رئيسيسياسة عربية

التحالف في اليمن يؤيّد عقد محادثات سلام وخفض وتيرة العنف وقوات الشرعية تقترب من الحديدة

«اذا تخلف الحوثيون مجدداً عن محادثات السلام تستأنف عملية تحرير الحديدة»

أعرب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن الاثنين عن تأييده عقد محادثات سلام خلال الأسابيع المقبلة، مؤكّداً على رغبته في خفض وتيرة أعمال العنف، رغم تجدّد المعارك في محيط مدينة الحديدة.
وقال مصدر في التحالف اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس «التحالف ملتزم بخفض وتيرة أعمال العنف في اليمن (…) ويدعم بشدة العملية السياسية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة».
واندلعت الخميس معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة المطلة على البحر الاحمر بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة.
وقتل في هذه المعارك التي تواصلت خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات المتمردين والعناصر في القوات الموالية للحكومة، بحسب مصادر طبية في مستشفيات في المنطقة، وسط غارات مكثّفة من طيران التحالف.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران (يونيو) الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
وشهدت جبهات القتال قرب مدينة الحديدة هدوءاً حتى الخميس الماضي. وتزامنت المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين.
وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة اطلاق المسار السياسي خلال 30 يوماً.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان.
وأصرّ المصدر في التحالف على أن الاشتباكات التي تجري منذ الخميس ليست «عمليات هجومية»، مؤكداً ان التحالف «ملتزم بإبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً».
وأضاف «في حال فشل الحوثيون في الحضور إلى المحادثات مرة أخرى، فإن هذا سيدفع إلى إعادة إطلاق العملية الهجومية في الحديدة».
وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذرت الأحد من أن «اليمن اليوم جحيم حي» مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد.
ومنذ بدء عمليات التحالف خلف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و«أسوأ أزمة إنسانية» بحسب الامم المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص قد يصبحون «على شفا المجاعة» خلال الأشهر المقبلة في اليمن في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد.

الاقتراب من الحديدة
وقالت مصادر عسكرية محلية وسكان إن القوات اليمنية التي يدعمها تحالف تقوده السعودية تقدمت لمسافة أقرب من مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر يوم الأحد في معركتها ضد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران والمتحصنين بالمدينة.
ونشر التحالف آلاف الجنود لاستعادة الحديدة، وهي نقطة دخول حيوية للواردات، وشريان حياة لملايين اليمنيين بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب.
وتركز القتال حول المطار، وكذلك عند المدخل الشرقي للمدينة، وقرب الجامعة التي تقع على بعد أربعة كيلومترات جنوبي الميناء الذي يستقبل معظم واردات اليمن.
وقال مصدر عسكري يمني مدعوم من التحالف «هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الاشتباكات إلى هذه النقطة (الجامعة)». وقال سكان إنهم سمعوا تبادلاً لإطلاق النار بالمنطقة.
ويواجه التحالف، الذي يعتمد على الغرب في السلاح والمعلومات، تحدياً في السيطرة على المدينة شديدة التحصين دون التسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا في وقت تواجه فيه الحرب تدقيقاً متزايداً بعد مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص.
وقالت أنجلينا جولي المبعوث الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المجتمع الدولي «بطيئ بشكل مخز» وحثت مجلس الأمن الدولي على إيجاد نهاية للحرب عبر التفاوض.
وذكرت الممثلة الأميركية في بيان «نرى الموقف يتدهور لدرجة أن اليمن يقف اليوم على شفا مجاعة من صنع الإنسان، ويواجه أسوأ تفش للكوليرا في العالم خلال عقود».
ويكرر بيانها تحذيراً من الأمم المتحدة بأن نصف سكان اليمن البالغ عددهم نحو 14 مليون نسمة قد يصبحون قريبا على شفا المجاعة.
وتقول الرياض وأبوظبي إن انتزاع السيطرة على الحديدة سيوجه ضربة للحوثيين الذين يسيطرون حالياً على معظم المناطق السكانية في اليمن بما فيها العاصمة صنعاء، وتؤكدان أن ذلك سيقطع عنهم خط الإمداد الرئيسي ويدفعهم للجلوس إلى مائدة التفاوض.
وواجهت محاولة سابقة للسيطرة على المدينة في حزيران (يونيو) صعوبات، وتوقفت قبيل مشاورات للسلام قادتها الأمم المتحدة في جنيف وانهارت في أيلول (سبتمبر) بعدما تخلف الحوثيون عن الحضور.
وذكرت مصادر مقربة من محادثات الأمم المتحدة إن المسؤول الدولي يعتزم زيارة تعز ثالث كبرى مدن اليمن وإحدى نقاط الاشتعال في الصراع منذ أن طرد الحوثيون الحكومة من صنعاء عام 2014.

ا ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق