهاية ايلول (سبتمبر) 2015 بلغ عدد الزوار الخليجيين 835 ألفاً و431 زائراً والزوار من الجنسية الهندية 213 ألفاً و103 زوار والبريطانيين 104 آلاف و983 زائرا والعمانيين (المقيمين خارج السلطنة) 99 ألفاً و927 زائراً والألمان 69 ألفاً و101 زائر.
وأشارت الإحصائيات الى أن عدد الزوار المغادرين (السياحة المغادرة) بلغ حتى شهر ايلول (سبتمبر) الماضي 4 ملايين و73 ألف زائر مغادر من السلطنة بينما بلغ عددهم خلال شهر ايلول (سبتمبر) فقط 454 ألف زائر بارتفاع 9،5% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2014. من ناحية أخرى تشير الإحصاءات إلى أن إجمالي إيرادات الفنادق (3-5) نجوم بلغ حتى نهاية شهر ايلول (سبتمبر) 131 مليوناً و518 ألف ريال عماني، فيما بلغ إجمالي عدد النزلاء 819 ألفاً و607 نزلاء.
وخلال شهر ايلول (سبتمبر) فقط بلغت إيرادات الفنادق ذات تصنيف من (3-5) نجوم 13 مليوناً و217 ألف ريال عماني مقارنة بـ 13 مليوناً و574 ألف ريال عماني بنسبة انخفاض بلغت 2،6%. كما بلغ عدد نزلاء تلك الفنادق خلال شهر ايلول (سبتمبر) 95 ألفا و501 نزيل مقارنة مع 94 ألفا و385 نزيلا خلال الشهر نفسه من عام 2014 وبنسبة ارتفاع قدرها 1،2%. واستحوذ العمانيون على العدد الأكبر من نزلاء الفنادق حيث بلغ عددهم 25 ألفاً و430 نزيلاً يليهم الخليجيون بـ 22 ألفاً و245 نزيلا بينما بلغ عدد النزلاء الآسيويين 15 ألفا و370 نزيلا والأوروبيين 20 ألفا و458 نزيلاً والأميركيين 3 آلاف و583 نزيلاً والعرب الآخرين 4 آلاف و576 نزيلاً. وبلغت نسبة الإشغال بالفنادق المذكورة خلال شهر ايلول (سبتمبر) 53،5% مقارنة بـ 57،6 خلال الشهر نفسه من 2014 وبانخفاض قدره 7،1%.