الحوثيون يفشلون في اطلاق صاروخين يستهدفان مواقع لقوات هادي

يبدو أن الانتصار الوحيد في محادثات السلام اليمنية التي إنعقدت في (بييل) من 15-20 من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري كان من نصيب الأمم المتحدة أكثر من أطراف الصراع اليمنية المعنية ، باعتبار أنها تمكنت من جمع فرقاء النزاع للجلوس على طاولة التفاوض المباشر وجها لوجه للمرة الأولى وكسر حواجز الخصومة والعداء التي أعاقت تحقيق مثل هذا الإنجاز خلال محاولتها تحقيقه في الخامس عشر من شهر حزيران (يونيو) الماضي.
ورأى مسؤولون كبار في وفد حركة أنصار الله الحوثية والمؤتمر الشعبي العام في إتصالات مع بي بي سي أنه تم تحقيق قدر من الاختراق في هذه المحادثات على الصعيد السياسي حيث كانوا يأملون لهذا السبب في تمديد هذه الجولة من المحادثات ليوم واحد على الأقل لتعزيز هذا التقدم، ويعتقدون انه كان بالإمكان كذلك تأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي المقررة الاثنين المقبل للاستماع إلى إحاطة من المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بنتائج هذه الجولة من المحادثات ، لكنهم في الوقت ذاته يَرَوْن أنهم لم يستطيعوا تحقيق الاختراق نفسه على الجانب العسكري لاعتقادهم أن الأمر يرتبط بأجندة التحالف من ناحية ولإعتقاد التحالف من ناحية أخرى بأنه قادر على تحقيق المكاسب العسكرية على الأرض قبل العودة إلى جولة جديدة من المفاوضات.
أما الجانب الحكومي فيبدو مرتاحاً لتحقيق بعض التقدم في هذه المحادثات على الأقل من حيث أنه تمكن من الحصول ولو مرحلياً على بعض التعهدات بالسماح بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق المتضررة من القتال كمدينة تعز التي يفرض عليها الحوثيون وحلفاؤهم حصاراً مشدداً منذ أشهر عدة.
كذلك يستبعد الوفد الحكومي أي تمديد للمحادثات الحالية ويعتقد ان الجولة المقبلة من المفاوضات ستكون أكثر جدية وواقعية بعد أن أدرك كل طرف ما يتوجب عليه تقديمه من أفكار مكتوبة وموثقة.
واتفق طرفا النزاع على تعليق هذه الجولة والعودة إلى استئنافها في 14 كانون الثاني (يناير) 2016 حيث يُرجح إنعقادها إما في العاصمة العمانية مسقط أو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأفادت مصادر أمنية وشهود عيان لبي بي سي بأن الحوثيين وخبراء الصواريخ التابعين لقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبدالله صالح فشلوا صباح امس الأحد في إطلاق صاروخين بالستيين كانا يستهدفان مواقع للقوات الموالية للحكومة في محافظة مأرب شمالي البلاد.
وقال شهود العيان إن الصاروخ الأول أٌطلق من مقر الفرقة المدرعة الأولى فيما أٌطلق الصاروخ الثاني من جبل نقم بالعاصمة صنعاء لكن الصاروخين سقطا وفقا لشهود العيان في المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء بعد دقائق قليلة من إطلاقهما.
وأقرت مواقع إخبارية تابعة للحوثيين بفشل عملية إطلاق الصاروخين لكنها بررت ذلك بأن خبراء الصواريخ يجرون عمليات اختبار لصواريخ أرض/جو من طراز سام روسية الصنع تم تطويرها وتحويلها الى صواريخ أرض/أرض وأطلقوا عليها اسم قاهر-1.
وقالوا إن الايام المقبلة ستشهد عمليات إطلاق صواريخ مطورة لتستهدف مواقع في الأراضي السعودية.
مفاوضات السلام
على الصعيد الدبلوماسي، اختتمت في سويسرا الاحد مفاوضات السلام التي رعتها الامم المتحدة بين طرفي النزاع في اليمن. واستمرت المفاوضات اسبوعاً واحداً دون ان تسفر عن نتائج ملموسة.
وكان اتفاق وقف اطلاق النار الذي اعلن تزامناً مع انطلاق المفاوضات قد انتهك بشكل واسع.
وأعلن مبعوث الامم المتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد عن عقد مؤتمر صحفي عصر الاحد اعلن فيه عن انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات في الشهر المقبل.
وكان طرفا النزاع قد اتفقا على تشكيل «لجنة عسكرية محايدة» لمراقبة الالتزام بوقف اطلاق النار المنهار ولجنة اخرى للاشراف على توزيع مواد الاغاثة الانسانية، حسبما اكدت مصادر من الجانبين.
وكان من المفروض ان يسري وقف اطلاق النار قبل 6 ايام، ولكنه انتهك بشكل مستمر من قبل الطرفين.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في وفد الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح قوله إن «المفاوضات فشلت»، مضيفاً أن اتفاق وقف اطلاق النار – الذي كان الغرض الاساسي منه تسهيل مهمة ايصال المواد الاغاثية لمستحقيها – قد «ولد ميتاً».
وقال مصدر في الوفد الذي مثل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من جانبه «لم نحقق أي نتائج».
اما سبب تعثر المفاوضات، فيعزى الى عوامل عدة منها عدم تمكن الطرفين من الاتفاق على صيغة لتبادل السجناء والاسرى، إذ طالب الحوثيون بتبادل هؤلاء دفعة واحدة فيما اصرت الحكومة على ان يطلق الحوثيون اولاً سراح عدد محدد من السجناء منهم شقيق الرئيس هادي.
بي بي سي