أبرز الأخبارسياسة عربية

المعارضة السورية تؤجل الى اليوم قرارها بشأن المشاركة في مفاوضات جنيف

اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية المجتمعة الاربعاء في الرياض انها اجلت الى الخميس قرارها بشأن الدعوة الموجهة اليها للمشاركة في المفاوضات مع النظام السوري الجمعة في جنيف.

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط ان «اجتماع المعارضة السورية سيستأنف المباحثات عند الساعة العاشرة» من صباح الخميس (7،00 ت غ).
واضاف للصحافيين في الرياض ان الهيئة العليا للمفاوضات لا يمكنها ان تأخذ قراراً قبل أن تتسلم ردوداً من المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دي مستورا الذي وجه الثلاثاء دعوات للمشاركة في المفاوضات.
وقال المسلط «يتوقف ردنا، سواء كان ايجابياً او سلبياً، على رد السيد دي مستورا» موضحاً انهم يتوقعون الرد خلال الليل.
ولكنه قال ان اجواء اجتماع الرياض «ايجابية».
وقالت الهيئة في بيان الاربعاء انها «بانتظار إجابة من الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون على الاستفسارات والتساؤلات التي أرسلها منسق الهيئة العليا الدكتور رياض حجاب يوم أمس (الثلاثاء)»، وانها تعتزم ارسال رسالة الى دي ميستورا «تطلب منه توضيح بعض النقاط التي وردت في خطاب الدعوة».
بدأت الهيئة اجتماعاتها الثلاثاء واعلنت انها طلبت من الامم المتحدة الاستفسار عن قضايا انسانية منها «فك الحصار عن المدن، وايصال المساعدات الى المناطق المنكوبة، واطلاق سراح السجناء وخصوصاً منهم النساء والاطفال».
انبثقت الهيئة عن مؤتمر لاطياف مختلفة من المعارضة السياسية والعسكرية عقد في كانون الاول (ديسمبر) في الرياض، واعلن استعداد المجتمعين المبدئي للمشاركة في المفاوضات التي يضغط المجتمع الدولي في اتجاه حصولها، في وقت يقترب النزاع من عامه الخامس وقد حصد اكثر من 260 الف قتيل.
وشدد مؤتمر الرياض في بيانه الختامي على مبادىء عدة تتعلق بالمفاوضات ابرزها رحيل الرئيس بشار الاسد عن السلطة مع بدء المرحلة الانتقالية، تنفيذ خطوات «حسن نية» قبل بدء التفاوض تتعلق تحديدا بالامور الانسانية.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس لفرانس برس الاربعاء ان المشاورات قد تستغرق «طوال النهار».

خلاف حول المشاركين
وتواجه المفاوضات المقررة الجمعة، تحديات عدة، ابرزها خلاف حول من يمثل المعارضة.
واعلن دي ميستورا الثلاثاء من جنيف توجيه دعوات الى المعارضين المفترض مشاركتهم في المفاوضات.
وفي حين تصر الهيئة، بتأييد من السعودية، انها هي الوحيدة المولجة تمثيل المعارضة، شملت دعوات دي ميستورا شخصيات معارضة من خارجها، اضافة الى وفد الهيئة.
وبين المدعوين، هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تحالف عربي كردي معارض، وقدري جميل، رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» المقيم في موسكو.
ولم يكن مناع وجميل من المشاركين في اجتماع الرياض الشهر الماضي.
وكانت المعارضة سمت وفداً تفاوضياً يرأسه العميد اسعد الزعبي، وكبير مفاوضين هو محمد علوش، عضو المكتب السياسي لـ «جيش الاسلام»، ابرز الفصائل المسلحة بريف دمشق، الذي يصنفه النظام وحلفاؤه «ارهابياً».
واعترضت موسكو على اقتصار الوفد المعارض على من تسميهم الهيئة، مطالبة بتوسيع التمثيل ليشمل قوى وشخصيات على راسها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. في المقابل، ترفض تركيا مشاركة هذا الحزب الذي تعتبره مرتبطاً بحزب العمال الكردستاني في تركيا، والمصنف «ارهابياً» من قبل انقرة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء «بدون هذا الحزب، بدون ممثليه، لا يمكن ان تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية»، في حين قال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو «اذا دعي حزب الاتحاد الديموقراطي، سنقاطع».
ولم تأت اي جهة على ذكر توجيه دعوات الى اطراف اخرى غير النظام والمعارضة السوريين. لكن خلال مفاوضات جنيف-2 عام 2014، كان دبلوماسيون اميركيون واتراك وسعوديون وروس وغيرهم من الدول النافذة والمعنية بالنزاع السوري، ينشطون في الكواليس بعيدا عن وسائل الاعلام.
ويأتي الحراك الدبلوماسي الجديد في اعقاب قرار غير مسبوق تبناه مجلس الامن الدولي في 19 كانون الاول (ديسمبر)، يحدد خريطة طريق لحل النزاع المستمر منذ خمسة اعوام، تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة.
وينص القرار على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، من دون ان يذكر بشكل صريح مصير الرئيس الاسد.
وتتمسك المعارضة بالتفاوض وفق بيان جنيف 1 الذي توصلت اليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا والامم المتحدة والجامعة العربية خلال اجتماع في حزيران (يونيو) 2012، ونص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
واصطدمت العملية السياسية بالاختلاف على تفسير هذا البيان وتحديداً مصير الاسد. وبدا ذلك جلياً في مفاوضات جنيف-2، اذ اعتبرت المعارضة خلالها ان الصلاحيات الكاملة تعني تجريد الاسد من صلاحياته وبالتالي استبعاده، بينما يتمسك النظام بان مصير الرئيس يقرره الشعب من خلال صناديق الاقتراع.
وقبل يومين من الموعد المحدد للتفاوض، تواصلت المعارك الميدانية.
وحقق النظام في الايام الماضية مكاسب ميدانية خلال الايام الماضية لا سيما في محافظتي درعا (جنوب) واللاذقية (غرب)، بدعم من الطيران الحربي الروسي الذي بدأ نهاية ايلول (سبتمبر) شن ضربات في سوريا.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق