رئيسيسياسة عربية

اجتماع الرياض: المعارضة السورية امام «مهمة صعبة» للتوافق حول مصير الاسد

تبدأ اطياف المعارضة السورية غداً الثلاثاء في الرياض «مهمة صعبة» للتوصل الى رؤية مشتركة حول مصير الرئيس بشار الاسد في اي مرحلة انتقالية وهو نقطة خلاف رئيسية بين المعنيين بالنزاع.

وتدفع السعودية من خلال المؤتمر الاول الذي يشارك فيه مناهضو النظام السياسيون والعسكريون، لتوحيد صفوف المعارضة قبل الاول من كانون الثاني (يناير)، وهو الموعد الذي ترغب الدول الكبرى بحلوله، ان تجمع طرفي النزاع المستمر منذ 2011.
وستدعى الى المؤتمر على الارجح نحو مئة شخصية ابرزها ممثلون للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المقبولة من النظام و«مؤتمر القاهرة» الذي يضم معارضين من الداخل والخارج. وسينضم اليهم ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة «ارهابية»، كالجبهة الجنوبية المدعومة من الغرب و«جيش الاسلام». وذكرت صحف سعودية ان دعوة وجهت ايضاً الى حركة احرار الشام.
واعلن مصدر مسؤول في الخارجية السعودية الاحد ان المؤتمر سيعقد في الرياض بين الثلاثاء الثامن من كانون الاول (ديسمبر) والخميس العاشر منه.
وقال المصدر وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية الرسمية ان «المملكة العربية السعودية وجهت الدعوة لجميع شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية في العاصمة الرياض في الفترة من 8 إلى 10 كانون الاول (ديسمبر)».
واضاف انه «تم توجيه الدعوات بناء على التشاور مع معظم الشركاء في الأطراف الدولية الفاعلة، ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا»، موضحاً ان «المملكة ستوفر التسهيلات كافة الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات في ما بينها وبشكل مستقل، والخروج بموقف موحد».
وتوصلت دول ابرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وايران وروسيا المؤيدتان للنظام، في فيينا الشهر الماضي، الى اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهراً بمشاركة سوريي الداخل والخارج.
ورغم الاتفاق، لا يزال مصير الاسد موضع تجاذب يعرقل اي حل للنزاع الذي اودى باكثر من 250 الف شخص.
ويقول عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس، ان مؤتمر الرياض سيكون «امام مهمة صعبة محفوفة بالمخاطر»، موضحاً ان ابرز اهدافه التوصل الى «موقف مشترك ورؤية سياسية واضحة حول سوريا المستقبل والمرحلة الانتقالية والموقف من بشار الاسد».
وإزاء «الخلاف الجوهري» حول «دور ومستقبل» الاسد، يتخوف نشار «من ان تطالب بعض الفئات المحسوبة على بعض الدول التي تؤيد النظام السوري، ببقاء بشار الاسد في المرحلة الانتقالية، وهذا يضع المؤتمر امام تحديات خطيرة تؤثر على امكانية نجاحه».
وتطالب المعارضة وداعموها برحيل الاسد، بينما يدعو حلفاؤه لتقرير مصيره من قبل «الشعب السوري». وايران انتقدت عقد المؤتمر في السعودية، معتبرة انه «مخالف» لما تم الاتفاق عليه في فيينا.
 
خارج المرحلة الانتقالية أم ضمنها؟
وبعد اعوام من التشديد على اولوية رحيل الاسد، صدرت مؤخراً عن مسؤولين غربيين تصريحات تلمح الى امكان قبول بقائه لمرحلة انتقالية. ورأى هؤلاء ان حل النزاع يسهم في القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى مؤخراً هجمات دامية، ابرزها في باريس.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة نشرت السبت، ان الوصول الى «سوريا موحدة يتطلب انتقالاً سياسياً. هذا لا يعني ان الاسد يجب ان يرحل قبل الانتقال لكن يجب ان تكون هناك ضمانات للمستقبل».
وكان نظيره الاميركي جون كيري دعا الشهر الماضي الامارات والسعودية الى تشجيع المعارضة للموافقة على التفاوض.
الا ان المعارضة المدعومة من الغرب، تتمسك برحيل الرئيس السوري.
ويقول عضو الائتلاف احمد رمضان «المعارضة متشبثة برحيل الاسد مع بداية الفترة الانتقالية (…) لا يمكن بدء تفاوض الا اذا اتفقنا على مبدأ رحيل الاسد ومتى يرحل الاسد».
ويؤكد نشار ان الجميع يريد وقف القتل في سوريا «لكن هذا لا يعني ان نقبل ببشار الاسد في المرحلة الانتقالية اذا توقف عن القتل».
في المقابل، دعا مسؤولون في معارضة الداخل الى ترك مصير الاسد للسوريين.
وقال رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم لفرانس برس بعيد تلقيه دعوة للمشاركة في المؤتمر «في ما يتعلق بالرئيس بشار الاسد، هناك نوع من التوافق الدولي على ان هذا موضوع يقرره السوريون».
واستثني من الدعوة الى المؤتمر المقاتلون الاكراد وعلى رأسهم وحدات حماية الشعب، احدى اكثر القوة فاعلية ضد الجهاديين. وقال مسؤولون في الائتلاف ومقره اسطنبول، انه تحفظ على مشاركة الوحدات لانها «لم تقاتل قوات النظام». ويرفض الاكراد الذين تجمعهم علاقة متوترة بتركيا، هذا الاتهام.

دفع سعودي لمعارضة موحدة
السعودية تدفع باتجاه توحيد صفوف المعارضة، وهو ما اكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير انه سيمكن المعارضة من أداء دور «اكثر فاعلية في المحادثات».
ويقول المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي ان الرياض تريد الوصول الى «معارضة سورية موحدة، والحؤول دون ادعاء الروس وغيرهم ان لا وجود» لمعارضة كهذه.
واعتبر خاشقجي ان توحيد المعارضة قد يسهل عملية رحيل الاسد عن السلطة. وتوقع «وجود خلافات» خلال المؤتمر، الا ان «معظم الوفود تتفق على امر واحد: يريدون خروج بشار».
وتوقع خاشقجي ان يكلف المؤتمر 20 شخصية من المشاركين فيه، لتشكيل «ما يشبه القوة الموجهة للمفاوضين» في حال عقد مباحثات مع النظام.
وحتى في حال نجاح المؤتمر، لا يخفي معارضون عدم تفاؤلهم بالتوصل الى حل للنزاع، خصوصاً بعدما فشلت مفاوضات مماثلة في تحقيق تقدم.
ويقول رمضان ان «المشكلة هي في ما بعد (مؤتمر) الرياض. لا يتوفر حتى الآن شريك سياسي في سوريا يمكن ان يدخل عملية سياسية تفضي الى مرحلة انتقالية». ويتابع «الجو الدولي قد لا يبدو بعد مهيأ لفكرة الحل السياسي في سوريا».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق