أبرز الأخبارسياسة عربية

هل كان ليحل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين لو لم يقتل رابين قبل 20 عاماً؟

هل كان ليحل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين لو لم يقتل رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق اسحق رابين قبل عشرين عاماً؟ اين اصبحت اسرائيل اليوم؟ في الذكرى العشرين لاغتيال رابين يتساءل الاسرائيليون حول حاضرهم ومستقبلهم محاولين التمييز بين الاحلام التوراتية والوقائع الماثلة امامهم.

تجمع مساء السبت عشرات الاف الاسرائيليين – نحو مئة الف بحسب بعض وسائل الاعلام – في الساحة التي اغتيل فيها اسحق رابين في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1995 والتي حملت اسمه بعدها. وهي المرة الاولى منذ زمن طويل يحشد فيها اليسار الاسرائيلي هذا العدد الكبير من الاشخاص.
وكان رابين بطل حرب العام 1967 في نظر الاسرائيليين، اختار طريق السلام مع الفلسطينيين حتى انه نال جائزة نوبل للسلام (مع شمعون بيريز والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات) عام 1994 . وباغتياله تبخرت احلام السلام رويداً رويداً وغالبية الذين تجمعوا مساء الاحد كانوا يعتبرون ان السلام لم يكن يوماً ابعد مما هو عليه اليوم.
ميراف (44 عاماً) التي لا تفوت المشاركة كل سنة في هذه الذكرى تقول «لم ار ابداً حشداً مثل هذا خلال السنوات الماضية، وهذا مطمئن لانني لم اشعر يوماً بان رابين بعيد عنا اكثر مما هو هذه السنة».
واضافت «لم يعد لدي اي امل منذ الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1995» معتبرة مثل كثيرين غيرها ان اتفاقات اوسلو ماتت مع رابين.
وعنونت صحيفة معاريف صفحتها الاولى «تجمع اليأس».
وتشهد المناطق الفلسطينية موجة عنف جديدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ اكثر من شهر فيما الحوار مقطوع بين الطرفين منذ اشهر طويلة. وبعد التجاوزات الكثيرة التي قام بها اليمين المتطرف خلال الفترة الاخيرة يعتقد غالبية المشاركين في التجمع ان عملية اغتيال جديدة على غرار اغتيال رابين تبقى واردة.

اليسار المهزوم
وفي حين كان بيل كلينتون يحض الحشد على «انجاز الفصل الاخير من التاريخ» الذي كتبه رابين، كان وزير العلوم الاسرائيلي عوفير اكونيس العضو في اكثر الحكومات الاسرائيلية يمينية يقول ان «فكرة الدولتين ماتت» بحسب صحيفة معاريف.
وامام هذا الواقع يتساءل الكثيرون «ماذا كان حصل لو ان رابين لم يقتل؟».
وقال اوري سافير كبير المفاوضين الاسرائيليين بين عامي 1993 و1996 خلال المفاوضات الطويلة التي سبقت التوصل الى اتفاق اوسلو لوكالة فرانس برس «لو ان رابين حصل على ولاية جديدة لكنا توصلنا الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين وربما الى معاهدة سلام مع سوريا».
وبعد اغتيال رابين على يدي اليميني المتطرف ايغال عامير خسر اليسار الانتخابات وتسلم بنيامين نتانياهو قيادة البلاد للمرة الاولى. واضاف سافير عن نتانياهو «لقد عمل بأناة على تفكيك كل ما كان متوقعاً انجازه».
ونقلت صحيفة هآرتس عن نتانياهو قوله الاسبوع الماضي امام نواب «هل تعتقدون بان لدينا عصاً سحرية؟ لا. هل سنكون مجبرين على العيش والسيف بيدنا؟ الجواب نعم».
الا ان قسماً من اليسار يشكك اليوم في ان رابين كان قادراً على انجاز السلام او انه كان بالفعل راغبا به.

زعيم محترم
وقال انشيل بفيفر الكاتب في صحيفة هآرتس في اشارة الى التغيرات التي طاولت الناخبين الاسرائيليين «لو كان رابين لا يزال حياً لكان اليوم متقاعداً تسعينياً مثل بيريز، ولكان نتانياهو رغم كل شيء رئيساً للحكومة يواصل وضع كل اللوم على الفلسطينيين».
وترفض داليا ابنة اسحق رابين فكرة انقلاب كل الامور بعد وفاة والدها. وتقول «كان هناك شعور بان نوعاً من علاقة الثقة قد بنيت بين عرفات ورابين. الا ان هذا الشعور كان هشاً جداً».
وافاد استطلاع للرأي نشرت صحيفة «اسرائيل هايوم» الموالية للحكومة نتائجه ان 76% من الاسرائيليين يعتبرون ان رابين كان «قائداً محترماً» وان 55% يفتقدون غيابه. الا ان 25% فقط منهم يعتبرون ان اتفاقات اوسلو مبررة.
ولدى الفلسطينيين تبقى النظرة الى رابين غير موحدة ايضاً. فهم لم ينسوا انه عندما كان وزيراً للدفاع دعا الى «كسر عظام» المشاركين في الانتفاضة الاولى عام 1987.
الا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ذكره في خطابه الاخير امام الامم المتحدة في نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي مستخدماً تعابير له لكي يحذر من «سرطان» الاستيطان. ويعتبر الفلسطيني العادي مثله مثل القيادة الفلسطينية ان غياب رابين يجسد فشل اتفاقات اوسلو.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق