حوار

مروان شربل: على المتظاهرين الحصول على اذن بالتظاهر

«لدي على الاقل 40 سنة خبرة في المجال العسكري والنصيحة الاولى التي احب ان اوجهها الى الفريقين (قوى الامن والمتظاهرين) انه من الامور الاساسية ان يبرز المتظاهرون اذناً بالتظاهر قبل ان ينزلوا الى الشارع» هذا ما قاله وزير الداخلية السابق مروان شربل في حديث الى «الاسبوع العربي» الالكتروني. واعتبر انه من المستحيل ان يكون وزير الداخلية الحالي نهاد المشنوق قد اعطى الاجهزة الامنية اذناً باطلاق النار على المتظاهرين.

كوزير سابق للداخلية هل تعتبر ان قوات الامن تصرفت كما يجب تجاه المتظاهرين؟
لدي على الاقل 40 سنة خبرة في المجال العسكري والنصيحة الاولى التي احب ان اوجهها للطرفين انه كان من الضروري ان يبرزوا اذناً بالسماح بالتظاهر قبل النزول الى الشارع.
ولكن الدستور يسمح للمواطنين بالتظاهر…
في الوضع الراهن المتوتر جداً، فان الحصول على اذن بالتظاهر يحفظ كل الناس. القوى الامنية تصبح حتماً مسؤولة عن اي عدم استقرار امني يحصل، وتستطيع بكل ثقة عندها التنسيق مع المتظاهرين. من جهة اخرى يكون المتظاهرون محميين لان لهم حرية التداول مع القوى الامنية في رفض اي محاولة تشوه تظاهرتهم. هذا التدبير كان لا غنى عنه خصوصاً وهناك حركات عدة داخل هذا التجمع.
بالطبع للمتظاهرين مطالب متعددة ولكنهم يلتقون كلهم حول السبب: الطبقة السياسية الفاسدة التي يوازي فسادها النفايات التي تغطي الشوارع. على كل هذا هو الشعار الذي حرك الناس من جميع الطبقات وجميع الطوائف… لا اريد ان اظهر مستهينا بهؤلاء المتظاهرين. فالبعض من خلال مطالبهم شرعيون ولكننا رأينا من كل الالوان في وقت ان اول شيء يجب عمله هو توحيد الخطاب الذي يتوجهون به الى الرأي العام. فذلك يعطيهم مصداقية اكبر. وفي مجال اخر لا افهم لماذا يضعون كل السياسيين في سلة واحدة. بعد كل ذلك انهم هم من انتخب هؤلاء النواب الذين يصرون على استقالتهم. الوسائل الاعلامية لا تسهل الاشياء، وهي تذهب في كل الاتجاهات مما يعطي انطباعاً بالفوضى غير المطمئنة.
التظاهرات، صحيح انها ذهبت في كل الاتجاهات وان هناك مشاغبين تسببوا باضرار. ولكن هل هذا يبرر ان تعمد قوى الامن الى اطلاق النار على المحتجين؟
لا شيء يبرر هذا العمل. انه ممنوع حتماً اطلاق النار على المتظاهرين. ولذلك من واجب السلطات الان القيام بتحقيق شفاف لمعرفة من اطلق النار وهذا يأخذ وقتاً نظراً للعدد الكبير من القوى الامنية والجيش التي كانت متواجدة على الارض، ولكن يمكن القيام بذلك بفعل ان كل شرطي لديه عدد محدد من الخرطوش وبالتالي يمكن عدّ ذخيرة كل عنصر لمعرفة من اطلق النار سواء كان رصاصاً حياً او مطاطياً.
هل يستطيع رجل الامن ان يطلق النار على هواه على متظاهرين اذا لم يتلق الامر من وزير الداخلية؟
انا اعتبر انه من المستحيل ان يكون وزير الداخلية الحالي نهاد المشنوق اعطى امراً للقوى الامنية باطلاق النار. بالطبع المشاغبون عملوا بلا ضوابط وتسببوا باضرار هائلة ولكنني اكرر ان الذين اطلقوا النار قاموا بذلك بمبادرة فردية منهم وستدل التحقيقات لماذا قاموا بذلك. يجب ان يبرروا عملهم.
من له مصلحة في رأيك في تعكير هذه التظاهرات وتشويه سمعتها؟
بالطبع ليست القوى الامنية، التي في العادة تشعر بفخر كبير في حماية التظاهرات. فذلك يقوي سمعتها. ثم هناك وسائل اخرى يمكنها اللجوء اليها بقطع الطرقات مثلاً، لمنع المواطنين من الوصول الى اماكن التجمع، واقامة الحواجز لاذلال الناس… الاحزاب ايضاً ليس لها مصلحة في ذلك… وانا اعتقد انهم مجموعة صبية لهم مطالب اجتماعية واحياناً سياسية وهذه هي الطريقة الوحيدة لديهم للتعبير عنها. لننتظر ونر نتائج التحقيقات مع هؤلاء المشاغبين.

د. ج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق