الأسبوع الثقافي

«الجنس الثالث» لجمانة حداد: «لا تسمحوا لأحد بأن يعرّيكم من عريكم»

اعلنت دار «نوفل» – «هاشيت أنطوان» العربية للنشر صدور كتاب جديد للكاتبة والشاعرة جمانة حداد، عنوانه «الجنس الثالث»، باللغتين العربية والإنكليزية.

في كتابها، الذي وصفه الكاتب الأميركي بول أوستر بـأنه «صعقةٌ كهربائية»، تهمل جمانة حداد القشور وتمسك بالسؤال الجوهري: كيف نكون بشراً؟ القضية بالنسبة إلى الكاتبة ليست قضية امرأة أو رجل ولا هي قضية أنوثة أو ذكورة. القضية قضية الإنسان!
فبعد أن تحدّثت بلسان شهرزاد في «هكذا قتلتُ شهرزاد»، وتناولت موضوع الذكورية في «سوبرمان عربي»، تطرح جمانة حداد في «الجنس الثالث»، وهو الجزء الأخير من هذه الثلاثية، خلاصة تجربتها كناشطة نسوية وكاتبة يتمحور عملها الأدبي برمّته حول موضوع الذكورة والأنوثة. كأنّها في هذا الكتاب، تبلغ لبّ القصيد، لتبدو القضايا الانفعالية التي تشغل البشرية منذ سنوات قشوراً بعدما قبضت الكاتبة بأصابعها على الجوهر: كيف نكون بشراً. كيف نتواصل مع حقيقتنا كبشر، هذه الحقيقة قبل أن يشوّهها الموروث والترويض الإجتماعي الذي يغذّي الجبن والسلبية أحياناً.
هذا الكتاب هو خلاصة الخلاصة بالنسبة إلى الكاتبة. من خلال محاوراتها المتخيّلة مع فيلسوف المدرسة الحوارية وصاحب «المدينة الفاضلة»، أفلاطون، وفي المقابل نقاشاتها مع الوسواس الذي يشكّل عدوّ الإنسان المتربص به كالبركان الخامد تحت جلده، تقدّم منظومة من «النصائح» توجّهها خصوصاً إلى الشباب، تحثّهم فيها على البحث عن المعادلة الرابحة لهذا العصر: الإنسان «الإنسانوي» الذي تبشّر به، بحريته وتحرره الحقيقيين…

من هي جمانة حداد؟
شاعرة وكاتبة لبنانيّة حازت جوائز عربيّة وعالميّة عدّة، فضلاً عن كونها صحافيّة ومترجمة وأستاذة جامعيّة. تشغل منصب المسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة «النهار» اللبنانيّة، وتعلّم الكتابة الإبداعيّة في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة في بيروت. هي ناشطة في مجال حقوق المرأة. اختارتها مجلة «أرابيان بيزنس» للسنتين الأخيرتين على التوالي واحدةً من المئة امرأة عربيّة الأكثر نفوذاً في العالم، بسبب نشاطها الثقافيّ والاجتماعيّ. من أعمالها «عودة ليليت»، «سيجيء الموت وستكون له عيناك»، «هكذا قتلتُ شهرزاد»، «سوبرمان عربي»، و«قفص».

نص الغلاف الخلفي لكتاب «الجنس الثالث»:
هل قول ما أقوله، يتطلّب، حقّاً، قدراً عالياً من «الجرأة»؟ هل الاعتراف بما نخشى الكشف عنه، أو حتى بما «نخجل» به، يحتاج إلى «شجاعة»؟
لقد تخطّيتُ هذا السؤال منذ وقت بعيد. الآن، عندما أكتب، لا يعنيني إلاّ سبر أغواري واستكشاف المزيد من الطبقات التي تكوّنني. لا أرى الخطوط الحمر أمامي، لا أسمع التحذيرات من حولي، ولا أبالي بالألغام التي قد تنفجر تحت قدمَيَّ. جلّ ما أفعله هو أنّي أتربّص بذاتي، ثمّ أنقضّ عليها وأقشّرها حتى تصير عزلاء تماماً على الورق. آنذاك، أكون أنا المتلصّصة والمستعرية في آنٍ واحد؛ المأدبة وصاحبة الدعوة؛ مفترسة نفسي وطريدتها. وكلّما انفجر بي لغمٌ انتشيت، لأنّي بذلك أمنح القارئات والقرّاء أشلاء لحمي الحيّ.
تلك الأشلاء هي حقيقتي، هي كلماتي، وهي هديّتي المتواضعة إليكنّ، إليكم، في هذا الكتاب…
وهي، أيضاً، فخاخي.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق