سياسة عربية

بغداد تتسلم مقاتلات «اف 16» وتتقدم في الانبار

تسلمت بغداد الاثنين الدفعة الاولى من مقاتلات «اف 16» الاميركية التي ستدعم القدرات المحدودة لقواتها الجوية في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مع اعلانها تكثيف عملياتها العسكرية في محافظة الانبار.

ويعتمد العراق بشكل رئيسي في المواجهة ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من اراضيه منذ حزيران (يونيو) 2014، على الضربات الجوية للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، والذي اعلن اليوم ان مقاتلاته شنت 29 غارة الاحد في محيط الرمادي، مركز محافظة الانبار.
واعلنت وزارة الدفاع العراقية الاثنين «وصول 4 طائرات F16 الى قاعدة بلد الجوية»، على مسافة 70 كلم شمال بغداد، وهو ما اكده مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة.
وقال بريت ماكغورك، مساعد المنسق الاميركي للائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ان الطيارين العراقيين حطوا بمقاتلاتهم في العراق «بعد اعوام من التحضير والتدريب في الولايات المتحدة».
وابرم العراق مع الولايات المتحدة اتفاقا لشراء 36 مقاتلة من هذا الطراز. الا ان بدء تسليمها ارجىء العام الماضي بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة من البلاد في حزيران (يونيو).
ودفع تقدم عناصر التنظيم في مناطق قريبة من قاعدة بلد الى سحب المتعاقدين الاميركيين منها. واستعاضت واشنطن عن تسليم الطائرات، بنقلها الى قاعدة في ولاية اريزونا حيث يتدرب الطيارون العراقيون عليها.
وقضى احد هؤلاء، وهو ضابط برتبة عميد، الشهر الماضي اثر تحطم مقاتلته اثناء مهمة تدريب على التزود بالوقود في الجو.
وطالبت بغداد مراراً خلال الاشهر الماضية بتسريع تزويدها بالاسلحة لمواجهة التنظيم. وستعزز هذه المقاتلات القدرات الجوية العراقية التي تقتصر على عدد محدود من مقاتلات «سوخوي» الروسية التي تعاني من التقادم، وبعض المروحيات الهجومية وطائرات خفيفة مزودة بصواريخ.
وكان عطل في مقاتلة «سوخوي» ادى في السادس من تموز (يوليو) الى مقتل ثمانية اشخاص، بعدما سقطت احدى قنابلها على حي سكني في بغداد.
وكانت المقاتلة عائدة من مهمة في الانبار (غرب)، كبرى محافظات البلاد والتي يسيطر الجهاديون على مناطق واسعة منها، ابرزها مدينتا الرمادي مركز المحافظة، والفلوجة.
وتعرض محيط الرمادي الاحد لغارات مكثفة من الائتلاف الدولي.
واعلنت القيادة المشتركة للائتلاف في بيان الاثنين شنها «قرب الرمادي، 29 غارة جوية اصابت 67 موقعاً لداعش ودمرت آلة حفر عدد 2 وناقلة افراد مدرعة وسيارة لداعش»، وذلك من ضمن 38 غارة في العراق.
ويعد عدد الغارات من الاعلى منذ بدء ضربات الائتلاف في آب (اغسطس)، كما انه الاعلى قرب الرمادي منذ سقوطها بيد التنظيم في ايار (مايو).
واتت الضربات عشية اعلان القوات العراقية بدء عملية «لتحرير الانبار».
وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش ان «القوات الامنية (…) استطاعت ان تتقدم بشكل كبير وتحرر منطقتين هما البوشجل والشيحة الواقعتين في جزيرة الخالدية بين ناحية الصقلاوية ومدينة الرمادي».
واوضح ان هذا التقدم جاء بعد تطويق القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي الموالية لها، الفلوجة التي تعد ابرز معاقل التنظيم في الانبار.
واتى هذا التقدم بعد اعلان القيادة المشتركة للقوات العراقية انها بدأت الساعة الخامسة فجر الاثنين (0200 تغ) «عمليات تحرير الانبار»، وذلك بمشاركة الجيش والقوات الخاصة والشرطة والحشد الشعبي (المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية مسلحة) وابناء العشائر السنية.
وفي حين لم يحدد البيان «الاهداف المرسومة» للعملية، تباينت تصريحات المسؤولين حولها. ففي حين اشار ضباط الى ان الهدف هو استعادة الرمادي، اكد قياديون في الحشد الشعبي ان التقدم سيكون نحو الفلوجة.
وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيها انطلاق عمليات لتحرير المحافظة الشاسعة وذات الطبيعة الجغرافية الصعبة. وكان آخر هذه العمليات المعلنة في ايار (مايو)، بعد ايام من سيطرة الجهاديين على الرمادي.
وكان العبادي طلب من الحشد الشعبي بعد سقوط الرمادي، المشاركة في معارك الانبار، بعد انسحاب القوات الامنية من مواقعها في المدينة. وقال العبادي الشهر الماضي ان هذا الانسحاب لم يكن «مخولاً».
واطلع مجلس الوزراء في جلسته اليوم على «سير الاعمال العسكرية التي انطلقت اليوم لتطهير الانبار»، مؤكداً العزم على «تحرير جميع الاراضي».
وخلال الاشهر الماضية، تمكنت القوات العراقية بدعم من الائتلاف الدولي من استعادة مناطق سقطت بيد الجهاديين. الا ان التنظيم لا يزال يسيطر على اجزاء واسعة ويشن هجمات، بينها سلسلة تفجيرات في مناطق عدة في بغداد ليل الاحد، ادت الى مقتل 23 شخصا على الاقل.
وتبنى التنظيم في بيان الاثنين هذه الهجمات التي استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية، ومن بينها ثلاثة تفجيرات انتحارية وسيارة مفخخة.
وقالت مصادر امنية وطبية ان حصيلة التفجيرات التي وقعت في شمال بغداد وشرقها، هي ما لا يقل عن 23 قتيلاً و68 جريحاً.
الى ذلك، وثقت بعثة الامم المتحدة «44 الفاً و136 ضحية مدنية على الاقل» جراء النزاع في العراق منذ مطلع 2014. ويتوزع هؤلاء بين 14 الفاً و947 قتيلاً، و29 الفاً و189 جريحاً.
واقرت المنظمة الدولية بان العدد الفعلي قد يكون اعلى بكثير.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق