تقريرسياسة عربية

استخدام غاز الخردل «ضد البشمركة» في العراق واصابع الاتهام تتوجه نحو «داعش»

قالت مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن غاز الخردل استُخدم في اب (اغسطس) من العام الماضي في هجوم على القوات الكردية اثناء هجمات على مدينتين قريبتين من اربيل عاصمة كردستان العراقية أُلقي باللوم فيه على ما يُعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأوضحت المنظمة أنها حصلت على عينات بعد إصابة 35 مقاتلاً من البشمركة في إربيل في اب (اغسطس) الماضي.
وقالت هذه المصادر لوكالة فرانس برس طالبة عدم كشف هويتها «ان نتائج فحوص اكدت استخدام غاز الخردل».
وتؤكد الحكومة في منطقة كردستان العراق التي تتمتع بالحكم الذاتي ان تنظيم الدولة الاسلامية اطلق نحو خمسين قذيفة هاون على مدينتي غوير ومخمور الواقعتين الى جنوب غرب اربيل.
وتأتي هذه المعلومات بعد بضعة ايام من تصريح لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) جون برينان لمحطة التلفزة الاميركية سي بي اس قال فيه ان تنظيم الدولة الاسلامية قادر على صنع كميات صغيرة من الكلورين وغاز الخردل.
وغاز الخردل – الذي يتسبب بصعوبات في التنفس وعمى موقت وتقرحات جلدية مؤلمة جداً – استخدمه الالمان للمرة الاولى في بلجيكا في العام 1917.
وقد حظرته الامم المتحدة في 1993.
لكن الحكومة العراقية ما زالت تعمل على تقريرها بمساعدة منظمة حظر الاسلحة الكيميائية كما اوضح مصدر دبلوماسي.
وفي حال تأكيد الأمر، سيكون هذا أول استخدام معروف للأسلحة الكيميائية في العراق منذ سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين.
وكانت وزارة البشمركة اكدت بعد الهجمات ان نحو اربعين من هذه الانفجارات انبعث منها غبار ابيض وسائل اسود.
واكدت ان 35 مقاتلاً عانوا من تنشق الغاز ونقل بعضهم الى الخارج للعلاج. واضافت حكومة هذه المنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي في تشرين الاول (اكتوبر) ان فحوصات الدم لهؤلاء المقاتلين اكدت وجود «اثر لغاز الخردل».
ولم تشأ منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تأكيد المعلومة، مذكرة بان فريقاً من الخبراء يساعد الحكومة العراقية في تحقيقها.

«سائل أسود»
ولم يوجه تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصابع الاتهام إلى أي جهة في الاعتداءات التي جرت في 11 اب (اغسطس)، حسبما أبلغت مصادر في لاهاي وكالتي رويترز وفرانس برس للأنباء.
لكن حين أعلنت وزارة شؤون البشمركة في حكومة إقليم كردستان عن وقوع هذه الحادثة لأول مرة، أكدت بوضوح أنها تتهم تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأفادت الوزارة بأن مقاتلي البشمركة المصابين كانوا متمركزين على الخطوط الأمامية لقتال التنظيم بالقرب من بلدتي مخمور والغوير عندما انفجر أمامهم 37 قنبلة، خرج منها «غبار أبيض وسائل أسود».
وأشارت الوزارة إلى أن نتائج اختبار أُجريت على عينات دم المصابين «كشفت عن وجود آثار من غاز الخردل».
وأكد المتحدث باسم المنظمة مالك إلاهي أن المنظمة أرسلت فريقاً من الخبراء إلى العراق لمساعدة الحكومة في تحقيقاتها.
وقال إن «الفريق أنهى مهمته وقد أطلعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على نتائج عمله التقني مع الحكومة العراقية»، بحسب وكالة فرانس برس.
ومن المقرر، أن يناقش المجلس التنفيذي للمنظمة نتائج هذه التحقيقات الشهر المقبل.
وبحسب منسق الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر فانها المرة الاولى التي تقوم فيها مجموعة متطرفة بانتاج واستخدام عنصر كيميائي في هجوم منذ اعتداء بغاز السارين في مترو طوكيو في 1995.
وفي 21 اب (اغسطس) اشارت مصادر محلية ايضاً الى احتمال استخدام تنظيم الدولة الاسلامية عناصر كيميائية في مارع المعقل الرئيسي لمقاتلي المعارضة في محافظة حلب بشمال سوريا.
لكن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تتحدث منذ اشهر عن استخدام مستمر لغاز السارين وغاز الخردل او الكلور في المعارك التي تشهدها سوريا منذ خمس سنوات واوقعت اكثر من 162 الف قتيل، بدون ان تحدد المسؤولين.
وبعد هجوم كيميائي اسفر عن مقتل مئات الاشخاص في الغوطة الشرقية شرق دمشق، في اب (اغسطس) 2013 وافقت سوريا على كشف ترسانتها الكيميائية وتسليمها في اطار اتفاق تشرف عليه منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
وشن تنظيم الدولة الاسلامية هجوماً كبيراً في حزيران (يونيو) 2014 في العراق ما اتاح له الاستيلاء على مناطق شاسعة في شمال البلاد، بعضها قريب من كردستان العراقية.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق