سياسة لبنانية

سلام: لبنان عربي الجذور والهوية ولا يمكن ان يخرج من عروبته والسعودية راع وحاضن للبنان

اكد رئيس مجس الوزراء تمام سلام في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية» «لبنان عربي الجذور والهوية ولا يمكن ان يخرج من عروبته» واعتبر السعودية «راعياً وحاضناً للبنان وشعبه»، مشيراً الى «ان ايران تمددت في لبنان بما يؤثر على سيادتنا واستقلالنا»، لافتاً الى «ان حزب الله مكون سياسي لبناني والمطلوب التوصل الى تفاهمات معه»، مذكراً بأن «الناطق الرسمي باسم الحكومة هو رئيسها».

دول جديدة انضمت الى دول خليجية لاتخاذ اجراءات معينة، اليوم قطر والكويت طلبت من مواطنيها اما المغادرة او حذرتهم من التوجه الى لبنان، الواضح أن البيان الذي صدر عن مجلس الوزراء لم يف بالغرض ولم يكن كافيا على ما يبدو فما هي خطواتكم التالية؟
بداية هي مناسبة لأؤكد للجميع بأن لبنان بلد عربي الجذور، عربي الأصول، عربي الانتماء، عربي الهوية ولا شيء آخر. وهذه مناسبة ايضاً لاؤكد ان المملكة العربية السعودية بالنسبة الينا في لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي ليسوا أخوة وأشقاء فقط. المملكة العربية السعودية بالذات هي الراعي والأب والحاضن للبنان ولهمومه ولشعبه ولقضاياه على مدى سنين طويلة، ولا يمكن لأحد أن ينافس المملكة على هذا الموقع القيادي في عالمنا العربي وخصوصاً في ما يختص بنا نحن في لبنان. نعم هناك خطأ، هناك زلة ارتكبت وهناك غلطة، ومن حق المملكة أن تغضب، فالمثل يقول «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند». نحن ذوو القربى وعندما نخطىء للمملكة كامل الحق أن تأخذ علينا هذا الامر. ولكن كل ضربة تصيبني ولا تميتني هي قوة جديدة لي. هي مناسبة اليوم لنؤكد أن علاقتنا الوثيقة والتاريخية والعريقة والعميقة مع المملكة مستمرة وقائمة ومثبتة بجميع الاشكال، وانا من جهتي لن أوفر مناسبة الا وأؤكد على ذلك بصفتي رئيساً للوزراء، بصفتي متحدثا باسم الحكومة، بصفتي أمثل كل اللبنانيين المشدودين دائماً الى العلاقة الوثيقة مع المملكة العربية السعودية ومع دول الخليج لاسباب عديدة.
واذا كان لي أن اختزل ذلك وأقول ان رعاية المملكة العربية السعودية التي تجسدت قبل كل المساعدات وقبل كل الامدادات برعاية معنوية انقذت لبنان في العام 1989 من الانهيار والاندثار في مؤتمر الطائف. وكذلك من بعدها في العام 2008-2009 في الدوحة ايضاً انقذ لبنان وبرعاية ومواكبة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج وقطر بالذات، كل ذلك لا يمكن لأي لبناني أن ينساه.
تحدثت عن خطأ وزلة كيف ترون امكانية تصحيح هذا الخطأ؟
الجميع يعلم اننا في لبنان نمر بأزمة سياسية مستفحلة مضى عليها ما يقارب العامين في ظل شغور رئاسة الجمهورية وعدم انتاجية السلطة التشريعية وتعثر السلطة التنفيذية. كلّ هذا تتراكم في ظلّه السلبيات والعثرات. وانا من جهتي اسعى جاهداً ليل نهار لعدم الافساح في المجال امام انهيار الوضع كلياً في لبنان، واتحمل واصبر في هذا الاتجاه. لن اوفر مناسبة لأؤكد من جديد بأن الفرص امامنا موجودة ومتاحة للبنان واللبنانيين ليعودوا الى الاجماع العربي والتلاحم مع الاخوة العرب. «انصر اخاك ظالماً ام مظلوماً»، نحن مع اخواننا العرب بدون شروط وقيود وسنعمل ونجهد في ذلك، وستكون أمامنا فرص متاحة لنعبر عن هذا. فأمامنا مؤتمرات ولقاءات نأمل الا تكون على شاكلة ما مررنا به في غفلة من الزمن وبطريقة لم تكن واضحة ولم تكن هي الحقيقة التي يعبر عنها لبنان واللبنانيون.
وزير الخارجية جبران باسيل وضع في مؤتمره الصحافي قبل يومين معادلة بأن الاجماع العربي مقابل الوحدة الوطنية، قائلاً اذا خيّرنا بين الاجماع العربي والوحدة الوطنية ننحاز للوحدة الوطنية. هل كان التصويت تضامناً مع المملكة العربية السعودية يعرض الوحدة الوطنية للخطر؟ ولماذا لم يترجم هذا القول الى فعل يوم التصويت؟ وهل هذا هو الموقف الرسمي للحكومة؟
ما قيل مؤخراً على لسان وزير الخارجية كان سبقه الموقف الذي اعلن بالإجماع عن مجلس الوزراء. وما كان لوزير الخارجية ان يذهب الى تفسيرات خصوصاً بعد الجلسة. وكنا اتفقنا في مجلس الوزراء الذي استمر على مدى سبع ساعات لنصل الى نتيجة تحظى بالاجماع، لاننا لم نكن نريد نتيجة متعثرة او نتيجة من فريق دون آخر، نريدها بالاجماع وكانت كذلك. واتفقنا في مجلس الوزراء مع كل الوزراء ان نعتمد جميعاً هذا الموقف واتى هو وذهب الى المؤتمر الصحافي وادلى بما عنده. وفي تقديري هذا لم يكن مطلوباً. وفور سماعي بذلك اتخذت الموقف وقلت بأن هذا الكلام لا يمثل ابداً الموقف الرسمي وهو مسؤول عنه شخصياً فقط ولا يمثل السياسة الخارجية للبنان الذي عبر عنها في البيان الوزاري. واقول مجدداً ان البيان الوزاري ليس هو البيان المثالي الذي يداوي كل الجروح ويحل كل المشاكل، ولكن في وسط ازمتنا السياسية تمكنا بتعاون كل القوى السياسية ان نصل الى الموقف الذي نسجل فيه الاجماع. ونأمل ان ننطلق من هذا البيان للمزيد من المواقف التي يجب ان تطمئن وتريح وتعزز العلاقة بيننا وبين اخواننا العرب بما يعزز عروبة لبنان واصالة لبنان وتاريخه. لن يكون هناك بعد اليوم اي زلة لسان ان شاء الله. ولن يكون الا مزيد من التلاحم. فطالما انا في المسؤولية سأحارب من اجل ذلك لأنني على قناعة بذلك، لا تبعية لأحد ولا تلبية لطلب جهة، بل هو موقف واضح وصريح ينبع من قناعات العلاقة التاريخية، ان كان على المستوى الشخصي او على مستوى كل اللبنانيين. فكل الوطن وكل لبنان مع المملكة العربية السعودية، مع اشقائنا العرب، مع مجلس التعاون الخليجي، هذا لا منة ولا جميل فيه لأحد.
هذا موقفكم دولة الرئيس فهل هذا يعكس الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية؟ عندما يطلق وزير الخارجية تصريحات ومواقف هل تمثل هذه المواقف السياسة الخارجية؟
الناطق الرسمي بإسم الحكومة هو رئيس الحكومة وهو يتحمل كل المواقف امام مجلس الوزراء وهو يتخذها ويعود الى مجلس الوزراء. واذا كان هناك من اشكال في مجلس الوزراء يعبّر كل فريق سياسي عن رأيه ويتخذ الموقف الذي يناسبه. اما انا من موقعي ومن مسؤوليتي واليوم بالذات في ظل الشغور الرئاسي، لن اذهب بلبنان بعيداً عن عروبته واخوانه واشقائه العرب. واعود فأقول بالذات المملكة العربية السعودية، فليسمع الجميع ذلك، وليس هناك في هذا الموضوع اي مبارزة او منافسة مع اي جهة او اي دولة او منطقة في العالم هناك. عندنا اولويات نعرفها ونعرف كيف نمضي فيها، لنا دول اصدقاء في المنطقة ودول ترغب بصداقتنا ولكن لا يمكن ان تتقدم على اخوتنا واشقائنا وبالذات على المملكة العربية السعودية التي اناشد ملكها خادم الحرمين الشريفين من موقعه الابوي الراعي دائماً كذلك. واذكر انا عندما ذهبت الى المملكة كانت المواقف والتصاريح عينها تهاجم المملكة، سمعت منه كلاماً مباشراً وكان معي وفد وزاري وقال أنه لن يتوقف عند ذلك وللبنانيين عنده مكانة خاصة وستبقى كذلك. وخرجت من الاجتماع وكان لي لقاء مع الجالية اللبنانية واطلعتهم بهذا الامر وكانوا سعداء وفرحين بأنهم في رعاية وحضانة المملكة وملكها رغم كل ما يقال هنا وهناك.
هل هذه المواقف تمثل موقفاً عليه اجماع داخل الحكومة اللبنانية؟ وما الذي يضمن الا يتكرر ذلك؟
هناك التباس في هذا الموضوع. هناك موقف تم اتخاذه في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة وهناك موقف آخر تم اتخاذه في مجلس التعاون الاسلامي. الموقف الاول كانت فيه متابعة من قبلي مع الوزير عندما علم انه سيصدر بيان فيه ذكر لمكون دون آخر يساهم في الفرقة بيننا في لبنان. اما المقررات التي اعود فأكرر ان الوزير ارتأى انها تتضمن بعض البنود التي تشير الى الوضع في سوريا، ونحن سياستنا هي النأي بالنفس عن الوضع في سوريا، فلم يؤيدها. ولم اكن اعلم تفصيلياً عن هذا الموضوع، لأنني كلمته قبل ان يذهب وحرصت عليه في موضوع ما نفذه واستشارني عبر الهاتف في موضوع البيان وقلت له موقفي ولكن لم نتشاور بالتفصيل في موضوع المقررات الى ان رجع من هناك واطلعني على سبب موقفه موضحاً انه لم يؤيد المقررات لورود بندين فيها لهم علاقة بالوضع في سوريا.
طرح هذا الموضوع ايضاً في هيئة الحوار وكان تداول فيه. لكن الموقف في جدة تم بغفلة مني. رتّبه هو واعطى تعليمات للسفير معتبرا ان مقررات جدة مماثلة لمقررات القاهرة فأخذ الموقف نفسه. وفي الحقيقة فان هذه المقررات ليست مقررات القاهرة عينها. كان بإمكاننا ان نوافق على المقررات ونعزز الاجماع العربي. لم يكن هناك سبب جوهري لعدم التضامن مع اخواننا العرب. ومن يومها والوزير باسيل يحاول في كل مناسبة ان يبرر عدم اعتماد هذا الاجماع. وانا لست موافقاً على ذلك. واقول كان يجب ان نتضامن مع اخواننا العرب. ولن افوت فرصة بعد اليوم للوقوف الى جانب الاجماع العربي. لبنان لم يخرج يوماً في تاريخه عن الاجماع العربي فلماذا نفعل ذلك اليوم؟
البعض يتوقع ان يتسبب هذا الملف الخلافي في فرط عقد الحكومة وشاهدنا استقالة الوزير اشرف ريفي وهناك من يلوح بالمزيد من الاستقالات؟
منذ بداية الشغور الرئاسي وربما في كل اسبوع يمر نتعرض في الحكومة الى خضات وهزات، ونتعرض الى تعثر وفي بعض الاحيان الى الجمود. كل ذلك يتهدد وجود الحكومة. لقد صبرت وتحملت وما زلت اصبر واتحمل لأنه ليس هناك بديل. نحن في حالة الشغور الرئاسي واذا ما استقالت الحكومة ليست هناك من امكانية لاجراء استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة. وماذا يكون الحال عندها؟ نذهب الى حكومة تصريف اعمال، البعض يقول ان هذه الحكومة تصرّف الاعمال وليست قادرة على انجاز الكثير من الامور وانا ادرك ذلك وربما قد نصل الى وقت نجد انفسنا فعلا في تصريف اعمال. الاستقالة واردة وعدم استمرار الحكومة وارد، ليس عندي فقط حتى عند القوى السياسية التي يمكن ان تأخذ هذا القرار.
هذه الحكومة هي حكومة ائتلافية تم التوافق عليها بعد احد عشر شهراً من محاولة تأليف وبالتالي عند تأليفها اعتبرت شبكة امان لمرحلة صعبة سيمر بها لبنان وهي كذلك الى هذه اللحظة. نأمل ان تتذلل الامور وان نتمكن من معالجة كل القضايا بما فيه القضايا الداخلية وابرزها موضوع النفايات الذي يقلق الجميع وهو سمّ جاثم على صدور اللبنانيين. واذا لم ننجح في ذلك اسأل لماذا تبقى هذه الحكومة. هذا ما قلته في آخر جلسة حوار بأن هذه الحكومة لا يمكن لها ان تتحمل عدم حل هذا الملف. كما اننا اليوم في صدد هذا الملف الخارجي العربي الذي اذا لم تتم معالجته بالطريقة السليمة التي تضمن بقاءنا وعضويتنا واخوتنا سيؤثر ذلك سلباً على استمرار الحكومة.
هناك مخاوف كثيرة في منطقة الخليج حول الوضع الاقتصادي والجالية اللبنانية والتأثير عليها بشكل مباشر، ماذا يمكن ان تقول لها؟
انا فخور باللبنانيين لأنهم يساهمون مع المجتمعات التي هم فيها ومع اخوانهم في المملكة العربية السعودية وفي الخليج العربي وفي كل الدول بنهضة تلك البلدان. أفخر لأن لي ثقة بهم. هم ضمانة للبنان وما يجب ان نبقيه في بالنا هو أنه لا يمكن ان نترك هؤلاء في اوضاع حرجة. انا اشعر مع كل لبناني في البلد الذي هو فيه. اذا ما انقلبت عليه المشاعر سيتعذب ويتعب، وهو يرفدني في لبنان ويدعمني ويساهم في اقتصادي ودعمي المالي. يجب ان نحرص كلنا على اللبنانيين في تلك الدول وانا لا يمكن لي ان اصف مدى اعتزازنا وتقديرنا وشكرنا للحفاوة والرعاية التي يلقونها في تلك البلدان وهذا الامر من اصالة خصائلنا العربية ومن خصائل اخواننا في المملكة ودول الخليج العربي. فثقوا ايها اللبنانيون انكم متلاحمون مع هذه المجتمعات وبالتالي ثقوا انها لن تتخلى عنكم حتى اذا كان وضعنا في لبنان ضعيفاً وسلبياً.
الى أي مدى ترى أن لبنان مسيطر عليه من قبل حزب الله والبعض يرى أن هذا هو لب المشكلة كلها؟
ليس جديداً أن بلداً صغيراً مثل لبنان يتأثر دائماً بمحيطه الاقليمي والدولي وليس جديداً ان دولاً كثيرة سعت وحاولت ان تتمدد في لبنان وان تسيطر في لبنان. لبنان منبر الحريات ومنبر المواقف وبالتالي الكل يريد أن يعتلي هذا المنبر والكل يتمنى ان يكون له فيه موقع متقدم يستعمله للعبور الى العالم كله. الكل يعلم ان ايران وغيرها لهم تقدم ونفوذ واستثمارات في لبنان اعلامية وسياسية. هذا واقع لا يمكن ان يتجاهله احد ولا يمكن لنا الاختباء وراء اصبعنا. نعم ايران تمددت في لبنان ولها حلفاء ونفوذ في لبنان، وهذا أمر نعاني في جانب منه لانه يؤثر على سيادتنا وعلى استقلالنا. كل الوضع في المنطقة وفي الجوار اليوم يتداخل معنا ويضعفنا ويصيبنا في لبنان.
وهنا لا بد لي أن أقول بكل موضوعية انه طوال العقود الماضية عندما كانت المملكة تساعد لبنان، لم تطلب في يوم من الأيام امراً او معروفاً او خدمة، ولم تفرض على لبنان رأياً سياسياً او موقفاً في امر ما. كانت دائماً تساعد وتقول انا لا اتدخل في الشأن اللبناني. هذا أمر اتمنى ان تقوم به كل الدول ليس فقط بمواقف معلنة وانما بممارسات على الارض.
كيف يمكن للبنان أن يتخلص من دولة حزب الله التي انشأها داخل لبنان؟
اولاً حزب الله مكون سياسي في البلد وهو في فترة من الزمن كان له دور مقاوم مع عدونا التاريخي، وهو نشأ من الارض اللبنانية ومن متن اللبنانيين.الموضوع ليس التخلص من حزب الله وانما الموضوع هو كيف نحافظ على مكوناتنا اللبنانية داخل لبنان وبما يخدم لبنان. فعندما تذهب هذه المكونات الى خارج لبنان او يكون لها مواقع خارج لبنان يتعرض لبنان للمخاطر.
من هنا كنا حريصين منذ بداية الطريق على اعتماد سياسة النأي بالنفس بما يختص بالاحداث في سوريا لأننا ادركنا ان هذه الاحداث ستؤثر علينا. وكان هناك تسرب من بعض اللبنانيين للتدخل في سوريا وفي احداثها وكان لحزب الله ايضاً دور وما زال له دور متقدم. ومع الاسف أكرر ما أقوله في مناسبات عدة: بين سياسة النأي بالنفس التي اعتمدناها في بياننا الوزاري ومعنا حزب الله في الحكومة، والتطبيق على الارض هناك فرق. سنبقى نسعى الى ان نصل الى لحظة فعلاً يكون النأي بالنفس كاملاً. لكن حزب الله هو مكون سياسي وهو في البرلمان اللبناني وفي الحكومة اللبنانية. ليس الموضوع التخلص من حزب الله. ليست هكذا هي الامور بل هي التوصل مع حزب الله الى مفاهيم مشتركة توحد اللبنانيين وتعزز اللحمة الداخلية. هذا هو المطلوب وليس المطلوب العداوة من فريق ضد فريق سياسي في لبنان ومن مكون سياسي ضد مكون سياسي آخر. الموضوع هو بذل الجهود لتخفيف الخلافات وازالة التباينات، هذا ما نسعى اليه لكننا لا ننجح دائماً مع الاسف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق