حوار

ماذا يقول اللبنانيون عن الاتفاق النووي؟

بعد اشهر طويلة من المفاوضات الشاقة بين ايران والدول الست الكبرى في فيينا، تم التوصل الى اتفاق نهائي حول الملف النووي الايراني. فما هي انعكاسات هذا الاتفاق على لبنان؟ «الاسبوع العربي» الالكتروني استفتى مختلف الاحزاب اللبنانية وجاء بهذه الاجوبة.

ناجي غاريوس نائب التيار الوطني الحر
نتائج هذا الاتفاق بحاجة الى وقت حتى تتظهر. هذا الاتفاق نوقش بصعوبة خلال الاشهر الاثني عشر الاخيرة. فمن الطبيعي الا تتبدل الامور في لبنان وفي المنطقة بعد ساعات من احرازه. وفي الانتظار وعلى الصعيد اللبناني علينا ان نعمل على التفاهم على الاستحقاقات الداخلية. يجب ان نعلم ان رئيساً بدون لون او طعم لا يخدم مصلحة البلد. من جهة ثانية اكان هناك اتفاق ام لا، لا شيء يؤثر على المطالب المحقة للتيار الوطني الحر، والمساواة في السلطة. وحدهما الرئيس القوي والمساواة في السلطة بين الطوائف كفيلان بانقاذ لبنان. فلنبذل جهودنا في هذا الاتجاه دون ان نعتمد على الغريب ليقرر عنا.

انطوان زهرا نائب القوات اللبنانية
حزب الله سينطلق من مبدأ انه رابح وسيتصرف على هذا الاساس. اذاً سيكون اشد تصلباً في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية. وفي مجال اخر سيضع كل ثقله للمحافظة على الستاتيكو الداخلي، طالما هو منغمس في الحرب في سوريا. فهو يرغب في تجنب اي انهيار في التركيبة الداخلية التي تؤمن حالياً الحد الادنى من الاستقرار. وفي المقابل فهو يدفع حلفاءه للمطالبة بمؤتمر تأسيسي يؤمن له المزيد من السلطة السياسية، دون ان يتحمل مسؤولية مباشرة في هذا المطلب. وسيحاول اخذ الحد الاقصى من المكاسب بحجة انه اصبح حالياً ذا وزن بارز كطائفة وكمقاومة. ولكن هذا السيناريو ليس له حظوظ في النجاح لعدم موافقة الداخل على هذا الموضوع.

احمد فتفت نائب تيار المستقبل
هذا الاتفاق هو محطة استراتيجية في المنطقة. يمكن مقارنته باتفاقات كامب ديفيد. عندما وقعت هذه الاتفاقات اعتقد العالم ان السلام سيعم، ولكن في الواقع وقعت الحرب. فلا نتسرع في تقويمنا. ولننتظر في اي اتجاه ستسير السياسة الايرانية داخل البلاد: اذا كانت الكلمة الاخيرة للمحافظين ام لا، وما هو موقف ايران من تطورات المنطقة. الامور يمكن ان تتطور في اتجاهات مختلفة وستتوضح خلال ثلاثة اشهر. اذا قررت ايران الانفتاح على العالم وعلى المنطقة، سنشهد في لبنان انتخاب رئيس للجمهورية وربما مصالحة وطنية. اما اذا ارادت ايران تشديد قبضتها على بعض المفاصل التي تسيطر عليها فان حزب الله سيجد نفسه في وضع القوة. على كل حال قال النائب محمد رعد مهدداً: «ما قبل الاتفاق النووي ليس كما بعده». لننتظر ونر.

فادي هبر نائب الكتائب
من المؤكد ان ما بعد الاتفاق النووي لن يكون كما قبله بمعنى انه ما ان يبدأ رفع العقوبات الذي ربما يتم في مطلع العام 2016، سيسمح لايران بان ترتاح وتنفتح على العالم. وانا اعتقد ان الهدف الرئيسي لمبادرة الرئيس الايراني يكمن هنا. فايران الجديدة لا يمكنها ان تتحمل عودة كل هذه العقوبات. ومع هذا الاتفاق، وعلى الصعيد الخارجي فان دورها سيتعاظم اكثر. في لبنان، سيكون هناك حتماً تغيير. وانا اعتقد ان البلاد ستخرج من مرحلة الانتظار، ولكن الانعكاسات لن تكون سلبية لان كل القوى السياسية مدركة لتوازن القوى على الصعيد الشعبي والطائفي والمذهبي والعسكري… وهذا الواقع هو ضمانة الاستقرار لان اي قطب لا يمكنه ان يبسط سيطرته على البلاد. علينا الا نفوت الفرصة لتفاهم وطني شفاف وصادق لانه لا خيار اخر امامنا وهناك بعض الوعي السياسي عند الجميع.

صمت مطبق
حزب الله الذي اتصلنا به فضل عدم التعليق حالياً على هذا الموضوع. وكذلك هي الحال بالنسبة الى المسؤولين في حركة امل الذين فضلوا عدم التعليق على انعكاسات هذا الاتفاق على لبنان، بالرغم من ان رئيس المجلس نبيه بري متفائل كما يقولون، وهو ينتظر ان تترجم انعكاسات هذا الاتفاق على لبنان قريباً.
هاغوب بقرادونيان امين عام حزب الطاشناق ابدى رغبته للاسبوع العربي هو ايضاً بعدم اعطاء رأيه حول هذا الموضوع.
مسؤولو الحزب التقدمي الاشتراكي ادعوا انهم منشغلون بقضية النفايات في مطمر الناعمة. ولكن رئيس الحزب وليد جنبلاط اعطى رأيه لجريدة «الانباء» الاسبوعية، محللاً ان هذا الاتفاق ابرم بعد حوالي مئة عام على اساس اتفاقات سايكس بيكو «على رماد العالم العربي الغارق في الفوضى والقتل والتدمير».
«وعلينا الا نتجاهل، قال، بما ان مصالح القوى الكبرى التقت فاننا سنشهد تحالفات جديدة لمحاربة ما يدعى «الارهاب». لقد رسمت خطوط جديدة للشرق الاوسط وبجهل من العرب ودورهم في المنطقة.
مسؤولو المردة يبدو انهم هم ايضاً منشغلون بالنفايات ولكن رئيس التيار سليمان فرنجية اعلن لجريدة «السفير» انه ينتظر انعكاسات ايجابية على لبنان «اولئك الذين راهنوا على الخارج سيصبحون اكثر تعقلاً، ستظهر حلول تضع لبنان على الطريق الصحيح، ولكن هذا لا يعني اننا لن نمر بمراحل صعبة».

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق