الأسبوع الثقافي

لمى سلام في اعادة افتتاح متحف سرسق: انها الولادة الثالثة بروحية المزيج من التراث والعصرنة

رعى رئيس الحكومة تمام سلام ممثلاً بعقيلته لمى، افتتاح متحف نقولا ابراهيم سرسق في الاشرفية، في حضور وزير السياحة ميشال فرعون ووزير الثقافة روني عريجي والنائب جان اوغاسابيان والسفير البابوي غابريالي كاتشا ومديرة «الوكالة الوطنية للاعلام» لور سليمان وفاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وفنية والمجلس البلدي لمدينة بيروت والمسؤولين في متحف سرسق.

بعد النشيد الوطني قدم الاحتفال الزميل جوزف حويك، ثم تحدث رئيس لجنة المتحف الوزير السابق طارق متري، فأبدى سروره «بعودة متحف نقولا ابراهيم سرسق الى اللبنانيين، يؤلف بين رونقه القديم وحلته الجديدة، بين الحديث والمعاصر، بين حفظ التراث والتجدد، بين معارض الفنون والأنشطة الثقافية».
أضاف: «اراده الواهب بمثابة مرفق عام يفتح ابوابه للبنانيين ويستقبل المواطنين كافة. فهو لا يخص مؤسسة بعينها او فئة او جماعة او حي او منطقة. وستكون هذه الهوية، بل الوظيفة، المحرك الأول لاستمراره وتنوع مجالاته. ومنذ قيامه عام 1961، سعى المتحف، بواسطة القيمين عليه والعاملين فيه، الى تحقيق وصية من اوقف هذه الدار الذي احب الفنون الجميلة وتمنى ان يكون لوطنه قسط وافر منها وان يتذوق مواطنوه هذه الفنون. ولعله اليوم بات أكثر قدرة على تأدية الدور الذي دعي اليه. ولا يعنى ذلك زهواً بما انجز، بعد طول انتظار، بل تطلعاً دائماً الى مرافقه الحيوية الفنية والثقافية اللبنانية والسير بها ومعها في مسالك جديدة. كما تعني ادارة المسؤوليات والتوقعات بما يتناسب مع كل ما بات متاحا من امكانات».
ولفت الى ان «مشروع التأهيل والتوسعة انطلق ايام المتولي السابق الرئيس عبد المنعم العريس والذي يواصل احتضانه ودعمه بالعمل نائباً لرئيس اللجنة، بعدما تشرفت بمسؤولية رئاستها خلفاً للعزيز ورجل الثقافة الكبير غسان تويني، طيب الله ثراه. وتواصل العمل في السنوات الخمس الماضية، منذ انتخاب الدكتور بلال حمد الذي تولى المتحف. وكان الدكتور لطف الله ملكي حافظ المتحف بل الساهر عليه، بالفعل كما باللقب، ومعه السيدة سيلفيا عجميان التي قدمت بلا كلل اسهامات كبيرة، فارتبطت انشطة كثيرة باسمها وآخرها معرض «نظرات الى بيروت» الذي نفتتحه اليوم والذي اعدت له مع صفوة طيبة من الخبراء فحظي المتحف بثقة ودعم اصحاب الأعمال الفنية الذين لم يترددوا في ايداعها لدينا للشهر المقبل. فلهم امتناناً والتقدير. واسمحوا لي ان أخص الأخوين انطوان وروبير دباس صاحبي الفضل في تعزيز محتويات المتحف، على مدى أطول. فهما أودعاه مجموعة الصور الفريدة والغنية التي كانت لشقيقهم المرحوم فؤاد».
وعدد اسماء من رافقوا عملية ترميم المتحف وهم: نبيل كيوان، ماهر الداعوق، سونيا فرنجية الراسي، هند كباره سنو، حبيب غزيري، رجا عريضه، بشرى عيتاني، رشيد أشقر، سونيا شكرجيان، عبد القادر غندور، رشيد جلخ ورامي حلواني. وكان لنا الحظ في السنوات الماضية ان نتعاون مع معماريين كبار يطيب لي ان اشيد بحسن ما انجزوا بحرفية وذوق لافتين. Je dis ma gratitude à Jean- Michel Wilmotte et Jacques Abu Khaled pour le beau travail accompli, pour leur sensibilité et leur élégance. شاكراً داعمي هذه المسيرة، شاكراً داعمي هذا العمل رنده الداعوق ونور سلامه ولين قصار ويمنى عريس وكريم خوري وعمر الداعوق. اهلا بكم. والسلام».
ثم تحدث متولي المتحف رئيس المجلس البلدي لبيروت بلال حمد فلفت الى أن المتحف عاد «رسالة للفن والثقافة والابداع ورسالة حضارية تعكس وجه بيروت الحضاري والثقافي والانساني»، منوهاً بوصية سرسق ان «يهب قصراً فخماً تراثياً حاملاً كل معاني الاناقة والرقي والهندسة التراثية وان يوصي بأن يكون هذا المعلم الثقافي بتولي رئيس بلدية بيروت بعيداً من الطائفية والمذهبية وحباً واملاً».
وأشار الى ان المتحف يعاد افتتاحه بعد سبع سنوات من الترميم واشغال التوسعة “والجمع بين القديم والحداثة فكانت الحصيلة اربع طبقات تحت الارض وصالات لمختلف العروض الفنية للمهتمين والباحثين في مختلف المدارس الفنية والثقافية، اضافة الى صالة للمؤتمرات وطبقة مخصصة لترميم التحف الفنية في قصر احتضن الاوسع من المجموعات الفنية المحلية والعالمية».
وأكد وقوفه «بجانب كل ما من شأنه ان يساهم في تسهيل اعمال المتحف تنفيذاً لوصية نقولا ابراهيم سرسق ولأن نجاح المتحف وتألقه هو نجاح لبيروت لتعود كما كانت ست الدنيا»، شاكراً كل من ساهم وعمل على ترميم المتحف وتوسيعه».


ثم القت لمى سلام كلمة رئيس الحكومة تمام سلام، وقالت: «أود أولاً أن أنقل إليكم تحيات الرئيس تمام سلام وسعادته بإعادة افتتاح متحف سرسق، واعتزازه الكبير بالتجدد الذي يطل به هذا الصرح على اللبنانيين بعد غياب سبع سنوات.
إن هذا المكان يعني الكثير للبيروتي تمام سلام، كما لتمام سلام رئيس الوزراء.
فهذا القصر الذي شيده المرحوم نقولا سرسق في العام 1912، هو أحد معالم بيروتنا الجميلة: الجميلة بقصورها كما بأحيائها الشعبية، الجميلة بتنوعِها، بتعدديتِها، بانفتاحها على كل الثقافات. بيروتنا الرائعة بعائلاتها التاريخية الأصيلة، كآل سرسق الكرام، كما بالذين وفدوا إليها بحثا عن علم أو عمل، بمثقفيها وتجارها، بلهجات أحيائها، بشاطئها واسواقها وكل شوارعها.
إن هذا الحي الذي تحرسه بركة مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس، وعلى رأسها سيادة المطران الياس عودة، هو بحد ذاته متحف. حي عابق برائحة العراقة. من إسمه تعرفونه. هو نقطة معمارية بديعة باتت تزنرها اليوم معالم حداثة هندسية، فتشكل الصورتان معا لوحة فنية رائعة».
وأضافت: «بروحية هذا المزيج من التراث والعصرنة، يولد متحف سرسق اليوم، للمرة الثالثة:
ولادته الأولى كانت في العام 1961، عندما تحول إلى متحف فني، عملاً بوصية مؤسسه «الحاج نقولا»، الذي وضعه في عهدة بلدية بيروت.
ولادته الثانية كانت في السبعينيات من القرن الفائت، عندما أعيد تأهيله.
أما اليوم، فنحتفل بتحول هذا المتحف من مبادرة فردية، إلى مؤسسة ثقافية بكل ما للكلمة من معنى، بعد أن تم توسيعه ليكون على مستوى أعلى معايير المتاحف العالمية.
ولا بد لي اليوم من أن أوجه تحية إلى روح الراحل الكبير غسان تويني، الذي كان رئيساً للجنة المتحف عندما اتخذ قرار إطلاق هذه الورشة في العام 2008.
تحية حارة أوجهها أيضاً الى بلدية بيروت، بشخص رئيسها الدكتور بلال حمد متولي المتحف، على المساهمة الكبيرة التي قدمتها لكي يرى هذا المشروع الحضاري النور.
إن أمانة هذا المشروع العظيم يحملها اليوم معالي الوزير الصديق طارق متري وإلى جانبه شخصيات مرموقة وفريق عمل كفي. فلهم منا كل التحية والتشجيع.
إن اعادة افتتاح هذا المتحف تشكل صورة مشرقة مناقضة للمشهد الغائم الذي نعيشه… صورة مشرقة تؤكد أن البؤس السياسي الذي نحن فيه لا يختصر لبنان ولا أبناءه بكل ما فيهم من انفتاح ونشاط وطاقات ابداعية».
وتابعت: «إن هذا الصرح الفني سيكون قوة دفع مهمة للنشاط الثقافي في بلدنا، وحافزا على مزيد من الإبداع، وهو يساهم في إبقاء لبنان منارة إشعاع ثقافي وحضاري، وفي إنعاش عاصمته المنهكة.
وكم هو معبر ومؤثر، أن تكون بيروت محورا لأول معارض المتحف بعد تجديده، وأن نستعيد من خلال هذه الصور المعروضة هنا، مراحل تطور مدينتنا الحبيبة. ومن نافذة صور الماضي هذه، بالأسود والأبيض، ننظر بأمل إلى مستقبل تستعيد فيه بيروت بريق ألوانها».
ختاماً نظمت جولات على ارجاء المتحف على ايقاع موسيقى واغنيات كلاسيكية حية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق