أخبار متفرقة

الجامعة الأميركية في بيروت محور عالمي للمعرفة حول تدخين النرجيلة

وقّعت الجامعة الأميركية في بيروت مذكرة تفاهم مع الأمانة العامة لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ. وبموجب هذا التفاهم، تُعتبر الجامعة محوراً عالمياً للمعرفة حول تدخين النرجيلة، خصوصاً في البحث والتعليم وتعميم المعلومات التي تساهم في تطبيق الاتفاقية.

ومعروف أن استهلاك التبغ يبقى السبب الأول حول العالم للوفيات التي يمكن تفاديها. وجاءت نتائج اجراءات مكافحة التدخين غير مستوية. وفي منطقة شرقي المتوسط، بما فيه لبنان، تبقى نسبة استهلاك التبغ مرتفعة.
وعلى الرغم من التطوّر المتزايد، تستمر نسبة تدخين النرجيلة بالارتفاع، ليس فقط في المنطقة بل في العالم أجمع. وكجزء من برنامج مكافحة التبغ، اختارت منظمة الصحة العالمية الجامعة الأميركية في بيروت شريكاً لها ومركزاً عالمياً  في مجال انتاج المعلومات ونشرها لخدمة سياسات وتدابير مواجهة الاقبال المتزايد على النرجيلة.

فيرا دا كوستاإيسيلفا: «لسوء الحظ، ينحو تدخين النرجيلة نحو الارتفاع ولا سيما في صفوف الشباب»
وقالت الدكتورة فيرا دا كوستاإيسيلفا، رئيسة الأمانة العامة لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ: «الجامعة الأميركية في بيروت هي رمزٌ للعزم على وضع التعلم والتفكير العقلاني في قلب المجتمع، وعلينا أن نكون ممتنّين لجميع الأساتذة والطلاب  الذين جعلوا هذا الحلم حقيقة واقعة».
وكانت الدكتورة دا كوستاإيسيلفا زارت الجامعة ليومين في منتصف الشهر الجاري واجتمعت مع أساتذتها وإدارييها  الذين يعملون على البحث والتواصل مع شركاء آخرين،بينهم الحكومة اللبنانية، لتقديم المعلومات والمشورة حول هذه المسألة الهامة.
وتدخين النرجيلة ليس ظاهرة جديدة في المنطقة، وأصبح مرتبطاً بالثقافة الشعبية. وقالت الدكتورة دا كوستاإيسيلفا: «لسوء الحظ، ينحو تدخين النرجيلة نحو الارتفاع ولا سيما في صفوف الشباب. والعديد من مدخني النرجيلة يعتقدون أن دخان النرجيلة هو أقل ضررا من دخان السجائر، وهو ما يطرح علينا تحدياً تربوياً كبيراً. وللتذكير فقط، فإن دخان النرجيلة يحتوي على أول أكسيد الكربون، والبوليكربون، والفورمالديهايد، والنيتروجين، وحمض النيتريك والنيكوتين، وكذلك الزرنيخ والكروم والرصاص. وهذه تدخل الجسم وهي ليست جيدة لصحة الإنسان».

الدكتور فضلو خوري: «واحدة من أخبث أشكال التدخين وأكثرها خداعاً وأسرعها انتشاراً  هي النرجيلة التي تنتقل من جيل إلى جيل»
وبدوره، أكّد رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري أن الجامعة ستستمر في العمل مع منظمة الصحة العالمية في كل مرحلة من مراحل هذه المبادرة التعاونية. وتكلم أيضاً عن خطة لجعل كامل حرم الجامعة الأميركية في بيروت محرراً من التدخين بحلول نهاية العام 2017. وقال: «لدينا مجموعة رائعة من البحاثة  حول التبغ. وقد حاربنا التدخين بقوة ولدينا رياديون عالميو المستوى في أبحاث النرجيلة، في كلياتنا للعلوم الصحية، والطب، والآداب والعلوم، والهندسة».
وأوضح الرئيس، وهو طبيب الأورام السرطانية كرس الكثير من أبحاثه ومسيرته المهنية لمكافحة أمراض السرطان المرتبطة بالتبغ، أن أكثر من 40٪ من حالات السرطان هي مرتبطة بالتدخين. ولَفَت إلى أن غالبية الأمراض الرئوية التنفسية، مثل الانسداد الرئوي المزمن، ترتبط بالتبغ. وكذلك فإن ما يقارب 50٪ من أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين يرتبط بالتبغ.
وأردف الرئيس خوري: «واحدة من أخبث أشكال التدخين وأكثرها خداعاً وأسرعها انتشاراً  هي النرجيلة التي تنتقل من جيل إلى جيل». وقال الرئيس أيضاً: «لقد حصرنا بشدة الأماكن التي يمكن فيها التدخين في الجامعة، ونحن عازمون على جعل الحرم الجامعي بكامله خالياً من التدخين خلال فترة محدّدة بسنتين».
الدكتور غازي الزعتري، وهو عميد مشارك لشؤون الهيئة التعليمية وأستاذ ورئيس دائرة علم الأمراض والطب المخبري في كلية الطب في الجامعة وقد عمل لأكثر من أحد عشر عاماً مع الأمانة العامة لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، وصف توقيع مذكرة التفاهم بالإنجاز المَعلَمي للجامعة، لأنه يثمّر جهود عدد كبير من أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة في سياق مكافحة التدخين، وخصوصاً تدخين النرجيلة. وكونه كذلك رئيس مجموعة منظمة الصحة العالمية لدراسة تشريعات المنتجات التبغية أردف الدكتور الزعتري: «إن تشكيل محور عالمي للمعرفة حول تدخين النرجيلة يوسّع مساحة جهودنا في الجامعة الأميركية في بيروت ويبرزها على الساحة العالمية ويعزّز في الوقت عينه معارف ووسائل مكافحة هذا الداء المستشري بسرعة».
وقد حضرت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة اليسار راضي توقيع مذكرة التفاهم وتكلمت عن الشراكة المزمنة بين المنظمة والجامعة الأميركية في بيروت في جميع قضايا الصحة العامة وخصوصاً التدخين. وأوضحت: «الجامعة الأميركية في بيروت كانت رائدة في تقديم الأدلة لصالح قانون التبغ والمناداة به. وسوف تتضمّن الخطوات الاتية: أولاً، تعزيز تنفيذ القانون التبغ، وثانياً، فرض الضرائب على التبغ لإتاحة بيئة مواتية أكثر للإقلاع عن التدخين. وقد أعربت الحكومة اللبنانية رسمياً عن نيّتها التعاون في هذا الصدد. ونحن بحاجة لترجمة هذه النية إلى التزام عملي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق