الاقتصادمفكرة الأسبوع

سلطنة عمان: «هيئة الدقم» تعد حزمة متكاملة من الحوافز والامتيازات والتسهيلات المشجعة للمستثمرين

أشاد السيد يحيى بن سعيد الجابري رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بما حققته السلطنة من نهضة تنموية في مختلف المجالات.
وقال في حديث خاص للعدد الأول من مجلة(الدقم الاقتصادية): إن السلطان قابوس بن سعيد هو رمز الوحدة الوطنية وقد حققت السلطنة في عهده العديد من الإنجازات كما حظيت بتقدير إقليمي ودولي. وأكد أن هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تستلهم من الفكر السامي خططها لتطوير المنطقة وجعلها أحد مرتكزات التنويع الاقتصادي، مشيراً إلى أن الهيئة أعدت حزمة متكاملة من الحوافز والامتيازات والتسهيلات المشجعة للمستثمرين في الوقت الذي تشهد فيه بيئة الاستثمار في المنطقة تنوعاً في المشروعات والمستثمرين، مؤكداً في الوقت نفسه حرص الهيئة على استقطاب الاستثمارات المحلية وقال: إن الهيئة حريصة على توفير بيئة مشجعة لاستثمارات القطاع الخاص.
وتطرق الجابري إلى رؤية الهيئة للمنطقة باعتبارها مدينة للمستقبل، وقال: إن الدقم مدينة متنوعة ليس في استثماراتها فقط وإنما أيضاً في ثقافات سكانها وخبراتهم، وبما أن الاستثمارات الموجودة في المنطقة تتنوع بين استثمارات صناعية وسياحية وتجارية فإن خبرات سكانها وميولهم وثقافاتهم متنوعة أيضاً، وهذا أمر جيد للغاية يساهم في نقل الخبرات إلى الأهالي ويساهم في تأسيس مدينة ستكون رمزاً للتعايش الثقافي والاجتماعي بين العديد من الجنسيات التي ستقيم في الدقم.
وأضاف قائلاً: إنه من خلال التوجيه الأبوي من السلطان وحرصه على متابعة مختلف جوانب الحياة في البلاد تمكنت السلطنة من تحقيق إنجازات عديدة في مختلف المجالات، كما تمكنت من بناء علاقات جيدة مع دول الجوار ومع مختلف دول العالم مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية.
وأشار إلى أن السلطنة أصبحت دولة عصرية ننعم فيها بالأمن والأمان والطمأنينة، وأصبحنا نفتخر بكل ما أنجزته في مختلف المجالات سواء في القطاع التعليمي أو القطاع الصحي أو القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية والزراعية ونحوها، كما أصبحت السلطنة بلدَ السلام والاستقرار، وقد أكسبت هذه السياسةُ الحكيمة السلطنةَ الاحترامَ والتقدير والثناء من مختلف دول العالم، كل هذه الإنجازات تضعنا في موقف المسؤولية للمحافظة على ما تحقق من إنجازات وذلك بالعمل الدؤوب كل في مجال عمله وتخصصه وأن نوظف مهاراتنا وإمكانياتنا لتحقيق الرفعة للبلاد والتطور والنماء.
وعن المشروعات وحجم الاستثمارات بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أوضح الجابري أن المنطقة تشهد تنفيذ مشروعات متنوعة بعضها تديره الهيئة وتشرف عليه، والبعض الآخر تشرف عليه الشركات الكبرى العاملة في الدقم، ولعل من أبرز المشروعات التي يتم تنفيذها بالمنطقة مشروع مصفاة الدقم وقد قامت الهيئة أواخر العام الماضي بتوقيع اتفاقية تمهيدية لمنح حقوق الانتفاع بالأرض لشركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية وقد قامت الشركة مؤخراً بإسناد مناقصة تمهيد الموقع الذي ستشيّد عليه المصفاة، كما تشهد المنطقة تنفيذ عدد من المشروعات المتعلقة بالبنية الأساسية كاستكمال الحزم المتبقية من ميناء الدقم والمطار والطرق وتنفيذ مشروع رصيف المواد السائلة والسائبة وتشييد 150 وحدة سكنية للأهالي وبناء المقر الرئيسي لهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وإنشاء الطريق الرئيسي الجديد لمركز ولاية الدقم بالإضافة إلى العديد من المشروعات الأخرى.
وقال: إن المشروعات التي يتم تنفيذها بالدقم تشمل أيضاً مجمّع سكن المقاولين وهو مشروع يهدف لتوفير سكن للعمال بدلاً من استخدام البيوت المتنقلة «الكرفانات» وتقوم بتنفيذ هذا المشروع شركة النهضة للخدمات وتستوعب المدينة العمالية حوالي 16 ألف شخص مع توفير مختلف التسهيلات لسكانها، وتقوم شركة تنمية الدقم بتنفيذ المرحلة الثانية من مدينة واجهة الدقم، فيما تعمل شركة المدينة العقارية على تشييد مجمع تجاري سياحي، وهناك استثمارات أخرى تقوم بها شركات محلية وأجنبية تم توقيع اتفاقيات انتفاع وتطوير معها خلال العام الجاري والأعوام السابقة في القطاعات التعليمية والصحية والتجارية والصناعية والخدمات اللوجستية وغيرها.
وأضاف: إن هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عملت على مواكبة طموحات المستثمرين في ما يتطلعون إليه من امتيازات وحوافز، فقامت بإعداد حزمة متكاملة من الحوافز والتسهيلات التي تشمل إعفاءات ضريبية تمتد لـ 30 سنة ميلادية قابلة للتمديد لفترات مماثلة كما تم تحديد فترة حق الانتفاع بالأرض لفترة تمتد في حدها الأقصى إلى 50 سنة ميلادية قابلة للتجديد لمدد مماثلة بالإضافة إلى تقديم العديد من التسهيلات عن طريق المحطة الواحدة التي تحرص على تذليل مختلف الصعاب والتحديات التي تواجه المستثمرين، بالإضافة إلى هذا فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تتميز بإطلالتها على بحر العرب وهو بحر مفتوح على المحيط الهندي وبالقرب من ممرات الملاحة الدولية والأسواق الرئيسية في آسيا وإفريقيا.
وقال: إن المنطقة تتميز بقدرتها على احتضان مشروعات متنوعة وفي قطاعات مختلفة، فهي ليست منطقة صناعية فحسب وإنما منطقة اقتصادية متنوعة الاستثمارات، فهناك مجال للمشروعات السياحية والترفيهية والعقارية والسكنية وإقامة المخازن وتشييد المستشفيات والمدارس الدولية والعديد من المشروعات الأخرى بالإضافة إلى المشروعات الرئيسية المتعلقة بالموانئ والأحواض الجافة والصناعات الثقيلة والبتروكيماوية؛ وكل هذه المشروعات تعطي المنطقة زخماً وتهيئها لاستقطاب مختلف المستثمرين. وأكد أن الهيئة تحرص على استقطاب الخبرات المحلية المؤهلة في هذا المجال ويتم نشر إعلانات التوظيف في الصحف المحلية وعلى الموقع الإلكتروني للهيئة لإتاحة المجال للتنافس أمام الجميع لاختيار أفضل  الخبرات المتوفرة في السوق ويتم تقويمهم من قبل شركة متخصصة قبل إجراء المقابلات الشخصية، كما تعمل الهيئة على استقطاب الخبرات الأجنبية المتخصصة وفي الوقت نفسه تعمل على اجتذاب الكوادر العمانية الشابة من خريجي الجامعات  للعمل في الهيئة.
كذلك تعمل الهيئة على تنمية مواردها البشرية من خلال الدورات التدريبية الداخلية والخارجية عالية المستوى. وقد أعدت في هذا المجال خطة طموحة تستهدف مختلف العاملين بالهيئة، مع الحرص على توفير بيئة عمل مشجعة ومناخ إيجابي لتنمية روح الإبداع والابتكار.
وقال: إن هناك ثلاثة أهداف رئيسية تركز عليها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. الهدف الأول يتمثل في تنويع مصادر الدخل الوطني من خلال استقطاب مختلف الاستثمارات إلى المنطقة خصوصاً في قطاع الصناعات الثقيلة والبتروكيماوية، وتعد مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية قاطرة تطوير وتوطين هذه الصناعات ووجودها بالدقم سيستقطب شركات عالمية ومحلية كبرى للعمل في المنطقة وبالتالي المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني، كما أن ميناء الدقم الذي يعد ميناء استراتيجياً بما يمتلكه من تجهيزات وإمكانيات مؤهل لاستقطاب خطوط ملاحية عديدة لتستخدم الميناء في حركتها التجارية بين الشرق والغرب، ومع ربط الميناء بمنظومة النقل المتعدد الوسائط بين الدقم ومختلف ولايات السلطنة وبالمدن الرئيسية بدول مجلس التعاون الخليجي سيحقق الميناء مكاسب عديدة للاقتصاد الوطني، أضف إلى هذا فإن الحوض الجاف الذي تديره شركة عمان للحوض الجاف – وهي شركة حكومية 100 بالمائة – تمكن خلال السنوات الماضية من بناء سمعة جيدة باعتباره أحد الأحواض الجافة التي تقصدها الشركات العالمية لإجراء الصيانة لسفنها، كما أن الحوض بدأ في نشاط آخر يعزز من إيراداته وهو تصنيع الهياكل الحديدية وتحويل السفن من استخدام إلى آخر.
وهناك العديد من المشروعات الأخرى في قطاعات السياحة والتطوير العقاري والخدمات اللوجستية والأنشطة التجارية وغيرها من القطاعات الأخرى التي ستكون رافداً جيداً للاقتصاد الوطني مع اكتمالها وبدء نشاطها، وقد لاحظنا خلال الفترة الماضية ازدياد عدد نزلاء الفنادق نتيجة لارتفاع عدد السفن التي تزور ميناء الدقم والحوض الجاف.
وأضاف أن الهدف الثاني هو توفير فرص العمل أمام الشباب، وهو نتيجة طبيعية لازدياد عدد المشروعات بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وحالياً فإن هناك نموا في أعداد العمانيين العاملين في المنطقة سواء في الهيئة وميناء الدقم والحوض الجاف أو في الشركات الأخرى العاملة في المنطقة والوحدات الحكومية الموجودة بالدقم. والهدف الثالث وهو تنمية محافظة الوسطى وهو ما يمكن الحديث عنه عندما نقارن ما تشهده المنطقة حالياً من حركة تجارية وسياحية ونهضة صناعية بما كانت عليه ولاية الدقم قبل بدء العمل في الميناء.
وأشار إلى أن الهدف من إنشاء المنطقة هو إيجاد قطب تنموي ينطلق من ولاية الدقم ليصل إلى مختلف ولايات محافظة الوسطى خصوصاً أن المحافظة تتميز بمساحة شاسعة تزيد على 79 ألف كيلومتر مربع في حين أن عدد سكانها بحسب
تعداد عام 2010 بلغ 42 ألف نسمة من بينهم 19 ألف عماني و23 ألف وافد، وهذه المساحة الشاسعة في ظل عدد سكان محدود تحتاج إلى التنمية من خلال إقامة مشروعات تعود بمكاسبها على مختلف الولايات وبما يمكّن السكان من الاستقرار في أماكن سكناهم، ولعل العقود التي وقعتها الشركات المحلية مع الهيئة أو مع الشركات الكبرى العاملة بالمنطقة تعبر عن أجزاء من هذا الهدف حيث مكنت هذه المشروعات الشركات المحلية من النمو والاستفادة من التنمية.
وقال: إن الفترة الماضية شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات للانتفاع بالأرض لمشروعات متنوعة من بينها مشروعات صناعية ترتبط بقطاعات المصافي والموانئ والأحواض الجافة كما تم أيضاً التوقيع على اتفاقيات للانتفاع بالأرض مع القطاع الخاص لتنفيذ مشروعات في مجال الصناعات المتوسطة والخفيفة والمشروعات السياحية والترفيهية والتجارية والخدمات اللوجستية، وهذا يسهم في تنويع بيئة الاستثمار في المنطقة لتصبح قادرة على اجتذاب مختلف المستثمرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق