سينما

حمى افلام الويسترن تجتاح هوليوود من جديد!

تسجل افلام الويسترن عودة كبيرة على الشاشة الكبيرة مع اعمال مثل «ذي ريفننت» و«ذي هايتفول ايت» و«جاين غوت ايه غان»، من بينها اثنان يتنافسان على جوائز الاوسكار.

كوانتين تارانتينو مخرج «هايتفول ايت» مع بطلي الفيلم جينيفر جايسون ليه وكيرت راسل خلال عرضه في برلين

ويقول جيف بوك من الشركة المتخصصة بشباك التذاكر «اكزيبتر ريليشنز»، «عندما تنتج استوديوهات مثل فوكس («ذي ريفننت») او وينشتاين («ذي هايتفول ايت») افلام ويسترن بميزانيات كبيرة يمكننا الحديث عن تجدد ونهضة».
ويخوض مخرجون كبار مجال الويسترن منذ سنوات قليلة مع «ترو غريت» للشقيقين كوين و«ذير ويل بي بلود» لبول توماس اندرسن و«دجانغو انتشايند» لكوينتن تارانتينو و«بروكباك ماونتن» لأنغ لي.
وتقول دانا بولان الاستاذة في قسم الدراسات السينمائية في جامعة «نيويورك يونيفرسيتي»، «مما لا شك فيه ان ثمة ميلاً يرتسم مع مخرجين عريقين يستخدمون هذه الصيغة للغوص في مسائل مثل الذكورية والاشرار والاخيار والهوية الاميركية».
ويتضمن هذا النوع السينمائي الكثير من الفئات الفرعية وهو يستند الى اسس يعيد كل مخرج تفسيرها، كمثل حمى الذهب وغزو الغرب الاميركي ورعاة البقر وهنود القارة الاميركية او قانون الغاب.

لكن ما الفرق بينها وبين الافلام الكلاسيكية القديمة؟
يشير روبرت تومسون استاذ الثقافة الشعبية في جامعة سيراكيوز في هذا الاطار الى ان افلام الويسترن المعاصرة «لا تمجد بل تنتقد».
وتقول دانا بولان ان افلاماً مثل «ذي ريفننت» الذي يتصدر السباق الى جوائز الاوسكار مع 12 ترشيحاً او «ذي هيتفول ايت» (ثلاثة ترشيحات) «تتناول افراداً معزولين يبحثون عن الانتقام او الاستفادة الشخصية ضمن حضارة تائهة في حين ان الافلام الكلاسيكية من هذا النوع كانت تسعى الى بناء مجتمع».
وفي حين كانت الشخصيات المرجعية في هذا النوع من الافلام مثل جون واين وكلينت ايستوود وتشارلز برونسون يؤدون ادوار رجال لا يقهرون فان افلام اليوم تعج خصوصاً بابطال من نوع اخر.
وقد بدأ هذا الميل مع موجة الاحتجاجات في نهاية الستينيات وبروز الحركات المدافعة عن حقوق المرأة التي القت بظلالها على ذكورية رعاة البقر.

مصدر الهام
ويتحدث البعض عن «ويسترن معكوس» مع افلام مثل «جاين غوت ايه غان» او «ذي هومزمان» تتولى النساء اداور البطولة فيها.
وادت ذهنية سياسية جديدة والنظرة المختلفة الملقاة على التاريخ الاميركي ولا سيما مصير هنود القارة الاميركية الى ولادة سلسلة جديدة من الويسترن تصحح الدفة اعتبارا من السبعينيات.
فانقلبت ادوار الشريرين والطيبين التقلديين فيها مثل «ليتل بيغ مان» لارثر بن او في نوع تجاري اكثر «دانسيز ويذ وولفز» لكيفن كوستنر.
وعودة الويسترن تشمل فرنسا ايضاً مع المسلسل التلفزيوني «تبمبلتون» الذي يستخدم الصيغة الساخرة. ويحضر المخرج جاك اوديار الفائز بالسعفة الذهبية السنة الماضية في مهرجان كان لفيلم ويسترن.
وهو قال لوكالة فرانس برس في تشرين الثاني (نوفمبر) ان هذا النوع يسمح بتناول مواضيع «يتردد صداها احياناً مع ما نشهده راهناً» مثل «الجشع الجامح».
ويرى روبرت تومسون ان هذا النوع يشكل مصدر الهام لا ينضب «لانها الملحمة المؤسسة للولايات المتحدة مثل الاوديسا بالنسبة الى الاغريق».
وعدد الافلام من هذا النوع المنجزة في هذه الايام لا يرقى الى مستواها في الحقبة الذهبية بين اربعينيات وستينيات القرن الماضي عندما كان 140 فيلم ويسترن ينتج سنويا. وبات هذا العدد ينتج كل عشر سنوات راهنا.
وفي حين تفضل الاستوديوهات في الوقت الحاضر الانتاجات الضخمة التي تتمحور على ابطال خارقين وافلام الحركة، فان اعمال الويسترن لا تزال تجذب جمهوراً متحمساً ومن اجيال مختلفة.
فقد سجلت افلام «ذي ريفننت»  و«ترو غريت» و«ذي هايتفول ايت» نجاحاً تجارياً كبيراً محققة عائدات فاقت ميزانياتها مرات عدة.
وعلى صعيد التصوير يذهب البعض الى محاكاة هذا النوع بالكامل مثل كوينتن تارناتينو الذي صور فيلمه بنسق 70 ميللمتراً القديم واستعان بافضل من وضع الموسيقى التصويرية لهذه الافلام انيو موريكوني.
اما اليخاندرو إنياريتو مخرج «ذي ريفننت» فقد راهن على الحداثة دافعا الويسترن الى مرحلة ريادية على صعيد الصورة مع استخدام مؤثرات خاصة متطورة كما حصل مع مشهد المواجهة بين ليونادرو دي كابريو والدب الكبير.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق