أخبار متفرقة

الكتائب وحزب الله: من التواصل… الى الحوار

تم تزخيم وتفعيل التواصل بين حزب الكتائب وحزب الله الذي كان قد بدأ قبل نحو سنة ولم ينقطع بين النائبين إيلي ماروني وعلي فياض، وحصل أكثر من 20 لقاء بينهما في مجلس النواب. وعلم أن لقاء رباعياً عقد بعيداً عن الإعلام الأسبوع الماضي في مجلس النواب ضم عن حزب الله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب فياض وعن الكتائب رئيسه النائب سامي الجميل والنائب ماروني.
وعلم أن الحوار بدأ بجدول أعمال، وتبين لاحقاً أن ثمة نقاطاً عالقة أو خلافية تتعلق بدور «المقاومة» في سوريا وسلاح الحزب ورئاسة الجمهورية، وكان إدراك لوجود ملفات استراتيجية ليس الأوان للبحث فيها ويصعب الوصول الى نتائج في شأنها. وحصل تبادل للرأي حول التطورات اللبنانية في صورة أساسية، وفتح قنوات التواصل واعتبار أن التشاور بين الطرفين قائم، والتأكيد على النقاط التي كان الطرفان اتفقا عليها سابقاً، وهي التنسيق والتعاون بين وزراء الحزبين لمواجهة الفساد أو الحد منه في ملفات مختلفة.
وفي المعلومات أيضاً أن وفد الحزب أبلغ الوفد الكتائبي الاهتمام الخاص بالحضور المسيحي في لبنان والمنطقة، وأن حزب الله من القوى المعنية ثقافياً وحضارياً وسياسياً ببذل كل جهد لحماية هذا الوجود والحؤول دون تفريغ المنطقة من المسيحيين.
وتشير مصادر كتائبية الى أن التواصل بين حزب الله والكتائب انطلق منذ سنوات بعد زيارة الرئيس أمين الجميل الى السيد نصرالله إثر استشهاد الوزير بيار الجميل، وأن اللقاءات استمرت بشكل أو بآخر عبر مجلس النواب أو عبر لقاءات ثنائية بين نواب من الحزبين، وبعضها حضرها الشيخ سامي الجميل. ومع صعود الشيخ سامي داخل الحزب صارت هناك رغبة لدى حزب الله للتعرف إليه أكثر، وهذا الأمر مهم ومفيد.
وفي حين تقول مصادر متابعة إن الحوار سيتوج بزيارة الجميل لقيادة الحزب في الأيام القليلة المقبلة، يقول مصدر كتائبي: «حارة حريك جزء من الـ 10452 كيلومتراً مربعاً، وبكفيا جزء من مساحة لبنان، ومن الممكن أن نرى قيادات حزب الله في بكفيا. كل شيء وارد إذا اتفقنا. نحن موجودون معاً في مجلس النواب والحكومة وحول طاولة الحوار، وحزب الله ليس غريباً عنا، لكن ثمة اختلافاً في وجهات النظر حيال إدارة الوضع اللبناني».
النائب سامي الجميل يعبّر عن استيائه مما يعتبره «حملة التشويه الإعلامي لصورة الكتائب»، من خلال الإيحاء بأن هناك شيئاً ما يطبخه الحزب تحت الطاولة مع حزب الله. فهذه الحملة يُراد منها الرد على موقفها في الملف الرئاسي. ويقول: «لا شيء عندنا نخبئه. كل أوراقنا مكشوفة. وعندما يكون هناك شيء جدي يجدر التحدث عنه في العلاقة مع حزب الله فسنعلنه ويعرف به الجميع».
أما اللقاء الذي جمع كوادر من الحزبين أخيراً في منزل الشيخ نعيم قاسم، فكان مجرد زيارة هدفها إنهاء ملف قضائي يعود إلى سنوات خلت، عندما رفع حزب الله دعوى على الكتائب بسبب نشر موقعها الإلكتروني مادة إعلامية اعتبر الحزب أنها تمس به. وقد شارك في اللقاء وكيلا الكتائب في هذه الدعوى، وفعلاً كان يجدر إنهاء هذا الملف. أما إعطاء الزيارة أبعاداً سياسية فليس في محله.
لكن الجميل يكشف أن التواصل مستمر بين الكتائب وحزب الله منذ قرابة أربع سنوات، في شكل لقاءات دورية كل شهر أو شهرين. ولم تكن هناك قطيعة بين الطرفين طوال هذه الفترة، ليُعطى لقاء اليوم حجماً إستثنائياً.
ولكن، في رأيه، لا يبدو حزب الله مستعداً حتى الآن للانتقال إلى مرحلة جديدة. ونحن ما زلنا ننتظر منه أن يقتنع بلبننة الحياة السياسية، وأن تتوقف سياسة النكايات والمراهنة على تحقيق الانتصارات، ونجلس معاً إلى طاولة واحدة ونتحاور بهدوء.
ويضيف: «بالنسبة إلينا، حزب الله هو مكوّن لبناني أساسي، كما هي المكونات الأخرى السنية والدرزية وسواها. ونحن نحتاج لأن نتفاهم جميعاً، وفق أسس جديدة. ولا يمكن للبنان أن يستمر بهذه الإدارة الخاطئة لشؤونه، والتي ستعيده إلى الوراء وتدمره. ومن الضروري أن نجلس معاً لنتفق على معالجة المشكلة البنيوية، وعلى أسس لإنقاذ لبنان من الخلل في النظام السياسي أو الطائفي، الذي يقوده إلى مزيد من الفساد وانعدام الثقة. ونحن مستعدون لمناقشة حزب الله في هذه المسائل، لكنه لا يبدو مستعداً لتغيير نمط التعاطي والدخول في هذه المسائل وإحداث خرق فيها. ولذلك، لا حوار مع الحزب حتى اليوم. ولكن، في اللحظة التي يُظهر فيها نية للمناقشة، سنكون جاهزين ومعالجة اختلافاتنا معه، كالنظرة إلى السيادة وصراعات المنطقة وسوى ذلك».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق