أخبار متفرقة

«رئاسة الجمهورية» أمام ثلاثة «احتمالات – سيناريوهات»

بعد التطورات السياسية «الدراماتيكية» التي طرأت على المعادلة الرئاسية وأسفرت عن حصر رئاسة الجمهورية في فريق 8 آذار وانحصار الاختيار والتنافس بين فرنجية وعون بترشيح من الحريري وجعجع، فإن انتخابات رئاسة الجمهورية أصبحت أمام ثلاثة احتمالات – سيناريوهات:
1- انسحاب فرنجية من السباق الرئاسي فيصبح عون عملياً وكأمر واقع المرشح الوحيد وتكون معركة الأقطاب الأربعة حسمت لمصلحته. وفي هذه الحالة لا يعود أمام المستقبل إلا خيار تأييد انتخاب عون لرئاسة الجمهورية…
أصحاب هذا الرأي يعتبرون أن كرة الاستحقاق الرئاسي، بعد تفاهم معراب وترشيح جعجع لعون، أصبحت في ملعب حزب الله أكثر من أي وقت مضى بعدما بات في يده مفتاح التحكم بانتخابات الرئاسة التي حصرت بين حليفين له. فإذا كان يريد فعلاً وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية عليه أن يثبت ذلك بالتدخل لدى فرنجية وإقناعه بالانسحاب. وإذا كان من الممكن تفهم عدم تدخل حزب الله لدى الرئيس بري في هذا الموضوع لأسباب كثيرة منها طبيعة العلاقة والهامش المتاح لبري الذي أثبت تمايزا عن حزب الله في محطات كثيرة إقليمية (حرب اليمن – حرب سوريا – الموقف من السعودية…) وداخلية (العلاقة مع عون وجنبلاط والحريري)، ومنها ما يتصل بالخلاف المستحكم والمزمن بين عون وبري، فإنه من الصعب تفهم وتبرير عدم تدخل حزب الله لدى فرنجية الذي لا يختلف سياسياً عن عون وكانا دوماً على علاقة جيدة وعضوية…
ولكن هناك من يرى تبسيطاً للأمور في طرح مسألة انسحاب فرنجية وفي تصويرها حلاً ومخرجاً للأزمة الرئاسية. فمن جهة، حزب الله ليس مستعداً لممارسة ضغوط على فرنجية وهو لا يتعامل مع حلفائه بهذه الطريقة، ومن جهة ثانية انسحاب فرنجية لا يعني حكماً انتخاب عون. فحتى لو حصل هذا الانسحاب فإن لا شيء يضمن أن يؤيد الحريري انتخاب عون كأمر واقع، ولا شيء يضمن الا يستخدم المستقبل سلاح المقاطعة والنصاب كما فعل حزب الله. وإذا كان فرنجية يتمتع بتأييد المستقبل له، فإنه لا يتمتع بقدرة تجيير أصوات وموقف المستقبل لغيره… ومعنى كل ذلك أن كرة الاستحقاق الرئاسي ليست في ملعب حزب الله وإنما أصبحت في ملعب المستقبل، وأن على الذين يطالبون حزب الله بالضغط على فرنجية للانسحاب عليهم قبل ذلك أو بدل ذلك أن يطالبوا الحريري بالتخلي عن ترشيح فرنجية والسير بخيار عون…
2- تأييد الحريري انتخاب عون رئيساً للجمهورية، أي التخلي عن خيار فرنجية والتوقف عن لعب ورقته والعودة الى مربع التفاهم مع عون الذي يحرص منذ البداية على كسب الصوت السني ويدرك أن لا وصول له الى قصر بعبدا من دون تأييد المستقبل.
هذا الخيار مطروح للنقاش في أوساط المستقبل ودوائره، وهناك من بدأ يقتنع به ويراه خياراً واقعياً لأسباب عدة منها:
– الخيار المتاح حالياً هو بين فرنجية وعون… وفرص فرنجية ضعيفة سياسياً طالما أن حزب الله متمسك بعون، وبعد قيام بلوك مسيحي في وجه فرنجية…
– الأكثرية المسيحية هي التي يعتد بها في استحقاق رئاسي يعني المسيحيين ويخصهم، وهذه الأكثرية يمثلها عون وجعجع نيابياً وأكثر سياسياً وشعبياً. فإذا وجدت هذه الأكثرية المسيحية أنها ليست قادرة على إيصال مرشحها الى الرئاسة أسوة بما تفعله الأكثريات السنية والشيعية في رئاستي الحكومة والمجلس، فإنها تتحول في اتجاه البحث عن نظام سياسي آخر بديل عن الطائف، فيما الحال الآن أن عون وجعجع  اتفقا في معراب على أساس الالتزام بالطائف.
– عامل الوقت والانتظار ليس في مصلحة المستقبل لأن التطورات السورية تسير في اتجاه الحسم العسكري على الأرض والحل السياسي المفصل على قياس الواقع الجديد، وهذا يعني أن ما هو متاح حالياً من عروض وخيارات رئاسية هو الأفضل مقارنة مع ما سيكون عليه الحال بعد حين.
– أي طريق سيسلكه الحريري؟! هذا ما كشفه خطابه اذ اقدم على الاستمرار في تأييد ترشيح فرنجية.
3- استمرار الملف الرئاسي في دائرة الفراغ وعلى ما هو عليه منذ عامين تقريباً… وبعدما كان الاستحقاق الرئاسي عالقاً بين عون وجعجع، يستمر كذلك بين عون وفرنجية الى أن تطرأ ظروف وعوامل تدفع أحدهما الى الانسحاب الطوعي أو يؤدي به الى الخروج القسري، أو تدفع في اتجاه فتح مرحلة الرئيس الثالث ومن خارج نادي الأقطاب الأربعة.
هناك رأي يقول إن تيار المستقبل ليس في عجلة من أمره على ملء الفراغ الرئاسي طالما أن الحكومة تملأ هذا الفراغ، وأن حزب الله ليس أيضاً في عجلة ومعركته ليست في لبنان وإنما في سوريا، وهو ينتظر نتائج معركة حلب المصيرية التي ستقرر مستقبل سوريا وتتيح له بعد جلاء الوضع حسم خياراته في لبنان، الرئاسية والحكومية. فإذا كان الحزب يعتبر أن رئاسة الجمهورية أصبحت في «جيبه»، فإنه يعتبر أيضاً أن رئاسة الحكومة ليست في جيب المستقبل، وأنه بعد أشهر سيكون قادراً ليس فقط على اختيار رئيس الجمهورية وإنما رئيس الحكومة أيضاً… ومن هنا يمكن فهم لماذا تخلى السيد حسن نصرالله عن السلة الكاملة. فإذا أراد الحريري انتخاب عون فليكن ويكتفي حزب الله بذلك من دون سلة، أي أن انتخاب عون لا يكون مقروناً بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، وأن رئاسة الجمهورية شيء ورئاسة الحكومة شيء آخر…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق