دولياترئيسي

تركيا: المعارضة تنجح في اختيار مرشح مشترك لمواجهة أردوغان

لتجنب تشتيت أصواتها، نجحت المعارضة التركية الإثنين بالاتفاق على ترشيح قائد حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو (74 عاماً) لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقررة في 14 أيار (مايو) 2023. وكانت آخر مرة اتحدت فيها المعارضة في 2019 لاطاحة حلفاء أردوغان في الانتخابات البلدية.
اتفق قادة المعارضة في تركيا الإثنين، بعد شهور من الجدل الحاد على ترشيح قائد الحزب العلماني الرئيسي لمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقررة في 14 أيار/مايو.
ويتضمن الاتفاق الهادف إلى تجنب تشتيت أصوات المعارضة على ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو على أمل إنهاء حكم أردوغان المستمر منذ عقدين.
وقال كيليتشدار أوغلو أمام حشد كبير من المؤيدين بعد انتهاء محادثات متوترة بين الأحزاب المعارضة استمرت ساعات، «كنا سنقضي على أنفسنا لو انقسمنا»، مضيفاً «سنعمل معاً على ترسيخ قوة الأخلاق والعدالة»، مضيفاً «نحن، بصفتنا تحالف الأمة، سوف نقود تركيا على أساس التشاور والتسوية».
وأكد الزعيم المعارض البالغ 74 عاماً والمتحدر من الأقلية العلوية، على أن «القانون والعدالة سيسودان».
ويخوض أردوغان اختباراً حاسماً في الانتخابات التي يعتبرها عديدون الأكثر أهمية في تركيا منذ إعلان الجمهورية قبل نحو قرن.
يحتاج الرئيس البالغ 68 عاماً إلى تجاوز عقبتي الأزمة الاقتصادية والزلزال المدمر في محاولته للبقاء في الحكم بعد أكثر من عشرين عاماً بالسلطة. فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن سباق الرئاسة سيكون محتدماً.
وقبل التوصل للاتفاق بدا أن مهمة أردوغان تيسرت قليلاً مع انسحاب واحدة من القادة الرئيسيين في تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب من محادثات الجمعة. واعتبرت ميرال أكشينار أن كيليتشدار أوغلو يفتقر إلى تأييد الرأي العام لهزم أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
وحضت السياسية المعارضة على ترشيح واحد من رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة المنتميين إلى حزب الشعب الجمهوري. والتقى كلاهما أكشينار الإثنين في محاولة لإقناع حزب الخير القومي الذي تتزعمه بالتراجع عن موقفه.
وصرح رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش للصحافيين بعد الاجتماع «أمتنا لا يمكنها تحمل الانقسام». بدوره، قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إن الحفاظ على التحالف «مهم خصوصاً في الأيام الصعبة التي تمر بها تركيا بعد الزلزال».

آمال اقتصادية 

كانت آخر مرة اتحدت فيها المعارضة لاطاحة حلفاء أردوغان في الانتخابات البلدية في العام 2019.
وحطمت قدرتها على استعادة رئاسة بلدية أكبر مدينتين في البلاد هالة أردوغان ومهدت الطريق لاحتمال عودة حزب مؤسس الدولة العلمانية مصطفى كمال أتاتورك إلى السلطة.
جادل كيليتشدار أوغلو سابقاً بأنه يجب على يافاش وإمام أوغلو البقاء في منصبيهما رئيسين للبلديتين لتجنب إجراء انتخابات جديدة يمكن أن تعيد أياً من المدينتين إلى إدارة حزب أردوغان.
واتفق زعماء المعارضة الستة في نص منفصل الإثنين على إبقاء الباب مفتوحا أمام تعيين يافاش أو إمام أوغلو نائباً للرئيس بمجرد اكتمال الانتقال إلى نظام جديد للسلطة.
يأتي ذلك في ظل تراجع تأييد الأتراك لأردوغان بعد أن اعتمد سياسة نقدية مخالفة للنهج الاقتصادي التقليدي في أواخر عام 2021 إذ قضى بخفض معدلات الفائدة بشكل كبير لمحاولة كبح التضخم.
وأدت سياسته إلى أزمة نقدية أتت على مدخرات المواطنين وأوصلت معدل التضخم السنوي إلى 85%.
عقب إعلان المعارضة، ارتفعت أسهم الشركات التركية وسندات يوروبوند على حد سواء وسط تزايد آمال مستثمرين في أن يتمكن المرشح المشترك من التغلب على أردوغان والعودة لتطبيق سياسات نقدية تقليدية بعد سنوات من الاضطرابات.
وتعهد كيليتشدار أوغلو بمنح البنك المركزي استقلاليته الكاملة مجدداً وحريته في رفع أسعار الفائدة في حال فوزه.

أردوغان يقدم الاعتذار 

لقيت طريقة تعامل الرئيس التركي مع الغزو الروسي لأوكرانيا إشادة وعززت التأييد له. إلا أن الزلزال الكارثي الذي وقع الشهر الماضي وأودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص في تركيا ونحو ستة آلاف في سوريا يهدد بإنهاء مسيرته السياسية.
اعترف أردوغان بأن حكومته كانت بطيئة في الاستجابة بالأيام الحاسمة الأولى للأزمة، وطلب من الناخبين قبول اعتذاره عن بعض التأخير في عمليات الإنقاذ.
ونفى الرئيس التركي الشائعات حول تأجيل الاقتراع إلى موعد أكثر ملاءمة له من الناحية السياسية. وقال الأسبوع الماضي «نحن لا نختبئ وراء الأعذار».
وأكد في اجتماع لمجلس الوزراء الإثنين «لن نرتاح حتى تُستأنف الحياة الطبيعية في منطقة الزلزال».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق