اجتماع طارىء لمجلس الامن لبحث حصار المدن السورية

بان كي مون: حصار المدن السورية بهدف تجويعها «جريمة حرب»
اعلن السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة لوكالة فرانس برس الخميس ان باريس ولندن وواشنطن طلبت عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي للمطالبة برفع الحصار عن مناطق سورية عدة بينها بلدة مضايا.
وقال فرنسوا دولاتر ان هذا الاجتماع الذي قد يعقد اعتباراً من الجمعة يهدف «الى تنبيه العالم الى المأساة الانسانية التي تشهدها مضايا ومدن اخرى (محاصرة) في سوريا».
واضاف ان هذه المبادرة تهدف ايضاً «الى المساهمة في تأمين ظروف اكثر ملاءمة لاستئناف الحوار بين الاطراف السوريين»، وذلك قبل عشرة ايام من بدء مفاوضات السلام المقررة في جنيف.
واضافة الى البلدان الثلاثة، تحظى هذه الخطوة بتأييد نيوزيلندا واسبانيا، العضوين غير الدائمين في مجلس الامن.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس عشية اجتماع لمجلس الامن ان حصار المدن السورية بهدف تجويعها يشكل «جريمة حرب».
وصرح بان للصحافيين متطرقاً الى حصار بلدة مضايا في ريف دمشق ومناطق سورية اخرى «فلنكن واضحين: استخدام التجويع كسلاح حرب هو جريمة حرب».
وشدد على ان النظام السوري والمعارضة المسلحة «يتحملان مسؤولية هذا الامر وفظائع اخرى تحظرها القوانين الانسانية الدولية».
ودعا «دول المنطقة وخارجها التي لها تأثير الى ممارسة الضغط على الاطراف لتأمين وصول المساعدات الانسانية من دون قيود في كل انحاء سوريا».
وهي المرة الاولى التي تعلن فيها الامم المتحدة مثل هذا الموقف بهذا القدر من الوضوح وذلك تزامناً مع دخول قوافل مساعدات انسانية بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق وبلدتين اخريين محاصرتين منذ اشهر.
وبامكان مجلس الامن مبدئياً احالة الامر الى المحكمة الجنائية الدولية.
لكن من المرجح ان تعطل روسيا والصين حليفتا النظام السوري مثل هذه المبادرة.
وتقول الامم المتحدة ان 4،5 ملايين سوري يعيشون في مناطق يصعب على المنظمات الانسانية الوصول اليها وهناك نحو 400 الف سوري محاصرون من قوات تابعة للنظام او للمسلحين المعارضين.
ورأى بان كي مون ان رفع الحصار وتحسين ظروف المدنيين السوريين عموماً سيكون «وسيلة مهمة لارساء الثقة بين الاطراف» السوريين الذين من المقرر ان يلتقوا في 25 الجاري في جنيف من اجل بدء مفاوضات سلام ترعاها الامم المتحدة.
واضاف «هذا امر اساسي، من اجل صدقية العملية السياسية التي تم احياؤها» في تشرين الاول (اكتوبر) في فيينا مع ارساء خريطة طريق لعملية انتقال ديمقراطي في سوريا.
ولتكثيف الضغط من اجل رفع الحصار عن المناطق السورية، سيعقد مجلس الامن الدولي اجتماعاً طارئاً بداية من الساعة 20،00 ت غ الجمعة، بحسب دبلوماسيين. ويتعلق الامر ايضاً «بالمساهمة في انشاء ظروف افضل لاستئناف الحوار بين السوريين» قبل عشرة ايام من الافتتاح المقرر لمفاوضات جنيف.
لكن دبلوماسيين اوضحوا ان هذا الاجتماع لن يفضي الى قرار ولا الى بيان مشترك رسمي بالنظر الى استمرار الانقسام بين الدول الـ 15 الاعضاء حول الملف السوري.
ودخلت قافلة جديدة من المساعدات الانسانية الخميس الى بلدة مضايا في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الاسبوع الى البلدة التي يعيش فيها اكثر من اربعين الف شخص وتحاصرها قوات النظام السوري بشكل محكم منذ ستة اشهر.
وفي جنيف، قال مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الاحمر دومينيك ستيلهارت الخميس «هناك من دون شك اختراق اثر هذا الحدث الايجابي الذي سيتيح احراز تقدم كبير في اتجاه رفع الحصار (عن مناطق عدة) وانهاء هذا التكتيك العائد الى القرون الوسطى».
وفي الدوحة، قال المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد بن رعد الحسين إن أولئك الذين يفرضون حصارا بهدف التجويع يجب ان يمثلوا امام العدالة.
وأضاف «هل يجب إجراء محاكمات؟ بالطبع هكذا يجب أن يكون الحال. وعلى أقل تقدير يجب أن تكون هناك مساءلة عن هذه الجرائم».
ا ف ب