معارض

معرض «عمان رسالة سلام وإخاء» في برازيليا يستعرض 45 لوحة تجسد ما تؤمن به السلطنة من مبادىء وقيم

ضم 6 أقسام وركناً للأزياء العمانية والصناعات الحرفية والفن التشكيلي

نظمت سفارة سلطنة عمان في البرازيل على هامش حفل استقبال أقيم بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين، معرضاً بعنوان «عمان: رسالة سلام وإخاء»، اشتمل على 45 لوحة عرفت بما تؤمن به السلطنة من مبادىء وقيم سامية، وما تقوم به من دور رائد في خدمة السلم العالمي وتعزيز الإخاء الإنساني، وما تزخر به من ماضٍ تليد مجيد، وسلطت الضوء على تجربتها التنموية الحديثة، وما تنعم به من حاضر متطور طموح، وما تبشر به من مستقبل مشرق، وقد ابتدأت كل لوحة من تلك اللوحات بمقولة للسلطان قابوس عبرت عن الرؤية في الموضوع الذي تتحدث عنه اللوحة، وقد ترجمت هذه اللوحات إلى ثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والبرتغالية، كما اشتمل المعرض على العديد من الأقسام، من أهمها: قسم «قابوس سلطان السلام والإخاء» الذي احتوى على مجموعة من صور السلطان في مختلف المناسبات الوطنية واللقاءات الرسمية، ومشاركات جلالته الخارجية، مع شاشة عرض فيها فيديو خاص عن حياته ومنجزاته الكبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، بالإضافة إلى صورة كبيرة للسلطان، تحتها عبارة مقتبسة من خطابه الأخير في افتتاح مجلس عمان بتاريخ الـ 15 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.

عمان أرض الجمال
كما احتوى قسم «عمان أرض الجمال» على صور منتقاة من الطبيعة العمانية الساحرة، وصور عن الإنسان العماني وعاداته الأصيلة وفنونه التقليدية، بالإضافة إلى صور تبرز روعة العمارة العمانية، مع عرض فيلم وثائقي عن جمال عمان ونهضتها الفريدة. في حين اشتمل قسم «عمان أرض الأصالة» على صور من مخطوطات عمانية قديمة أبرزت أهم إسهامات الإنسان العماني في صنع الحضارة العمانية مع ترجمتها باللغة البرتغالية والتي قامت بجمعها وزارة التراث والثقافة. مع عرض فيلم وثائقي عن أهم محطات التاريخ العماني العريق.

رسالة الإسلام من عمان
في حين تضمن قسم «معرض التسامح الديني ورسالة الإسلام من عمان» مجموعة من لوحات ومطبوعات المعرضين اللذين دأبت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إقامتهما في محطات مختلفة من دول العالم، وترجمت إلى اللغة البرتغالية، أما الدور الرائد الذي لعبته السلطنة على المسرح الدولي عبر تاريخها الطويل فقد جسدته مجموعة من الوثائق التاريخية التي تم ترشيحها من قبل هيئة الوثائق والمخطوطات الوطنية وتمت ترجمتها باللغة البرتغالية.

الفن التشكيلي العماني
كما زخر قسم «الفن التشكيلي العماني» بلوحات فنية تشكيلية امتزجت بروعة الحروفيات والنقوش العمانية، ولحظات تخلد سفينة جوهرة مسقط بريشة الفنان التشكيلي العماني عبد الحكيم التوبي، كما تم نصب خيمتين على أرض المعرض، إحداهما خصصت للضيافة العمانية، وقدمت فيها الحلوى والتمور مع القهوة العمانية، بينما خصصت الأخرى لنقش الحناء لزائرات المعرض.

الصناعات الحرفية العمانية
علاوة على الأقسام أعلاه اشتمل المعرض على قسم للصناعات والمنتجات الحرفية العمانية مثل المناديس والفخاريات والسروج، ومجموعة من روائع المنسوجات العمانية، بالإضافة إلى مجسم لجامع السلطان قابوس الأكبر الذي يبرز روعة فن المعمار العماني الإسلامي، كما تم عرض مجموعة من الكتب العمانية التي تتحدث عن منجزات النهضة العمانية بالإضافة إلى موسوعة «البرتغاليون في ساحل عمان».

ركن فلسطين
كما كانت المأكولات العمانية حاضرة في جنبات المعرض من مثل الحلوى العمانية والقهوة العمانية كما تضمن المعرض قسماً خاص بدولة فلسطين احتوى على مقتبسات من  كلام السلطان قابوس الذي يدعو إلى رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة على ترابه المقدس، واشتمل القسم على صور من الأماكن المقدسة التي تزخر بها فلسطين وصور لبعض العادات التقليدية والفنون الشعبية الفلسطينية، مع شاشة عرضت فيها بعض الأفلام التي تعرف بالثقافة الفلسطينية ومواقعها السياحية.

كما توشحت جنبات المعرض بلوحات كبيرة سطرت فيها حكم سلطانية، تلخص أهم مبادىء السياسة العمانية الداخلية والخارجية.
إلى جانب ذلك، وفي ليلة عمانية عامرة بالسعادة والبهجة، وبوجوه علاها مزيج من الغبطة والسرور، وفي حدث جمع بين الأصالة والإبهار، قامت سفارة السلطنة في برازيليا بتنظيم حفل استقبال رسمي بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين في قاعة «القصر الفريد» بالعاصمة برازيليا، وقد حضر هذه المناسبة جمع غفير من الشخصيات المهمة وأصحاب المناصب الرفيعة في الجمهورية البرازيلية الاتحادية، كان أبرزهم: ألدو ريبيرو – وزير الدفاع البرازيلي، وأعضاء مجلس النواب البرازيلي ومن وزارة العلاقات الخارجية: حضر كل من السفير فرناندو أبرو – وكيل وزارة العلاقات الخارجية لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، والسفيرة ليجيا شيرير، رئيسة دائرة الشرق الأوسط بوزارة العلاقات الخارجية، وممثلين عن عدد من حكام الولايات والبلديات، ومجموعة كبيرة من الوزراء، بالإضافة إلى السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وفي مقدمتهم السفير إبراهيم الزبن – سفير دولة فلسطين – عميد السلك الدبلوماسي العربي، ورؤساء تنفيذين لمجموعة كبيرة من الشركات، وعدد من رؤساء الجامعات والأساتذة، وممثلي وسائل الإعلام البرازيلية، وعدد كبير من رموز الجالية العربية وأفرادها.
وتضمنت فقرات الحفل عزف السلام السلطاني والسلام البرازيلي عن طريق الفرقة الموسيقية لكتيبة الحرس الرئاسي، عقب ذلك قام سعادة السفير الدكتور خالد بن سالم الجرادي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية البرازيل الاتحادية بإلقاء كلمته بهذه المناسبة استهلها بالترحيب والشكر للحضور، وتقدم بالتهنئة للسلطان وقال «ها هي عُمانُ اليومَ تضيءُ نجمةً جديدةً في سمائِها المُزدانَةِ بنورِ النماءِ والسلامِ، إنّها النجمةُ الخامسةُ والأربعون، التي تحملُ بلا شكٍ خصوصيةً لعمانَ وشَعْبِها، فهيَ تُنهي فيها الخطةَ الخمسيةَ الثامنةَ من سلسلةِ الخُطَطِ الخمسيةِ التي بدأتْ مع فجرِ النهضةِ عام 1970، وتُمهّدُ الطريقَ للخطةِ الخمسيةِ التاسعةِ، التي ستَدخُلُ حيّزَ التنفيذِ اعتباراً من العام المقبل».

السياسة العمانية
كما استعرض أهم المبادىء التي تقوم عليها السياسة العمانية الداخلية والخارجية مستشهداً بأحَد التصريحاتِ الصحفية للسلطان: «إذا أردت أن تكونَ قويًّا في الخارجِ، فكُنْ قويّاً في الدّاخِل»»، لذا لا يغيبُ عن أيِّ مراقبٍ، أنَّ نهجَ عمانَ منذُ مطلعِ النهضةِ المباركةِ، كانَ ولا يزالُ نهجاً متزناً في الداخلِ والخارجِ، وأنَّ مصدرَ قوّتِها الخارجية، وسمعتها الطيبة في المجتمعِ الدولي، هو التكاملُ والانسجامُ والسلامُ الداخلي. فالسياسةُ الداخليةُ للسلطنةِ، تقومُ على أساسِ العدلِ والتفاهمِ والمشاركة، وصولاً إلى أهدافِ التنميةِ المستدامة، والمحافظةِ على المنجزاتِ والمكتسباتِ الوطنية؛ لذا جاءَ في خِطابِ السلطان الأخيرِ في افتتاحِ الدورةِ الثامنةِ لمجلسِ عُمانَ: «إنَّ ما تحقّقَ على أرضِ عمانَ من منجزات في مختلف المجالاتِ، لهي مبعثُ فخرٍ، ومصدرُ اعتزازٍ، وإنّنا نتطلعُ إلى مواصلةِ النهضةِ المباركةِ، بإرادةٍ وعزيمةٍ أكبرَ، ولنْ يتأتّى تحقيقُ ذلكَ، إلاّ بتكاتفِ الجهودِ وتكامُلِها، لما فيهِ مصلحةُ الجميع».
ثم تحدث عن أهم مبادىء السياسة الخارجية بقوله «إنَّ سياسةَ عمانَ الخارجيةَ – كما أسلفنا – ما هي إلاّ انعكاسٌ لسياستِها الداخليةِ، المستمدةِ من القيمِ التي يحمِلُها المجتمعُ العمانيُّ، وتاريخُهُ المشرّف، الذي يقومُ على تجذّر المحبّةِ، وحبِّ السلامِ، والعملِ على نشرِهِ في ربوعِ العالمِ، ومناصرةِ القضايا الإنسانيةِ العادلةِ، وعلى رأسِها القضيةُ الفَلَسْطينيةُ، التي ما فَتِئَتْ عُمانُ حاملةً لها في وِجْدانِها، عاملةً بإخلاصٍ على تحقيقِ أهدافِها السامية.

افتتاح سفارة في البرازيل
بعدها تطرق إلى أهمية افتتاح سفارة السلطنة في البرازيل قائلاً: (لذا جاءَ افتتاحُ سفارتِها في جمهوريةِ البرازيلِ الاتحاديةِ عامَ 2010؛ إيماناً مِنها بأهميةِ هذا البلدِ العظيمِ، وما يحيطُ بهِ من دُوَلِ القارةِ الجنوبيةِ، التي تشرئبُ نحوَ التقدمِ والازدهار، لتكونَ في مصافِ الدولِ المتقدمَةِ، وإنّنا كبعثةٍ دبلوماسيّةٍ، لفخورونَ بما تحقَّقَ مِن منجزاتٍ على صعيدِ العلاقاتِ العمانيةِ البرازيليّة، ساعينَ- بعونِ اللهِ وتوفيقِهِ- نحوَ مزيدٍ مِن التقدمِ في هذهِ العلاقةِ البنّاءةِ).
بعدها ذكر الإنجاز الأهم خلال هذا العام قائلاً: (ولعلَّ مِن أهمِّ ما أُنجزَ على هذا الصعيدِ، إلى جانبِ الإنجازاتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ، ما حصلَ مِن تعريفٍ لعمانَ وثقافَتِها وتاريخِها العريقِ في المجتمعِ البرازيلي، مِن خلالِ عددٍ مِن الفعالياتِ الثقافيةِ، كان مِن أهمِّها الأيامُ الثقافية العمانية، التي أُقيمتْ في ولايتي ساوباولو وريو دي جانيرو في هذا العام، وكانَ لها الأثرُ الأجملُ في أوساط المجتمع البرازيلي؛ إذْ فتحتْ آفاقًا أوسعَ وأرحبَ، للتعارفِ والتعاونِ بين الشعبين)، وفي ختام كلمته وجه الشكر لكل من ساهم في نجاح قيام السفارة بمهامها حيث قال (ولا يسعُني في هذا المقام، إلاَّ أن أعبّرَ عن بالغِ الشكرِ، وعظيمِ الامتنانِ لكلِّ جهدٍ وعطاءٍ بُذل، في سبيلِ قيامِ السفارةِ بمهامِها، وتحقيقِ أهدافِها وطُموحاتِها، وما زالَ الطريقُ طويلاً، يحتاجُ إلى مزيدٍ من التكاتفِ والتعاونِ؛ كي نصلَ جَميعًا إلى أهدافِنا المشتركةِ التي نَصبو إليها).
ثم ألقى الطفل الجلندى الجرادي أبياتاً شعرية في حب الوطن وقائده لاقت التصفيق الحار من الحضور، بعدها قام ألدو ريبيرو وزير الدفاع البرازيلي باعتلاء المسرح لإلقاء كلمته والتي قال فيها (يسرني أن أتقدم بالتهنئة الصادقة لجلالة السلطان بمناسبة العيد الوطني، متمنياً له العمر المديد، راجياً له التوفيق لقيادة بلاده وشعبه بسلام مع جيرانه والعالم بأسره، ونحن في البرازيل نعتز بعلاقة الصداقة التي تربطنا بعمان وحريصون على تطويرها، وأهنىء السفير على هذا الحفل الرائع. بعدها قدم  السفير الدكتور هدية تذكارية لراعي الحفل عبارة عن مخطوطة عمانية. ثم تواصلت فقرات بتقديم أغنية «عمان والبرازيل» التي أكدت كلماتها على عمق الترابط والمحبة بين الشعبين الصديقين، وأديت رقصاتها من قبل الفرقة البرازيلية «عيوني»، والتي قامت كذلك بأداء مجموعة من الفنون العمانية، وهي فن الويلية وفن الشرح وفن الدان دان وفن الندبة وفن اليولة.
بعدها تمت دعوة الحضور لتناول وجبة العشاء التي تضمنت مأكولات عمانية من مثل العرسية والشواء العماني، وعرض فيلم وثائقي عن منجزات النهضة العمانية الحديثة باللغة البرتغالية ومشاهد متلفزة مختصرة من الاحتفالات التي أقامتها محافظات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين.
كما تم تقديم عرض للأزياء العمانية للمصممة المبدعة أسماء التوبية، وتم قطع كعكة حفل العيد الوطني الـ 45، وكانت اللوحة الختامية بعنوان «لوحة الولاء»  بمشاركة جميع من شارك في فقرات الحفل، بالإضافة إلى مجموعة من الضيوف الرسميين وممثلي الحكومة البرازيلية وأعضاء السلك الدبلوماسي في البرازيل وزوجاتهم، معبرين عن فرحتهم وسرورهم بمشاركة السلطنة فرحتها بهذه المناسبة المجيدة. وقد أعرب الجميع عن إعجابهم الشديد بفقرات الحفل ومفردات المعرض، وما لمسوه من حسن التنظيم، وبراعة الفقرات، وكرم الضيافة طوال مدة الحفل، واصفين إياه بأنه من أجمل الفعاليات والنشاطات التي أقامتها السفارات في البرازيل.

نمو متواصل
حيث قال السفير فرناندو أبرو «أهنىء السلطنة والسفير على هذه الليلة الرائعة التي قضيناها في البرازيل، ونحن سعداء بالمشاركة في احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ 45، وعمان شريك مهم جداً للبرازيل في المنطقة العربية وعلاقاتنا تاريخية جداً تعود للقرن الـ 16 والعلاقات في نمو متواصل على مستويات دبلوماسية واقتصادية» كما عبرت السفيرة ليجيا شيرير – رئيسة دائرة الشرق الأوسط بوزارة العلاقات الخارجية قائلة: «العلاقات بين عمان والبرازيل ارتقت إلى مستوى عال خصوصاً بعد الزيارة التي قام بها ميشيل تامر – نائب الرئيسة البرازيلية للسلطنة في عام 2013 ونحن نتطلع إلى اجتماعنا المقبل للجنة العمانية البرازيلية المشتركة».
وقال السفير إبراهيم الزبن – سفير دولة فلسطين وعميد السلك العربي في البرازيل: «نهنىء شعب عمان والسلطان على هذا العيد البهيج الذي فيه استمرارية لـ 45 عاماً من العطاء ، ونحن نقدر لعمان ولشعب عمان وجلالة السلطان المواقف الشجاعة وكل الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية، ونهنئكم على هذه الليلة الجميلة».
كما صرح المستشار كارلوس ليوبولدو أوليفيرا، رئيس قسم الشرق الأوسط بوزارة العلاقات الخارجية البرازيلية، قائلاً: «أتقدم بالتهنئة للسلطنة والشعب العماني وجلالة السلطان بالعيد الوطني، وأتمنى لعلاقات البلدين النمو والتطور، ولجهود السلطنة في إحلال السلام والرخاء على دول المنطقة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق