سياسة لبنانيةلبنانيات

لبنان عالق بين القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية فهل يسلك طريق الحلول؟

غاب الحديث عن السياسة في فترة الاعياد، لتحل مكانه اصوات المدافع والصواريخ وهدير الطائرات الحربية، من غزة الى جنوب لبنان، دون اي اعتبار لمعاني الاعياد. ففي غزة ارتكبت ابشع المجازر وسقط القتلى بالعشرات، وقد وصل عددهم الى ما يزيد على الواحد والعشرين الفاً، وآلة الحرب مستمرة. فالحكومة الاسرائيلية ترفض وقف القتال والقصف لان الجبهات اذا هدأت ستطيح هذه الحكومة المتطرفة وغذاؤها الوحيد سفك الدماء وارتكاب الجرائم بحق الابرياء. ولانها تقصف عشوائياً دون اي اعتبار لشروط الحروب، فقد اودى قصفها بعدد من جنودها ورعاياها الاسرى لدى حماس.
اما في الجنوب اللبناني فالوضع من سيء الى اسوأ قصف عشوائي يطاول معظم القرى والبلدات الحدودية ولا يفرق بين مراكز عسكرية ومنازل السكان، كما انه لا يوفر رجال الصحافة والاعلام لمنعهم من نشر جرائم العدو امام العالم. وبرد حزب الله على هذا القصف الوحشي باستهداف المراكز العسكرية التي تطلق منها المدافع. وخوفاً من تفلت الاوضاع وقد بدأت قواعد الاشتباك تخرج عما هو مرسوم لها، ويطاول القصف الاسرائيلي عمق الجنوب اللبناني، تتعالى الدعوات في الداخل والخارج مطالبة بتنفيذ القرار 1701 الذي يحمي لبنان ويقطع الطريق على العدو الاسرائيلي، ويمنعه من جره الى حرب لا يريدها. ويجري التداول بافكار من مثل انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة مقابل تراجع مسلحي المقاومة الاسلامية الى ما وراء الليطاني، الا ان حزب الله يرفض اي بحث في الموضوع قبل توقف حرب غزة. ولذلك يزداد قلق اللبنانيين من امتداد الحرب لتصبح حرباً اقليمية، لا قدرة للبنان على تحملها، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها والازمات الاقتصادية والمعيشية، فضلاً عن انعكاسها حالياً على ابناء القرى الجنوبية الذين نزح عشرات الالوف منهم بعدما احرقت حقولهم وضاعت محاصيلهم وسقط منهم قتلى وجرحى.
هذه الاوضاع الكارثية التي يعاني منها اللبنانيون لم تحرك ساكناً لدى الطبقة السياسية، وخصوصاً المجلس النيابي الذي يفترض فيه ان يلتئم فوراً، وينتخب رئيساً للجمهورية. وقد لاقت خطوة التمديد لقادة القوى الامنية ترحيباً عارماً من الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني، وطالبوا بجلسة مماثلة تجري بالتفاهم بين الجميع يخرج المجلس على اثرها برئيس للبلاد، يكون البداية في اعادة تكوين السلطة.
يقول زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري، انه وعدهم بان يبذل قصارى جهده بعد فترة الاعياد، واجراء المشاورات لتحقيق الوفاق وانتخاب رئيس للجمهورية. وتوقع هؤلاء بان يكون للبنان رئيس في الربع الاول من العام الجديد، فهل تتحقق الامنيات، خصوصاً وان الدول الخمس المهتمة بشؤون لبنان وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر تؤيد هذا التوجه وتدعمه بكل قوة، وهي تنادي بالشخص الثالث الذي ليس محسوباً على اي طرف، يلتزم الحياد واولويته المصلحة اللبنانية العليا، فهل تنجح مساعي الرئيس بري، وهو المعروف عنه انه يملك مقدرة في ابتداع الحلول للمشاكل الصعبة. يقول بعض المراقبين ان يتخلى الرئيس بري عن تمسكه بمرشح معين وان يقبل بالمرشح الثالث، وبذلك يكون قد قطع شوطاً بعيداً في تحقيق النتائج. فعسى ان تجري الامور وفق ما قيه مصلحة هذا البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق