أبرز الأخبارسياسة عربية

السعودية تحذر من تمويل إيران لـ «أنشطة شريرة» بعد رفع العقوبات عنها

حذرت المملكة العربية السعودية من أن قرار رفع العقوبات المفروضة على إيران بعد الاتفاق بشأن برنامجها النووي ستكون له آثاره الضارة في المنطقة إذا استثمرت طهران الدخل الإضافي الذي ستحصل عليه لتمويل ما سمته «أنشطتها الشريرة».

وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء إن بلاده لن تتفاوض مع إيران في ما يتعلق بقضايا الدين أو الأمن.
ورداً على سؤال: عما إذا كانت السعودية تسعى للحصول على قنبلة نووية في حال تمكن إيران من الحصول عليها؟ شدد الجبير على أن السعوية ستقوم «بكل ما ينبغي القيام به لحماية شعبنا».
بيد أنه استدرك في اجابته قائلاً «لا أعتقد من المنطقي توقع أننا سنناقش هذا الأمر علناً، ولا أعتقد أن من المنطقي توقع إجابة مني عن هذا السؤال بطريقة أو بأخرى».
وقد تصاعد التوتر بين القوتين الأقليميتين في الأشهر الأخيرة.
وكانت الرياض ترحب في السابق بشكل علني بتحقيق اتفاق لوقف البرنامج النووي الإيراني، بيد أن المسؤولين السعوديين ظلوا يعبرون في تصريحاتهم الخاصة عن قلقهم من إمكانية أن تستخدم إيران الأموال التي ستحصل عليها لدعم الميليشيات التي تمولها في عموم المنطقة.

«فراغ»
وبشأن الأموال التي ستحصل عليها إيران بعد رفع العقوبات عنها قال الجبير «هذا يتوقف على إلى أين ستتجه هذه الأموال. إذا ذهبت إلى دعم الأنشطة الشريرة للنظام الإيراني سيكون لذلك نتائج سلبية وسيشكل انتكاسة، أما إذا ذهبت لتحسين مستويات معيشة الشعب الإيراني فسيكون ذلك محل ترحيب».
وكان مسؤولون سعوديون قد عبروا في السنوات الأخيرة عن خشيتهم من أن الولايات المتحدة، الحليف الأقوى للمملكة، قد تفك ارتباطها مع منطقة الشرق الأوسط، وحذر بعضهم من أن ذلك قد يقود سوريا إلى الغرق في دوامة حرب أهلية طاحنة.
بيد أن الجبير استبعد انسحاب واشنطن من المنطقة، مشيراً إلى أن العالم يتطلع إليها بوصفها القوى العظمى الوحيدة القادرة على توفير الاستقرار في المنطقة.
وشدد على القول «إذا حدث تراجع أميركي أو انسحاب أميركي فأن القلق الذي سيساور الجميع هو أن ذلك سيترك فراغاً، وعندما يكون ثمة فراغ أو خواء، فأن القوى الشريرة ستتدفق» إليه.
وكان الجبير اتهم، في مقابلة مع بي بي سي الأسبوع الماضي، إيران بأنها تتصرف بطريقة مدمرة وبأسلوب يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.
بيد أنه استبعد أن تؤثر المواجهة السعودية مع إيران على المحادثات السورية المتوقع استئنافها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، لأن طاولة التفاوض ستكون بحضور ممثلين عن الأطراف السورية فقط.
وتحظى الحكومة السورية بدعم قوي من إيران بينما تدعم السعودية جماعات المعارضة الرئيسية في سوريا.
ويقول مراسل الشؤون الأمنية في بي بي سي في تحليل له لطبيعة الصراع الإيراني – السعودي إن الحرب الكلامية الدائرة حالياً بين الرياض وطهران هي الأحدث في سلسلة زيادة حدة التوتر بين الجانبين.
ويضيف «يعتقد السعوديون أن ما يصفونه بـ «تدخل» إيران في المنطقة يمتد إلى دول أخرى أيضاً، ويتيح لهم قدراً من جنون العظمة. ويتهمون إيران بتأجيج السخط الشيعي في السعودية والبحرين ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن».
وكانت السعودية قد اتهمت ايران الثلاثاء بانها تثير «الفتن والقلاقل والاضطرابات» في الشرق الاوسط في حين يسعى المجتمع الدولي الى تهدئة التوتر بين القوتين الاقليميتين.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله «منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979، وسجل إيران حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها».
وتابع ان السعودية مارست «سياسة ضبط النفس طوال هذه الفترة، رغم معاناتها ودول المنطقة والعالم المستمرة من السياسات العدوانية الايرانية».
واضاف ان السياسة الايرانية «استندت (…) الى مبدأ تصدير الثورة، في انتهاك سافر لسيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية تحت مسمى (نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها)».
واتهم طهران بـ «تجنيد الميليشيات في العراق ولبنان وسوريا واليمن، والدعم المستمر للارهاب».
وتتواجه السعودية وايران، الخصمان الكبيران والقوتان الاقليميتان، بصورة غير مباشرة عبر النزاعات الدائرة في سوريا والعراق واليمن.
وفي مطلع كانون الثاني (يناير) تحولت عداوتهما الى مواجهة مكشوفة، فقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد ان تعرضت سفارتها لهجوم من قبل ايرانيين.

بي بي سي/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق