حوار

ايلي الفرزلي: الرئيس لا يمكن ان يكون الا ميشال عون

رؤيته الواضحة من ناحية استراتيجية وقراءاته المعمقة للاحداث تجعلان من نائب رئيس المجلس السابق ايلي الفرزلي محاوراً شاملاً لتقويم اخر التطورات على الساحة الداخلية. «الاسبوع العربي» الالكتروني التقاه في منزله في جولة افق.

الرئيس بري اعلن ان الرئاسة هي في الوقت الحاضر في الثلاجة. فما هي قراءتك للوضع؟
من المؤكد اليوم ان ملف الرئاسة لم يسحب من الثلاجة رغم اعادة تموضع مهمة للاعبين المسؤولين عن المأزق السياسي. منذ وقت طويل وتيار المستقبل الذي يمثل الاكثرية السنية الوازنة في البلاد، مع امتداداته الاقليمية، توقف عن ادارة الظهر للاعتراف بشرعية الممثل الاكثر شعبية في المجتمع المسيحي. هذه الرؤية تنسحب على كل الحقيقة السياسية. ولو كان التمثيل صحيحاً وفق القاعدة لما كان هناك من مشكلة. لقد جرت محاولات للتلاعب على التناقضات المسيحية لتهميش المسيحيين وجعلهم تابعين رغم وجود ماروني على رأس الدولة. ولكن ذلك اصبح اليوم من الماضي. لقد طويت الصفحة. والفريق الذي يشل الحياة السياسية لم يفهم ابداً ذلك. ان دعم الدكتور سمير جعجع للعماد عون دعم نظرية ان ادارة الظهر الى هذه الحقيقة وعدم الاخذ بها خطير جداً، ومن لا يرى ذلك لا يريد حل المشكلة.
كيف ترى دعم الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية؟
ترشيح النائب سليمان فرنجية جدي جداً. ومن ير خلاف ذلك يكن مخطئاً جداً. الرئيس سعد الحريري له اسبابه، لا يمكنه البقاء في الخارج ويريد بأي ثمن العودة الى لبنان كرئيس للحكومة. بعضهم اقترح عليه هذه الصيغة وهي ترشيح فرنجية على امل ان يجذب هذا الترشيح فريق 8 اذار. هذه الفكرة طرحت على مستشاريه وعلى المملكة العربية السعودية فوافقوا. هذا الطرح لم يستطع ان يذهب الى ابعد من ذلك، ولكنه انعكس على العلاقة بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع الذي كان قد بدأ حواره مع الجنرال عون. هذه المسيرة شكلت لعنة عند الفريق المسيحي في 14 اذار واثارت ردود فعل عنيفة على شبكات التواصل الاجتماعي الذين عملوا على تأييد قرار سمير جعجع بمساندة العماد عون.
انت تعتبر اذاً ان اتفاق معراب هو ردة فعل على ترشيح فرنجية…
انه مكمل لاعلان النوايا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. فترشيح فرنجية دفع الناس الى تجاوز عقدهم والقبول بهذا الاتفاق. يضاف الى ذلك ان الضمير المسيحي يدعم الوفاق. منذ سنوات طويلة وكل الناس يدعون الى تفاهم عون – جعجع. واليوم وقد تحقق ذلك يُرفض. لا احد يريد ان يتفاهم المسيحيون في ما بينهم.
كيف تفسر خطاب السيد حسن نصرالله الاخير؟
خطابه لا يحتاج الى اي شرح. السيد حسن نصرالله اكد دعمه لترشيح ميشال عون. وعضو فريق 8 اذار احد انصاره. سليمان فرنجية، هو مرشح سعد الحريري ويشكل سقفاً تعتبر فيه 8 اذار انها الرابحة. فمرشحه هو ميشال عون واذا تنازل يكون سليمان فرنجية. السيد نصرالله عنى بوضوح انه لن يحضر الجلسة النيابية (8 شباط) وبرر غيابه بانه ضد قلة الاحترام نحو الشخص الذي يمثل المسيحيين. فرنجية اعلن ان حزب الله لن يحضر الجلسة هو ايضاً.
السيد حسن نصرالله تخلى عن «السلة» مقابل انتخاب العماد ميشال عون…
انه يحاول الوصول الى اتفاق شامل يشمل قانون الانتخاب ايضاً. فالقانون يجسد التطاول على حقوق المسسيحيين. بعضهم قال انه ربط ذلك بانتخابات الرئاسة لتعقيد الاستحقاق. ان قانون الانتخاب هو اهم من انتخاب رئيس للجمهورية، لانه هو الذي يجدد السلطة، ويؤمن تمثيلاً عادلاً للمسيحيين ويجسد الشراكة الحقيقية. وتجاهل هذه الحقيقة هو الاستمرار في الاعتداء على حقوق المسيحيين الدستورية. لقد وضع السيد نصرالله كل شيء تحت سقف الطائف والدستور لاسكات كل الذين يدعون ان الشيعة تريدون وضع اليد على البلد والوصول الى مؤتمر تأسيسي.
لماذا يتمسك سليمان فرنجية بترشيحه؟
لم يطلب منه احد سحبه. واعتقد انه سينسحب بعد ان يتفاهم مع الشريك السني. اذا انسحب سليمان فرنجية فمن يضمن لنا بانه لن يتم ترشيح شخص احر، العودة الى ترشيح هنري حلو مثلاً؟ على سليمان فرنجية ان يعمل من اجل اتفاق وحمل تيار المستقبل على اعتماد موقف اخر.
من سيكون الرئيس في رأيك عون او فرنجية؟
السؤال لا يطرح. فالرئيس لا يمكن ان يكون الا ميشال عون. فهو او لا احد.
كيف تفسر اتفاق معراب؟
يجب الاعتراف بان ترشيح سليمان فرنجية عجل في هذا الاتفاق، ولكن الفكرة كانت قائمة منذ «اعلان النوايا». ان احد الاسباب التي دفعت سعد الحريري الى اعتماد ترشيح فرنجية، هو اجهاض الاتفاق بين المسيحيين. انه الشعور بان تقدم المفاوضات بين عون وجعجع اصبح واقعاً مما اقنع سعد الحريري بمساندة ترشيح فرنجية.
من برأيك ربح من هذا الاتفاق عون او جعجع؟
الاثنان ربحا ولكن نسبة ربح جعجع اكبر نظراً لقوة وثقل العماد عون وما يمثل على الساحة المسيحية. مصالحة جعجع مع هذه الشريحة الكبرى من المسيحيين هي لصالحه.
العماد عون الا يعترف في هذا الاتفاق باهمية ثقل جعجع؟
سمير جعجع هو المرشح الثاني بعد ميشال عون. وبحسب الاحصاءات وعلى رغم الفارق القائم بينهما، جعجع يأتي في المرتبة الثانية بعد العماد عون. وهذا يعترف به الجميع والدول الخارجية. فاذا اتفق جعجع وعون يكتسحان المنطقة المسيحية كلها في الانتخابات البلدية والنيابية. ولكن على الصعيد الاستراتيجي سمير جعجع خسر لان البديل عن عون لم يعد جعجع بل سليمان فرنجية.
ماذا سيجري في 8 شباط؟
لا يزال الوقت مبكراً للحكم عليها. فاذا لم يذهب تيار المستقبل، الشريحة السنية الوازنة الى المجلس النيابي فان الجلسة لن تنعقد. السيد نصرالله اختصر الوضع هكذا: نحن ننتظر موقف تيار المستقبل فنذهب كلنا لانتخاب رئيس. واذا لم يحضر حزب الله الجلسة، فقد سبق لسليمان فرنجية ان اعلن انه لن يذهب ايضاً.
يقال ان معركة حلب هي التي تفتح الطريق الى انتخاب رئيس في لبنان، فما هي العلاقة بين الاثنين؟
هذه المعركة تظهر بوضوح الاتجاه الذي تسير عليه الازمة السورية. وسيكون لها حتماً انعكاسات على الساحة اللبنانية، فما يجري على الارض في سوريا يؤكد بان الترشيحات للرئاسة تعود الى 8 اذار وحلفائها.
كيف ترى تطور الاحداث على الساحة الاقليمية؟
كل هذه السنياريوهات حول مفاوضات جنيف او غيرها تخفي امراً واحداً وليس لها سوى هدف واحد. تحويل سوريا والعراق الى ساحة مخصصة لتدمير الارهاب. هذه المنطقة تحولت حقلاً مغناطيسياً يجذب الارهاببين من العالم اجمع. النظامان السوري والعراقي عليهما استئصال هذه الظاهرة بمساعدة روسيا ومباركة الولايات المتحدة. وبموجب دراسة نشرتها مؤسسة توني بلير هناك في العام 56 الف ارهابي. الحرب لم تنته بعد وهناك معلومات عن «حقول مغناطيسية» جديدة انشئت لجذب الارهاب نحوها وخلق ساحات جديدة للحرب. واعتقد ان منطقة الخليج والمغرب العربي سيكونان الارض الجديدة للارهاب.

جويل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق