دولياترئيسي

ارتياح عالمي بعد توقيع الاتفاق النووي مع ايران

رحب قادة العالم بالاتفاق النووي مع ايران الذي اعلن الثلاثاء في فيينا حيث تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما عن «اتجاه جديد» والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «تنفس الصعداء» في العالم، في حين قالت اسرائيل انها «غير ملزمة» بالاتفاق وبانها ستواصل الدفاع عن نفسها.

واقترح رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت منح جائزة نوبل للسلام للعام 2015 للمتفاوضين.
وقال الرئيس الاميركي ان الاتفاق يؤكد على نجاح الجهود الدبلوماسية المضنية ويوفر الفرصة لتطبيع العلاقات مع ايران.
واضاف «لقد اوقفنا انتشار الاسلحة النووية في المنطقة. تم قطع جميع الطرق المؤدية الى السلاح النووي».
وقال «هذا الاتفاق يوفر فرصة للمضي في اتجاه جديد علينا ان نغتنمها»، واعداً برفع العقوبات الاميركية عن ايران التي لا تزال العلاقات الدبلوماسية مقطوعة معها منذ 35عاماً. ولكنه حذر من انه اذا لم تحترم ايران التزاماتها فسيتم فرض «كل العقوبات» مجدداً.
ويعقد اوباما اليوم الاربعاء مؤتمراً صحافياً يخصصه للاتفاق النووي التاريخي. وقال المتحدث باسم الرئاسة جوش ايرنست ان اوباما سيرد في البيت الابيض على اسئلة الصحافيين في شان الاتفاق.
وكان رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون باينر ندد بالاتفاق النووي مؤكدا انه سيسعى مع اعضاء اخرين في الكونغرس بكل الوسائل لعرقلته.
من جانب اخر، قال بوتين ان الاتفاق هو «خيار قوي من اجل الاستقرار والتعاون (…) لقد تنفس العالم الصعداء». واضاف ان موسكو «ستفعل كل ما بوسعها» لضمان نجاح الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في فيينا ان روسيا «ستساهم في خطوات عملية من اجل تطبيق الاتفاق».
وقال لافروف ان «الاتفاق سيسهم في تحسين الوضع في الشرق الاوسط» واضاف «لدينا خطط كبيرة لتطوير قطاع الطاقة الايراني» حيث ستبني روسيا مفاعلات نووية جديدة وتنقل اليورانيوم قليل التخصيب الى ايران.
والهدف من اتفاق فيينا ضمان عدم قدرة ايران على انتاج السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها وربما تحسين العلاقات مع الغرب.
في المقابل، اعتبر نتانياهو الاتفاق «خطأ تاريخياً» واعلن ان اسرائيل «غير ملزمة بهذا الاتفاق مع ايران لان ايران ما زالت تسعى لتدميرنا»، واضاف «سنواصل الدفاع عن انفسنا».
وقال «تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا التي كان من المفترض ان تمنع ايران فيها من امتلاك القدرة على حيازة اسلحة نووية». واضاف «تعهدنا بمنع ايران من حيازة اسلحة نووية-وهذا لم يتغير» في ما اعتبر تهديداً مبطناً بضرب المنشآت النووية الايرانية.
وقال نتانياهو انه من خلال رفع العقوبات «ستتلقى ايران مئات مليارات الدولارات التي ستستطيع من خلالها تزويد التها الارهابية بالوقود».
واشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالاتفاق وقال «آمل واعتقد فعلاً ان هذا الاتفاق سيؤدي الى مزيد من التفاهم والتعاون حول العديد من التحديات الامنية الخطيرة في الشرق الاوسط».
ووصفت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى بانه «نجاح مهم للدبلوماسية الدولية»، داعية الى «تنفيذه سريعاً».
من جهته رحب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان بالاتفاق مؤكداً انه «بعد اكثر من عقد من المفاوضات الصعبة ابرمنا اتفاقاً تاريخياً يفرض قيوداً صارمة وعمليات تفتيش للبرنامج النووي الايراني».
واضاف «نأمل، ونتوقع ان يؤدي هذا الاتفاق الى تغيير كبير في العلاقات بين ايران وجيرانها والمجتمع الدولي».
وقال الرئيس الفرنسي فرتنسوا هولاند ان العالم «يمضي قدماً»، وحث طهران على مساعدة القوى الكبرى على انهاء النزاع السوري.
وقال هولاند «الآن سيكون لدى ايران قدرات اكبر على الصعيد المالي بما انه لن تكون هناك عقوبات، علينا ان نكون يقظين جداً بشأن ما ستكون عليه ايران».
واضاف «يجب ان تظهر ايران (…) في ما يتعلق بسوريا ان هذا البلد مستعد للمساعدة على انهاء هذا النزاع».
واعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان الاتفاق الذي وقع الثلاثاء بين طهران والقوى الكبرى «يشكل اختراقاً تاريخياً»، داعياً ايران الى الوفاء بالتزاماتها.
وراى رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي انه في الشرق الاوسط، المنطقة التي تشهد «تنامياً للارهاب، يظهر هذا الاتفاق امكان حل الازمات بالسبل السلمية».
ورحبت مدريد بالاتفاق علماً بانها تتراس لجنة العقوبات التي تستهدف ايران في الامم المتحدة، مؤكدة انها «ستسهر على التطبيق السليم لهذا الاتفاق».
كذلك، عبر وزير الخارجية التركي مولود شاويش اوغلو عن رضاه، معتبراً ان «رفع العقوبات سيساهم في الاقتصاد الاقليمي».
واعتبر نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك في انقرة ان الاتفاق «مهم وعلينا ان ندعمه».
من جهتها، انتقدت الحكومة الكندية المحافظة التي توفر دعماً غير مشروط لاسرائيل، الثلاثاء الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني معتبرة ان ايران لا تزال تشكل تهديدا للسلام.
وفي اول تعليق سعودي على الاتفاق، نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية تصريحاً مساء الثلاثاء لمصدر مسؤول جاء فيه «ان المملكة تشارك دول 5+1 والمجتمع الدولي باستمرار العقوبات المفروضة على إيران بسبب دعمها للإرهاب وانتهاكها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتسليح».
ومما جاء فيه ايضاً ان «المملكة كانت دائماً مع أهمية وجود اتفاق حيال برنامج إيران النووي يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال، ويشتمل في الوقت ذاته على آلية تفتيش محددة وصارمة ودائمة لكل المواقع، بما فيها المواقع العسكرية، مع وجود آلية لإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حالة انتهاك إيران للاتفاق».
واتهم المصدر المسؤول ايضاً ايران بـ «اثارة الاضطرابات والقلائل في المنطقة».
من جهته، وجه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح برقيتي تهنئة الى الرئيس الايراني حسن روحاني والمرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي «هنأهما فيهما بالاتفاق التاريخي الذي ابرم في فيينا».
وكان مصدر اماراتي مسؤول صرح لوكالة فرانس برس ان الاتفاق «يمثل فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة في العلاقات الاقليمية والدور الايراني في المنطقة، ويتطلب ذلك اعادة مراجعة طهران لسياساتها الاقليمية بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة».
واشار المصدر المسؤول بشكل خاص الى العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ورحب الرئيس السوري بشار الاسد بالاتفاق مؤكداً في برقيتي تهنئة ارسلهما الى قائد الثورة الاسلامية علي خامنئي ونظيره الايراني حسن روحاني «حققت الجمهورية الاسلامية الايرانية الانتصار العظيم بالتوصل الى الاتفاق النهائي مع مجموعة (5+1) بشان الملف النووي الايراني».
ورأى في البرقية التي وجهها الى خامنئي ان «توقيع هذا الاتفاق يعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ ايران والمنطقة والعالم واعترافاً لا لبس فيه من دول العالم بسلمية البرنامج النووي الايراني»، مشيداً باسمه وباسم الشعب السوري «بهذا الانجاز التاريخي».
ورحب بالاتفاق كذلك جيران ايران حيث اشادت افغانستان بالجهود الرامية الى «تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة»، في حين قالت باكستان ان تدابير بناء الثقة بشأن البرنامج النووي الايراني «نذير خير للسلام والامن في منطقتنا».
اما المعارضة الايرانية في المنفى فعبرت عن اسفها ازاء السماح لايران بتخصيب اليورانيوم.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق