أبرز الأخبارصحة

– 34% من التخثرات الوريدية مفاجئة ومميتة… رحيلٌ كل 37 ثانية!

600 طبيب شاركوا في مؤتمر «إكسبرت» في دبي بحثا عن جديد الوقاية من السكتات الدماغية والجلطات الوريدية

 

نوال نصر – دبي  
حين يجتمع أطباء القلب والشرايين تحت عنوان واحد فابشروا بقدوم ثورة طبية، وحين يبحث أكثر من 600 طبيب بصوتٍ عالٍ عن أسباب وفاة شخص من كل أربعة بأمراض تخثر الدم فهذا معناه أن الموضوع جدي جداً… فماذا في الموضوع وماذا في البشرى؟
يقال: أجمل ما في حياة طبيب هي دعوة من قلب مريض.
600 طبيب كانوا هناك، في مؤتمر «إكسبرت» في دبي، بحثا عن جديد الوقاية من السكتات الدماغية والجلطات الوريدية وعلاج تجلط الأوردة العميقة. والجديدُ هناك يخدم الطب والطب يخدم المريض وآذان مريض التخثر الدموي صاغية فتعالوا نُطمئنه…

هل تعلمون أن دول العالم كانت تتكبد في 2010 نحو 863 مليار دولار في علاج مضاعفات الأمراض القلبية وستدفع، إذا استمرت الأمور في انحدار، 1044 مليار دولار في 2030؟
رقم مهول! منظمة الصحة العامة أطلقت ناقوس الخطر فهبّ أطباء القلب والشرايين من كل العالم العربي، بدعوة من «باير»، الى دبي للبحث في تفاصيل أمراض التخثرات الدموية وتحسين جودة حياة المصابين.
شارك أطباء من كل العالم العربي في مؤتمر افتتحه وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أمير الأميري… فماذا في التفاصيل؟
أربعة أطباء من أربع دول عربية تكفلوا نقل الموضوع الى الإعلاميين المشاركين وهم: الإستشاري في أمراض القلب والأوعية الدموية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور موريس خوري، رئيس قسم أمراض القلب في كلية طب جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب الدكتور عادل الأتربي، طبيبة أمراض القلب في مستشفى دبي الدكتورة نوشين بازارجاني، واستشاري أمراض الدم والأورام في المملكة العربية السعودية الدكتور خالد عبد الرحمن الصالح.  

ماذا نفهم بالإنسداد التخثري الوريدي؟
ماذا تفهمون؟
كثيرون قد يحركون رأسهم يمنة ويسرة تعبيراً عن جهلهم أبعاد هذا المرض غير أن من يعانون هم وحدهم من يدركون صعوبة التعايش مع هذه الحالة بأقل أضرار ممكنة. من هنا، من هذه المعادلة، كان لا بُدّ من البحث عن علاجات تُسهل حياة مرضى الانسداد التخثري الوريدي.
لا بُد أنكم تسمعون يومياً بأشخاص ماتوا أو يعانون من جلطات وريدية أو سكتات دماغية أو أزمات قلبية. هناك، في عالمنا العربي، شخص ينتقل الى العالم الآخر كل 37 ثانية بسبب جلطة وريدية. ما رأيكم؟ أمر طبعاً مخيف!
الانسداد التخثري الوريدي هو ثالث أكثر مرض قلبي وعائي شائع في العالم بعد مرض القلب الاحتباسي والسكتة الدماغية وهو يشتمل على حالتين خطيرتين هما:
1- تخثر وريدي عميق هو عبارة عن خثرة دم في الوريد، تحدث عادة في القدم، وتعيق تدفق الدم جزئياً أو كلياً. وإذا تفككت قد تنتقل الى الرئتين وتسد الرئة. ومن أعراض هذه الحالة الإحساس بالألم والتورم وباحمرار في المنطقة التي حدث فيها التخثر وبتوسع الأوردة السطحية وتصبح البشرة ساخنة عند اللمس.
2- الانسداد الرئوي وهو عبارة عن خثرة دم تعوق وعاء دموي واحد أو أكثر من الأوعية الدموية للرئتين. وحين تحدث خثرة الدم في الرئة تعوق حركة دوران الدم ما يسبب الوفاة المفاجئة أو إصابة الرئتين وأعضاء حيوية أخرى في الجسم، علماً أن 34 في المئة من حالات الوفاة بالإنسداد التخثري الوريدي تكون مفاجئة ومميتة. وأبرز أعراض هذه الحالة ضيق في التنفس، ألم في الصدر، تسارع ضربات القلب وربما سعال. وواحد من كل عشر وفيات تحدث في المستشفيات سببها الانسداد الرئوي.
أكثر من يتعرضون لخطر الانسداد التخثري الوريدي هم من يخضعون لعمليات تجبير جراحية لاستبدال الورك أو الركبة، ويزيد هذه الاحتمالية عامل التقدم بالسن والسمنة والمعاناة من أوردة الدوالي. وتلامس نسبة التعرض لخطر التخثر الوريدي العميق، في حال لم يق المريض نفسه، الستين في المئة.
حالة أخرى قد تتسبب بحدوث انسداد وعائي دموي هي حالة الرجفان الأذيني وهناك على الأرجح من يتساءل: وماذا يُقصد بالرجفان الأذيني؟
هو اضطراب في نبض القلب، شائع جداً في العالم، ويعاني منه كثيرون. وينقبض عادة في هذه الحالة الأذينان العلويان للقلب في شكل غير منتظم ما يؤدي الى فشلهما في الإفراغ التام ما يخلق احتمال تشكل خثرات الدم التي قد تنقسم وتتفكك وتنتقل الى الدماغ ما يؤدي الى حدوث السكتة الدماغية.
تعددت الأسباب والخثرة الدموية واحدة!
ما هي السكتة الدماغية؟
هناك نوعان من السكتات الدماغية: السكتة الناتجة عن الاحتباس الدموي وتحدث بسبب انقطاع وصول الدم بسبب انسداد شرياني تتسبب به خثرة. وهناك سكتة ناتجة عن النزف بسبب تمزق وعاء دموي ما يؤدي الى النزف داخل الدماغ. والسكتة الدماغية، من النوعين، هي ثاني أكبر سبب للوفاة حول العالم وهي مسؤولة عن وفاة خمسة ملايين شخص كل عام.
هل يكفي ان نعرف كل هذه المعلومات؟
هل كان يكفي ان ينقل لنا الأطباء الذين شاركوا في «اكسبرت» كل هذه المعلومات لنستفيد؟
ماذا عن الأهم؟ كيف يمكن تجنب الإصابة؟ وماذا عن العلاج؟
ستة في المئة من البشر فوق سن الخامسة والستين يواجهون امكانية الإصابة بالرجفان الأذيني. مرضى الضغط أيضاً معرضون. ومرضى السكري وتضخم القلب. الدكتور موريس خوري يحسم الجدال حول كيفية تشخيص الإصابة: افحصوا النبض والضغط مرة في الأسبوع، مرة واحدة فقط، فإذا كان النبض بين ستين ومئة كان الأمر جيداً أما إذا أتى أعلى فاستشر الطبيب. التوتر يزيد هو أيضاً من إفراز هورمون الغدة الكظرية «الكاتيكولامين» الذي يزيد من امكانية الإصابة بالرجفان الأذيني.
أبحاث جديدة وعلاجات حديثة
المصابون يأخذون عادة الأدوية التقليدية المضادة للتجلط التي تفيد وتضر في آن وتحتاج الى كثير من العناية والمتابعة والفحوصات الدورية لأنها قد تتسبب بنزيف وسيلان كما إنها تتأثر سلباً بنوعية غذاء المريض… والحل؟
العلم ثم العلم ثم العلم، وفيه توصلت الأبحاث الجديدة الى علاجات حديثة تبعث آمالا في حياة من يعانون أمراضاً مرتبطة بتخثر الدم أو من هم معرضون للمعاناة. ثمة علاجات ولدت حديثاً قادرة على أن تُسهل حياة مرضى التخثر الدموي الذين كانوا يضطرون في السابق الى التحايل على الدواء نفسه للصمود. فاسألوا أطباءكم عن العلاجات الجديدة والأدوية التي قد تجهض النظريات السابقة وتفتح أكثر من كوة نور وضوء وسهلوا حياتكم.
وماذا بعد؟
في كل مرة يجتمع فيها الأطباء في مؤتمر بحجم مؤتمر «إكسبرت» الذي نظمته «باير» ننسى كثيراً كثيراً من الأزمات التي تتسبب بالموت في مجتمعاتنا العربية ونتذكر أن هناك من لا يزال يعمل ليل نهار من أجل تسهيل حياة المرضى. نتأكد أن لا قيمة للأفكار والطب والأبحاث والدراسات إذا لم يكن جوهرها صحة وسعادة الإنسان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق