طرابلس تنتقد الحكومة الليبية المقترحة وبرلمان الشرق يناقشها
اكدت سلطات العاصمة الليبية معارضتها لحكومة الوفاق الوطني التي اقترحت بعثة الامم المتحدة تشكيلها، مطالبة بتعديل الاتفاق السياسي قبل الدخول في تفاصيل هذه الحكومة، في وقت لم يحسم البرلمان المعترف به في الشرق موقفه منها.
وكانت بعثة الامم المتحدة الى ليبيا اقترحت فجر الجمعة تشكيلة حكومة وفاق وطني تهدف الى انهاء النزاع على السلطة الذي قتل فيها الالاف على امد اكثر من عام، على ان تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين تبدأ في 20 تشرين الاول (اكتوبر) الحالي.
ويحكم برنامج عمل هذه الحكومة مسودة اتفاق سياسي وقعت عليها السلطات المعترف بها دوليا والتي تعمل من شرق البلاد في تموز (يوليو)، الا انها لا تزال تلقى رفض السلطات في طرابلس التي تطالب بادخال تعديلات على نصها للتوقيع عليها.
وقبل نحو اسبوع من موعد بدء تنفيذ بنود الاتفاق السياسي، قالت الحكومة غير المعترف بها دولياً في طرابلس في بيان ان حكومة الوفاق المقترحة «مشبوهة».
واضافت في بيان نشرته مساء الاحد على موقعها ان حكومة الوفاق والاتفاق السياسي الذي يحكم عملها يهدفان الى «تمرير برنامج وصاية على الوطن».
من جهته، قال محمود عبد العزيز العضو في المؤتمر الوطني العام، ان هذه الهيئة التي تمثل الذراع التشريعية لسلطات طرابلس، لا تزال ترفض الاتفاق السياسي برمته وتصر على «ادخال تعديلات على مسودة الاتفاق وهو ما ترفضه الامم المتحدة».
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس الاثنين ان «اعضاء المؤتمر مستاءون من الاعلان عن هذه الحكومة المقترحة. نحن نرفض الاتفاق السياسي من دون ادخال تعديلاتنا عليه، فكيف نقبل بحكومة قبل ان نوافق على اليات عملها؟».
واضاف «هذه الحكومة مرفوضة وهي محاولة للهروب الى الامام من قبل السيد (برناردينو) ليون (رئيس بعثة الامم المتحدة) وبالون اختبار لجس النبض يدفع نحو تعميق الانقسام بين الليبيين».
وتابع «ليون بات يعمل وكانه بول بريمر جديد»، في اشارة الى الحاكم العسكري الاميركي السابق للعراق عقب غزو العام 2003.
واكد متحدث باسم المؤتمر رفض الكشف عن اسمه ان لا جلسات حالياً على جدول اعمال المؤتمر لمناقشة الاتفاق السياسي او الحكومة المقترحة.
وفي شرق ليبيا، عقد البرلمان المعترف به دولياً جلسة اليوم لمناقشة حكومة الوفاق المقترحة، وسط انتقادات شديدة لها من قبل نواب في هذا البرلمان.
وكان النائب علي تكبالي قال لفرانس برس في وقت سابق «سنعقد جلسة اليوم لمناقشة الموقف من هذه الحكومة ومن الاتفاق السياسي برمته».
واضاف «هذه حكومة شقاق وليست حكومة وفاق (…) ليون يريد ان يفرض علينا امراً واقعاً، لقد اخرج الاسماء من جيبه، وبينها اسماء شخصيات غير منتخبة».
ومساء، اعلنت وكالة الانباء الرسمية «وال» الموالية للحكومة المعترف بها دولياً ان «مجلس النواب علق جلسته الطارئة بشأن مناقشة الإعلان الأممي لتشكيلة حكومة الوفاق الوطني إلى يوم غد الثلاثاء» (اليوم).
واضافت الوكالة ان «أغلبية أعضاء مجلس النواب رافضون تماماً للتشكيلة الحكومية التي أعلن عنها ليون يوم الجمعة الماضية لا سيما وجود قادة من ميليشيات فجر ليبيا ضمن التشكيلة».
و«فجر ليبيا» هو تحالف جماعات مسلحة يسيطر على العاصمة طرابلس منذ تموز (يوليو) 2014 ويقاتل القوات الموالية للحكومة المعترف بها في مناطق عدة من ليبيا.
ا ف ب