أخبار متفرقة

2015: عام الإرهاب!

تصدرت الأعمال الإرهابية عناوين الصحف في عام 2015، حيث شهد العالم الهجوم على مجلة شارلي إبدو الفرنسية، وإسقاط الطائرة الروسية في سيناء والهجوم على منتجع في مدينة سوسة التونسية. ولكن غيرها من الهجمات في نيجيريا وباكستان وأفغانستان لم تحظ بتغطية إعلامية واسعة. وفي ما يلي تغطية للأحداث الإرهابية التي شهدها العالم هذا العام.

فرنسا
بدأ العام بداية دامية في فرنسا، ففي كانون الثاني (يناير) وقعت سلسلة من الهجمات في باريس قتل فيها 26 شخصاً، من بينهم ثلاثة مهاجمين، وأصيب فيها 22 شخصاً.
وبدأت الأحداث الدامية بمذبحة في مقر مجلة شارلي إبدو الساخرة في السابع من كانون الثاني (يناير) وانتهت بعملية ضخمة للشرطة وحصارين في يومين تاليين.
ولكن عدد الضحايا في هجمات كانون الثاني (يناير) لم يكن بضخامة عدد الضحايا في تشرين الثاني (نوفمبر).
ففي 13 تشرين الثاني (نوفمبر) منع رجل يرتدي حزاماً ناسفاً من دخول ملعب «ستاد دو فرانس» لكرة القدم بعد أن اكتشف تفتيش أمني روتيني في الملعب ما يحمله من متفجرات.
ووفقاً للتقارير، ابتعد الرجل عن حراس الأمن وفجر حزامه الناسف، مما أدى إلى مقتله هو وأحد المارة.
وكان هذا الأول من بين ثلاثة انفجارات خارج الاستاد على المشارف الشمالية لباريس، في الوقت الذي كانت فرنسا تلعب فيه مباراة ضد ألمانيا في مباراة ودية، وكان أيضاً واحداً من سلسلة من الهجمات في العاصمة الفرنسية قتل فيها 130 شخصا وأصيب المئات.

نيجيريا
على الرغم من أن تنظيم «الدولة الإسلامية”» تصدر عناوين الصحف بصورة أكبر، يعتقد أن جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة قتلت عددا أكبر من الأشخاص هذا العام.
في كانون الثاني (يناير) هاجمت الجماعة بلدة باغا شمال غربي نيجيريا، التي تقول سلطاتها إن 150 شخصاً قتلوا في الهجوم، ولكن سكاناً محليين يقولون إن نحو ألفي شخص قتلوا في الهجوم.
وأدت سلسلة من الهجمات بالأسلحة النارية والقنابل في العديد من البلدات في شمال البلاد إلى مقتل المئات في  حزيران (يونيو)  وتموز (يوليو) وآب (اغسطس).
ويعتقد أن بوكو حرام مسؤولة ايضاً عن هجمات في تشاد والكاميرون المجاورتين العام الماضي.

باكستان
استهدفت مساجد الشيعة في باكستان مرات عدة خلال العام. وقتل 40 شخصاً على الأقل في تفجير بالقنابل في مسجد في اقليم جنوب السند في كانون الثاني (يناير).
وقال مسلحون سنة على صلة بطالبان باكستان إنهم شنوا الهجوم.
ووقعت هجمات مماثلة في  شباط (فبراير) وتشرين الأول (اكتوبر) وهوجمت كنائس في لاهور في  آذار (مارس).
وفي أيار (مايو) قتل 45 شخصاً على الأقل في هجوم مسلح على حافلة تقل شيعة إسماعيليين في كراتشي.

أفغانستان
في نيسان (ابريل) قتل 33 شخصاً واصيب مئة آخرون في تفجير انتحاري شرقي افغانستان في مدينة جلال أباد.
ووقع التفجير قبالة مصرف حيث كان موظفون حكوميون وفي الجيش يصطفون للحصول على رواتبهم.
وشهد أيار (مايو) عدداً من الهجمات في كابول.

تونس
قتل 38 شخصاً عندما فتح مسلح النار على سائحين في منتجع سوسة الساحلي الشمالي.
ووصف شهود كيف وصل المسلح، الذي حُددت هويته بأنه الطالب التونسي سيف الدين رزقي، إلى المنتجع مستقلاً قارباً يعمل بمحرك ظهر الجمعة 26 حزيران (يونيو).
وترجل رزقي من القارب واطلق النار من مدفع كلاشنيكوف أخرجه من مظلة يحملها وفتح النار بصورة عشوائية على سائحين جلسوا للاستمتاع بالشمس في الفندق الفاخر.
وفي وقت سابق من العام، قتل 22 شخصاً، من بينهم 17 سائحاً، في هجوم مسلح على متحف برادو في تونس العاصمة.
وتقول الشرطة البريطانية إن الهجومين متصلان.

تركيا
أدى هجومان متزامنان في مظاهرة في أنقرة إلى مقتل أكثر من مئة شخص في تشرين الأول (اكتوبر)، وهو أكثر الأحداث الإرهابية عنفاً على الإطلاق في تركيا.
وقال طبيب نفسي ساعد ضحايا الهجوم إن أكثر من ألف قطعة من أشلاء الضحايا وصلت حتى يتم التعرف عليها.
وشهد التفجير آلاف الأشخاض الذين تجمعوا للمشاركة في المظاهرة قبالة محطة القطارات في أنقرة.
وأدى هجوم سابق في بلدة سوروك التركية إلى مقتل 30 ناشطاً كانوا يعيدون بناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية في سوريا.

مصر
في تشرين الأول (اكتوبر) تحطمت طائرة روسية كانت قد غادرت للتو مطار منتجع شرم الشيخ متجهة إلى مدينة سان بطرسبرغ في سيناء.
ويعتقد أن الطائرة أسقطت بفعل قنبلة. وقالت جماعة مسلحة في سيناء على صلة بتنظيم «الدولة الإسلامية» إنها شنت الهجوم الذي راح ضحيته 224 شخصاً، غالبيتهم العظمى من الروس.
ويقول المحققون المصريون إنهم لم يجدوا حتى الآن ما يشير إلى أن الحادث كان نتيجة عمل إرهابي، ولكن هذا لا يتفق مع الرؤية الروسية والغربية للحادث.

لبنان
وفي اليوم الذي سبق مباشرة هجمات تشرين الثاني (نوفمبر) في باريس، قتل 37 شخصاً على الأقل وأصيب 181 شخصاً في انفجارين في منطقة سكنية في بيروت.
وفجر الانتحاريون انفسهم في شارع مزدحم في ضاحية برج البراجنة، التي تعد معقلاً لجماعة حزب الله.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
وكان هذا أكثر التفجيرات عنفاً في بيروت منذ انتهاء الحرب الأهلية منذ 25 عاماً.

الولايات المتحدة
في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) قتل 14 شخصاً بعد أن هاجم مسلحان مركزاً للرعاية في سان برناردينو في كاليفورنيا.
وقتل مشتبه بهما مدججان بالسلاح، وهما الزوجان سيد رضوان فاروق وتاشفين مالك، في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وقال مسؤولون أميركيون إن تاشفين مالك كانت قد أعلنت ولاءها لتنظيم «الدولة الإسلامية» على شبكات التواصل الاجتماعي في يوم إطلاق النار. ولهذا قال مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي إنه يتعامل مع الحادث بوصفه حادثاً إرهابياً.
وقال معارف فاروق إنه كان يعيش «الحلم الأميركي» وإن لديه «كل ما يجعله سعيداً».

هل كان عاماً غير عادي؟
كانت هذه مجموعة من أكبر الهجمات التي شهدها العام الحالي، ولكن وقعت هجمات كثيرة أخرى.
فقد هاجم مفجرون انتحاريون مسجدين في العاصمة اليمنية صنعاء في آذار (مارس)، على سبيل المثال، مما أدى إلى مقتل 126 شخصاً وإصابة الكثيرين.
وتوجد الكثير من الحوادث بحيث لا يمكن حصرها جميعاً هنا، ولكن هل كان عام 2015 عاماً غير عادي في ما يتعلق بالعنف؟
المقارنة الإحصائية لها مشاكلها، حيث من الصعب الحصول على أرقام موثوق بها للقتلى والمصابين من بعض مناطق العالم.
وفي ما يتعلق بالأرقام التي نشرت عن الهجمات، قد يكون 2015 أسوأ من 2014، الذي كان قد شهد زيادة بنسبة 80 بالمئة في عدد ضحايا الإرهاب عن العام الذي يسبقه وكان أكثر السنين عنفا منذ 2001، وفقاً للمؤشر الدولي للإرهاب الذي يتابع مثل هذه الهجمات.

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق