سياسة لبنانية

من هي «كاسندرا» التي فضحت شبكة حزب الله لتجارة المخدرات وتمويل الحروب؟

حزب الله يموّل حربه بسوريا عبر تجارة المخدرات واعتقالات حول العالم بعد كشفه

بعد كشف إدارة مكافحة المخدرات الأميركية الاثنين عن عملية دولية أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لحزب الله اللبناني متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عملياته القتالية في لبنان وسوريا، ثارت التساؤلات حول تفاصيل العملية وطبيعة المعلومات التي استندت إليها.

«مشروع كاسندرا» هو اسم العملية الأمنية التي أدت إلى كشف الشبكة التابعة لحزب الله المتورطة في عمليات تهريب المخدرات إلى أميركا وأوروبا والاستعانة بالأموال الناتجة عنها لتمويل قتال الحزب المصنف على قائمة الإرهاب في سوريا، وقد شاركت فيها أجهزة أمن من سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا.
وقال المدير العام بالوكالة لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية جاك ريلي إن الإدارة التي يشرف عليها ومعها الدول الشريكة لها حول العالم «متمسكة بالتزاماتها بمنع جميع محاولات الإرهابيين والمنظمات الإرهابية من الاستفادة من تجارة المخدرات من أجل استهداف» تلك الدول، مضيفاً أن جميع الوسائل القانونية المتوفرة ستُستخدم ضد تلك العمليات.
وقد بدأت التحقيقات ضمن «مشروع كاسندرا» في شباط (فبراير) 2015، واكتشفت التحقيقات تحويل مبالغ مالية ضخمة من قبل أشخاص وشركات على صلة بحزب الله اللبناني إلى كولومبيا، وجرت الكثير من تلك العمليات عبر لبنان، الأمر الذي اكتشفته أجهزة أمن أوروبية بالتعاون مع نظيرتها الأميركية.
وبحسب البيان الأميركي فإن «مشروع كاسندرا» اعتمد بشكل كبير على التحقيقات المرتبطة بقضية سابقة تتعلق بفضائح مالية تتعلق بـ «البنك اللبناني الكندي» الذي سبق أن ربطته تحقيقات أميركية بعمليات تمرير أموال لصالح حزب الله.

عناصر حزب الله يعملون في تهريب كوكايين بقيمة ملايين الدولارات لصالح شبكات المافيا بجنوب أميركا «كارتيل» إلى أميركا وأوروبا
وكشفت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية الاثنين عن عملية دولية أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لحزب الله اللبناني متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات وصفتها بالـ «إرهابية» في لبنان وسوريا.
وقال رئيس إدارة مكافحة المخدرات الأميركية في بيان له حول العملية إن الاعتقالات استهدفت «قسماً تابعاً لحزب الله يتولى تأمين عائدات مالية وتدفق أسلحة لحزب الله من أجل هجمات إرهابية مدمرة حول العالم» على حد تعبيره.
ولفت البيان إلى أن العملية جرت في سبع دول بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، وشهدت اعتقال أربعة أشخاص حتى الآن، مع توقع حصول المزيد من التوقيفات نتيجة للتحقيقات التي بدأت في شباط (فبراير) الماضي. وتشير خيوط القضية إلى أن عناصر حزب الله يعملون في تهريب كوكايين بقيمة ملايين الدولارات لصالح شبكات المافيا بجنوب أميركا «كارتيل» إلى أميركا وأوروبا.
ويقوم العناصر بعد ذلك بتحويل الأموال إلى حزب الله الذي يموّل بها عمليات تسلحه وقتاله في سوريا التي أرسل إليها آلاف المقاتلين لدعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. ويتلقى الحزب تمويلاً ثابتاً من إيران إلى جانب الأسلحة، ولكن التحقيقات تشير إلى أن الكثير من العوامل فرضت عليه تعزيز شبكة علاقاته مع شبكات الجريمة المنظمة للحصول على المزيد من الأموال.
وقال مات ليفيت، محلل شؤون مكافحة الإرهاب لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في تعليق لـ CNN حول القضية: «الدفاع عن نظام الأسد يستنزف حزب الله على المستويات البشرية والعسكرية والمالية.. لقد أدى تدهور أسعار النفط إلى تراجع الدعم الإيراني ما دفع الحزب في لبنان إلى تخفيض أجور عناصره والبحث عن طرق تمويل أخرى للحد من اعتماده المالي على طهران».
من جانبه، قال الناطق باسم إدارة مكافحة المخدرات، رستي باين، في اتصال مع CNN، أن عملية تبييض الأموال الخاصة بحزب الله الناتجة عن تجارة المخدرات كانت تحصل من خلال صفقات لبيع وشراء السيارات المستعملة الفارهة، وكانت الشبكة تعمد في بعض الأحيان إلى إخفاء الأموال داخل تلك السيارات خلال شحنها حول العالم.

سي ان ان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق