الأسبوع الثقافي

جائزة سفراء عمان… تميز وريادة خارج حدود السلطنة

جائزة سفراء عمان هي إحدى مبادرات المجلس الاستشاري الطلابي العماني بالمملكة المتحدة والتي تقام تحت إشراف الملحقية الثقافية العمانية في لندن، وتنقسم الجائزة إلى قسمين، هما: جائزة الجمعيات الطلابية، وجائزة الإنجازات الفردية بفروعها الثلاثة.
وقد تم مؤخراً توزيع جائزة سفراء عمان في نسخته الأولى على الفائزين بها لهذا العام، وذلك تحت رعاية عبد العزيز بن عبدالله الهنائي سفير السلطنة لدى المملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا الشمالية، وحضور مسلم بن تمان العمري الملحق الثقافي العماني بالمملكة المتحدة.
وعن فكرة ودلالات الجائزة يقول عبد الرحيم بن مسلم الدروشي رئيس المجلس الاستشاري الطلابي العماني بالمملكة المتحدة: قام المجلس باستحداث جائزة سفراء عمان لتسهم في تحقيق الرؤى والتصورات التي وضعها، حيث يحرص المجلس على إقامة هذه المسابقة سنوياً ويتم تكريم الفائزين في حفل العيد الوطني من كل عام، وتهدف الجائزة إلى تعريف المجتمع المحلي بالسلطنة من قبل أبنائها الدارسين بالمملكة المتحدة، وكذلك تعزيز النشاط الطلابي وروح المنافسة بين الجمعيات الطلابية العمانية، والذي ينعكس إيجاباً على صعيدي جودة الفعاليات المقدمة ومستوى التنفيذ. وتنقسم المسابقة إلى قسمين رئيسيين هما: قسم مسابقة الجمعيات الطلابية وتتنافس فيه الجمعيات لإبراز دورها وكفاءتها في تنظيم أنشطة وبرامج متميزة تخدم الطلبة العمانيين الدارسين بالمملكة المتحدة أو تعرف بالسلطنة في المجتمع البريطاني، وتأتي الجوائز النقدية على المراكز الثلاثة الأولى حافزاً لإدارات الجمعيات لبذل المزيد والاهتمام في ما يتعلق بجودة التنظيم والمضمون في فعاليتها. بينما في قسم المسابقة الفردية يقوم الطلبة المشاركون بتقديم نبذة عن أعمالهم ومشاركاتهم في مجالات بحثية وثقافية وفنية متنوعة، وذلك من خلال تقديم عرض مصور لا يزيد عن ٥ دقائق، آلية التقويم تعتمد بنسبة ٧٠٪ على تقويم أعضاء من الملحقية الثقافية العمانية وأعضاء من الإدارة التنفيذية للمجلس الاستشاري الطلابي بالمملكة المتحدة، وذلك وفق معايير محددة، و٣٠٪ تترك لتصويت الطلبة إلكترونيا في يوم الاحتفال المركزي بالعيد الوطني.

نكهة عمانية خارج السلطنة
وتضيف بثينة بنت هلال الجابرية الأمين العام للمجلس: تعد هذه الجائزة الأولى من نوعها من حيث الفكرة والاسم والتي تمنح خارج حدود السلطنة وبنكهة عمانية، وتأتي تسمية الجائزة بهذا الاسم لتعكس النموذج المشرف لجهود أبناء السلطنة بتمثيل الوطن الغالي بأفضل صورة، فهم سفراء لثقافة وبيئة المجتمع العماني وهي فرصة مشرفة للجمعيات والطلبة للتنافس على حمل هذا اللقب والذي يعتبر وسام فخر لكل طالب مغترب.
وفي مسابقة الجمعيات الطلابية فازت جمعية الطلبة العمانيين بمدينة ليدز بالمركز الأول في حين جاءت في المركز الثاني جمعية الطلبة العمانيين بمدينة مانشستر، أما المركز الثالث فكان من نصيب جمعية الطلبة العمانيين بمدينة شيفيلد.
ويقول ماجد بن خلفان الوشاحي رئيس جمعية ليدز، الجمعية الفائزة بالمركز الأول: فوز جمعية ليدز بالمركز الأول في جائزة سفراء عُمان في نسختها الأولى يُعد فخراً لنا وتكريماً لمسيرة الجمعية والتي أكملت ما يقارب العقدين من الزمن منذ تأسيسها في عام ١٩٩٦ وحتى الآن في مجال خدمة الطلبة العمانيين في المملكة المتحدة بشكل عام والطلبة المتواجدين في منطقة يورك شير وهامبر بشكل خاص، حيث تسعى الجمعية بنشاطاتها وفعاليتها المختلفة إلى إيجاد قنوات تواصل دائمة بين الطلبة العمانيين والمجتمع البريطاني، مما يسهم في الترويج للسلطنة سياحياً وثقافياً واقتصادياً، وكذلك بين الطلبة أنفسهم والمتواجدين بمختلف المدن البريطانية.
ويضيف الوشاحي: وتهتم الجمعية بشكلٍ أساسي بمساعدة الطلبة العمانيين الجدد القادمين إلى ليدز وتقديم النصح والإرشاد والمساعدة الممكنة لهم، وتتنوع الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الجمعية بين المناظرات الفكرية والملتقيات الثقافية والحوارات العلمية المفتوحة والأنشطة الترفيهية والعائلية، وساهم هذا التنوع في تقوية ترابط مجتمع الطلبة العُمانيين في ليدز ليكون لهم حضورهم المميز بين الجاليات الأخرى في المدينة.
في حين يضيف الغيث بن عبدالله الحارثي رئيس جمعية الطلبة العمانيين في مانشستر، الجمعية الفائزة بالمركز الثاني: إن مشاركة الجمعية وحصولها على المركز الثاني في مسابقة سفراء عمان على مستوى الجمعيات في نسختها الأولى إنما هو مدعاة للفخر ودافع كبير لنا لبذل المزيد من العطاء والاستفادة من المواهب والإمكانات البشرية المتوفرة بالجمعية وإبرازها بصورة أكبر خلال الأعوام المقبلة.

سفراء لوطننا بأخلاقنا
ويقول عمير بن يوسف الصواعي رئيس جمعية الطلبة العمانيين في شيفيلد، الجمعية الفائزة بالمركز الثالث في المسابقة: لا شك أن كل فرد منا خلال فترة تواجده خارج حدود الوطن هو سفير لوطنه وأهله بأفعاله وأخلاقه، ومسابقة سفراء عمان جاءت انعكاساً جميلاً لهذا المفهوم، ولا شك أن فوز الجمعية بالمركز الثالث في هذه المسابقة يمنحنا حافزاً أكبر لمواصلة طريق العطاء والتميز في مجال العمل الطلابي المنظم. أما في قسم الجوائز الفردية فقد تضمنت المسابقة ثلاث فئات رئيسية هي المشروعات الدراسية، والمواهب الفنية، والأعمال التطوعية.
ففي قسم المشروعات الدراسية المتميزة فازت بالمركز الأول: أمل بنت سالم الرحبية طالبة دكتوراه في الهندسة الكيميائية بجامعة ليدز، وعن هذا الفوز تقول الرحبية: إنني فخورة جداً بحصولي على المركز الأول في قسم البحوث الدراسية في جائزة سفراء عمان في انطلاقتها الأولى، ولا شك أن هذا التكريم يعد حافزاً لي لتحقيق مزيد من الإنجازات. ويتلخص بحثي المشارك في استخدام الفحم الكربوني كمادة ماصة للمركبات العضوية وبعض الغازات السامة الناتجة عن النفايات والتي تعد أحد مصادر الطاقة المهمة في الوقت الحالي، لإنجاز البحث تم استخدام مفاعل على مرحلتين، في المرحلة الأولى يتم تحويل الكتلة الحيوية إلى غاز ومن ثم بعد ذلك يتم معالجة الغاز الناتج باستخدام الفحم الكربوني، وقد تم استخدام إطارات السيارات ومخلفات المنازل وأيضاً نوى التمر لإنتاج مادة الكربون.
وأتى في المركز الثاني فهد بن خميس الكلباني – طالب دكتوراه في تخصص الهندسة الكيميائية جامعة نيوكاسل، يقول الكلباني عن هذه المشاركة: مشاركتي في مسابقة سفراء عمان كانت من خلال الإنجازات الدراسية التي قمت بها وهي الحصول على براءة اختراع في مشروع الحاسبة الناطقة، والمركز الثالث في مؤتمر الهندسة الإلكترونية والكهربائية بمسقط، والحصول على جائزة أفضل ملصق علمي بكندا، وحصول مشروع الدكتوراه الذي أعمل به حالياً على جائزة أفضل ١٠ مشروعات قدمت بمؤتمر كولمار بفرنسا. شرف كبير جداً لي الحصول على جائزة كجائزة سفراء عمان، جائزة بنكهة عمانية وخارج حدود الوطن، شعور تعجز الكلمات عن وصفه، والذي يجدد بداخلي العزيمة والإرادة، والإصرار على تحقيق ما وضعته لنفسي من أهداف مستقبلية.

مواصلة طريق النجاح
أما المركز الثالث فمن نصيب ضياء بنت حمد الصقرية، طالبة ماجستير في الحوسبة التطبيقية بجامعة بكنغهام. وتقول الصقرية عن الجائزة وطبيعة مشروعها المشارك: سعيدة جداً بهذا التكريم الذي هو علامة فارقة في حياتي كوني أفوز بجائزة سفراء عمان وفي نسختها الأولى، ودافع كبير لي لمواصلة طريق النجاح في مجال الأبحاث والمشروعات العلمية: مشروعي المشارك هو عبارة عن تطبيق رقمي تعليمي حول جسم الإنسان يحمل اسم (Digitalized Human Body) يجمع بين تقنية التحكم عن بعد باستخدام جهاز «الكنكت» من شركة مايكروسوفت، وتقنية التصميم التفاعلي الخاص بمواقع الويب. فيعرض النظام جسم الإنسان بطريقة ثلاثية الأبعاد تساعد المستخدم على التعرف على أجهزة وأجزاء جسم الإنسان وأماكنها الصحيحة بطريقة علمية مسلية. حيث يستطيع المستخدم إدراج وسحب الأعضاء والأجهزة وترتيبها في أماكنها الصحيحة في الهيكل العظمي للإنسان عن طريق حركة اليد عن بعد بدون الحاجة للنقر على الفأرة أو لمس الشاشة. بعدها يقوم النظام بإعطاء المستخدم معلومات ما إذا قام بوضع الأجزاء في مكانها الصحيح أم لا، وهذا بدوره يعزز فهم وتذكر الطالب أو المستخدم لأماكن الأعضاء الصحيحة في الجسم. الفئة المستهدفة في المشروع هم طلبة المدارس والمرحلة التأسيسية في تخصص الطب. كذلك يمكن للمؤسسات الصحية في المجتمع الاستفادة من هذا النظام واستخدامه كوسيلة شرح وتوعية وتثقيف في برامج التثقيف الصحي التي تقدمها. تم اختيار المشروع من ضمن أفضل 54 عملاً للمنافسة في مؤتمر لوفيليس الثامن للمرأة في مجال الحاسوب والمقام بجامعة إدنبرة باسكتلندا تحت رعاية شركة غوغل، وذلك عن فئة مشروعات مرحلة الماجستير والتي ضمت 13 مشروعاً مشاركاً، وقد حصل المشروع على المركز الأول من بين المشروعات المقدمة.
وفي قسم المواهب الفنية جاءت رقية بنت خلفان الجابرية – طالبة دكتوراه في أحياء الخلية بجامعة باث – في المركز الأول والتي تحدثت عن الفوز قائلة: جائزة سفراء عمان تمنح كل طالب مبتعث دافعاً كبيراً لمواصلة العطاء وبذل أقصى جهد لتمثيل السلطنة خير تمثيل. أشكر القائمين على الجائزة في الملحقية الثقافية العمانية وفي أمانة المجلس الاستشاري الطلابي بالمملكة المتحدة متمنية استمرارية الجائزة وتوسعها لتشمل جميع الطلبة العمانيين الدارسين خارج حدود الوطن في جميع دول العالم. كما تضيف الجابرية: مشاركتي كانت من خلال موهبتي في التصوير الضوئي، والتصوير هو رسم لكن بالضوء عوضا عن الرسم بالفرشاة والألوان، ورحلتي مع الضوء هي رحلة البحث عن الجمال بين جزيئات الضوء في كل ما يحيط بنا من ضوء الشمس وحتى الضوء المنعكس من وجنتي طفل رضيع! في سنتي الأخيرة بجامعة السلطان قابوس التحقت بجماعة التصوير الضوئي ومن خلال الجماعة شاركت في مسابقات وفعاليات عدة منها أسبوع التصوير 2010، ومعرض المصورات الثالث 2013 بالسلطنة، ومعرض الطبيعة بعيون واسعة في المملكة العربية السعودية 2012.

منافذ رائعة لصقل المواهب
بينما يقول حسين بن سعيد السعيدي – بكالوريوس إدارة أعمال دولية بجامعة ليفربول- الفائز بالمركز الثاني في قسم المواهب الفنية عن كتابة وإلقاء الشعر النبطي: مثل هذه المسابقات والمشاركات هي منافذ رائعة لتطوير وصقل مواهب الطلبة وزرع روح المنافسة البناءة في ما بينهم والتي تدفعهم نحو تطوير الذات وتقديم الأفضل، حصولي على المركز الثاني في مسابقة سفراء عمان يعتبر إنجازاً رائعاً، ولكن الإنجاز الحقيقي والأروع يتمثل في إقامة مثل هذه الفعاليات التي هي فرصة لنا كطلبة مبتعثين للتجمع والتواصل والاحتكاك وتبادل الأفكار والخبرات مع زملائنا الآخرين.
المركز الثالث في قسم المواهب الفنية كان من نصيب عائشة بنت أحمد اليحيائية من خلال مشاركتها بمجموعة من اللوحات الفنية، تقول اليحيائية عن المشاركة: الفوز من الذكريات التي ستظل عالقة في ذكرياتي وستكون حافزا ومشجعا لي خلال مسيرتي في مجال الرسم.
بينما حصل عادل بن خليفة السعدي – ماجستير القيادة واستراتيجيات الأعمال بكلية لندن ادارة الأعمال – على المركز الأول – في قسم الأعمال التطوعية. وعن هذا الإنجاز يقول السعدي: يعتبر برنامج الزمالة في مجال القيادة واستراتيجية الأعمال (Sloan Fellowship in Leadership and Business Strategy) المعروض حصرياً من (London Business School-LBS) المصنف الأول أوروبياً وثالثاً عالمياً بعد جامعتي ستانفورد وهارفرد، من أرقى برامج القيادة بين المؤسسات التعليمية المرموقة عالميا حيث تخرج منه أشهر قيادات العالم من بينهم كوفي انان، الأمين العام السابع للأمم المتحدة. وأفتخر بكوني أول عماني يتم قبوله ببرنامج الزمالة، وقد لمست من زملائي في LBS – وهم من أهم رواد الأعمال في مجالات علمية وصناعية وتجارية مختلفة – الرغبة في التعرف على ثقافة السلطنة وتاريخها العريق عن قرب، منها جاءت فكرة مبادرتي وهي تنظيم برنامج زيارة – وهو الأول من نوعه في السلطنة – لوفد من ١٢ شخصاً من برنامج الزمالة (Sloan Fellow Scholars) يمثلون ١٠ دول مختلفة لزيارة السلطنة في الفترة بين ١٨ و٢٤ من شهر كانون الاول (ديسمبر) ٢٠١٥ يلتقون خلالها برواد ورائدات الأعمال من أبناء عمان، يتعرفون خلال الزيارة على السلطنة وحضارتها وطبيعتها الخلابة، وهذه المبادرة كرمت من قبل LBS، ونشر مقال صحفي عن المبادرة في الموقع الرسمي للمؤسسة. كما قامت مجلة الصداقة العمانية البريطانية بنشر مقال في مجلتها السنوية عن دوري في تمثيل السلطنة في هذا البرنامج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق