سياسة لبنانية

مجلس الوزراء اللبناني يفشل في ايجاد مخرج لازمة النفايات

فشل مجلس الوزراء اللبناني الثلاثاء في ايجاد مخرج لازمة النفايات المستمرة في البلاد والتي دفعت الاف اللبنانيين للنزول الى الشارع في نهاية الاسبوع منتقدين الاهمال المتمادي وعجز الحكومة بفعل الانقسام السياسي بين مكوناتها.

وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء بعد جلسة استثنائية استمرت نحو خمس ساعات «قرر مجلس الوزراء عدم الموافقة على نتائج المناقصات وتكليف اللجنة الوزارية البحث في البدائل ورفعها الى مجلس الوزراء» على خلفية الكلفة المادية المرتفعة.
وجاء قرار الحكومة بعد اعلان وزير البيئة محمد المشنوق الاثنين نتائج فض عروض المناقصات الخاصة بالنفايات المنزلية في مختلف المناطق والتي فازت بموجبها شركات قريبة او محسوبة على شخصيات سياسية نافذة.
واعتبرت الحكومة ان «النتائج تضمنت أسعاراً مرتفعة مما يقتضي عدم الموافقة عليها»، علماً بان لبنان يدفع احد اعلى تكاليف معالجة الطن الواحد من النفايات.
وتواجه الحكومة اللبنانية ضغوطاً متزايدة على خلفية فشلها في ادارة ازمة النفايات التي دفعت الآلاف من اللبنانيين الى التظاهر يومي السبت والاحد في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت القريبة من مقري البرلمان والسراي الحكومي (مقر رئاسة الحكومة) بدعوة من حملة «طلعت ريحتكم» التي تضم ناشطين في المجتمع المدني.
وتحولت التظاهرات الى متنفس للتعبير عن الغضب المتراكم من الطبقة السياسية وحالة الانقسام السياسي في البلاد والفساد المستشري والبنية التحتية المترهلة.
وتخلل جلسة مجلس الوزراء انسحاب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب ميشال عون وحزب الطاشناق الارمني وحزب المردة الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية احتجاجاً على ما وصفه وزير الخارجية جبران باسيل (فريق عون) بـ «مسرحية في موضوع النفايات».


وتضم الحكومة اللبنانية التي يرأسها تمام سلام ممثلين لغالبية القوى السياسية وهي تتولى بموجب الدستور صلاحيات رئيس الجمهورية في ظل فشل البرلمان في انتخاب رئيس للبلاد منذ 25 ايار (مايو) 2014.
لكن جلسات مجلس الوزراء الاخيرة تشهد توتراً بسبب خلاف حاد بين القوى السياسية على جملة ملفات حياتية سياسية وامنية.
ولم يمنع انسحاب الوزراء الستة مجلس الوزراء من متابعة جلسته الاستثنائية التي اقرت ايضا منح منطقة عكار في شمال لبنان مبلغ مئة مليون دولار على ان يقدم على مدى ثلاث سنوات بهدف تنفيذ مشاريع إنمائية.
وكانت اقتراحات سابقة افادت بامكان نقل جزء من النفايات الى منطقة عكار التي تعاني من الحرمان والنقص في المشاريع الانمائية. لكن اهالي المنطقة سارعوا الى رفض هذا الاقتراح ودعوا الى تحركات احتجاجية.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة جديدة الخميس المقبل.
وبدأت التحركات في الشارع على خلفية ازمة النفايات قبل نحو شهر بعدما غرقت شوارع بيروت ومدن وبلدات محافظة جبل لبنان، وهي من المناطق السكنية الاكثر كثافة، في النفايات المنزلية، اثر اغلاق مواطنين في 17 تموز (يوليو) الماضي بالقوة المطمر الاكبر في البلاد الذي كانت تنقل اليه النفايات على مدى السنوات الماضية.
واعلن منظمو حملة «طلعت ريحتكم» الاثنين انهم سيواصلون حراكهم داعين الى تظاهرة السبت المقبل بعد تأجيل تظاهرة كانت مقررة الاثنين على خلفية مواجهات في نهاية الاسبوع بين عدد من المتظاهرين والقوى الامنية تسببت بوقوع عشرات الجرحى من الجانبين.
واتهم منظمو التحرك «مثيرين للشغب» بالتسلل الى صفوف المتظاهرين والعمل على استفزاز القوى الامنية.
وتكرر المشهد نفسه مساء الثلاثاء بعد تجمع مئات المواطنين بشكل عفوي في ساحة رياض الصلح اذ حاولت مجموعة من الشبان استفزاز القوى الامنية مجدداً فيما حاول المتظاهرون الفصل بينهم وبين القوى الامنية.


وقالت حملة «طلعت ريحتكم» على صفحتهاعلى فايسبوك «ندعو الشعب اللبناني للمشاركة في التحركات العفوية للمواطنين في رياض الصلح بوجه السلطة السياسية التي ضربت بعرض الحائط كل المطالب الشعبية واستمرت في التعنت»، مضيفة «كل هذا للتحضير لنهار السبت».
ورفع المتظاهرون لافتات مطالبة بمحاسبة المسؤولين، وقال احد المتظاهرين لقناة تلفزيونية محلية «الشباب يهاجرون (…) واهاليهم يخسرونهم، لا حياة هنا ولا عمل»، واصفاً المسؤولين بانهم «عصابة ومافيا».
ورأى شاب اخر ان «شيئاً ما سيتغير، وكلما كان عددنا اكبر بات الوضع افضل» داعياً «الوزراء والنواب للهجرة».
وتزامنت التحركات العفوية مع ازالة القوى الامنية، بناء على تعليمات سلام جداراً من عوائق اسمنتية وصفه الناشطون بـ «جدار العار» وذلك بعد اقل من 24 ساعة على وضعه في ساحة رياض الصلح لفصل المتظاهرين عن الطريق المؤدية الى السراي الحكومي.
وقال مروان معلوف احد منظمي حملة «طلعت ريحتكم» في مؤتمر صحافي مساء الاثنين «معركة النفايات هي معركتنا الاساسية التي بدأنا نتحرك بها (…) وهناك معركة عامة نخوضها ضد الطبقة السياسية الفاسدة».
ورأى محللون ان مطالب المعتصمين بعد شهر تخطت ازمة النفايات لتركز على الخلل العام في اداء الدولة.
ويشهد لبنان عادة تظاهرات او تحركات احتجاجية بناء على دعوة من الاحزاب السياسية لكن نادراً ما يتم التحرك ضد الطبقة السياسية وتحت عناوين مطلبية اجتماعية.
واعرب الالاف من المتظاهرين عن سخطهم ايضاً من تقنين التيار الكهربائي المستمر منذ عقود ونقص المياه والفساد المستشري في الادارات والانقسام السياسي الذي يحول دون انتخاب رئيس للبلاد منذ اكثر من عام.
ودعا المتظاهرون سلام الى تقديم استقالته مع فشل حكومته في اداء واجباتها، ما اثار مخاوف من الوقوع في فراغ سياسي كامل بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق