دولياتعالم

قادة منطقة اليورو يتوصلون إلى «اتفاق» جديد مع اليونان

توصل قادة دول منطقة اليورو إلى اتفاق بالإجماع على برنامج مساعدات ثالث لليونان، وبذلك تبقى في منطقة اليورو بعد مفاوضات عسيرة تواصلت حتى ساعات متأخرة من ليل الأحد – الاثنين.
 
بعد مفاوضات عسيرة تواصلت أسابيع، قررت منطقة اليورو بالإجماع بدء مفاوضات من أجل منح اليونان خطة مساعدة ثالثة بعدما وصل البلد على شفير الخروج من منطقة اليورو، حسب ما أعلن رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك صباح الاثنين.
وكتب توسك على موقع تويتر بعد مفاوضات ماراتونية استمرت 17 ساعة أن «قمة منطقة اليورو توصلت إلى اتفاق بالإجماع. كلنا مستعدون لبرنامج مساعدة لليونان عبر آلية الاستقرار الأوروبية، مع إصلاحات جدية ودعم مالي».
وقال مسؤولون إن قادة منطقة اليورو الذين يعقدون قمة طارئة طويلة بخصوص اليونان توصلوا إلى اتفاق.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل في تغريدة من كلمة واحدة على موقع تويتر «اتفاق».
وكتب المتحدث باسم الحكومة القبرصية على موقع التواصل الاجتماعي «يبدو أننا توصلنا لاتفاق».
ورداً على هذا الاعلان ارتفع سعر اليورو الى 1،1194 دولار قبيل الساعة 7،00 تغ.
من جهته كتب رئيس وزراء استونيا تافي رويفاس على تويتر محذراً ان «اوروبا قررت خريطة طريق وكل شيء يتوقف الان على تطبيقها».

17 ساعة من المفاوضات المتواصلة
واستمرت المفاوضات طوال الليل وحتى صباح الاثنين من اجل التوصل الى هذا الاتفاق الذي يعطي الضوء الاخضر السياسي لاطلاق مفاوضات حول خطة مساعدة ثالثة لليونان بقيمة تقدر ما بين 82 و86 مليار يورو على ثلاث سنوات، وذلك قبل ساعات قليلة على اجتماع حاسم للبنك المركزي الاوروبي.
وبعد اكثر من 17 ساعة من المفاوضات تخللتها اجتماعات على انفراد بين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس ورئيس مجلس اوروبا دونالد توسك، ارتسمت ملامح تسوية عند الفجر حول قائمة المطالب المفروضة على اثينا من اجل معاودة الحوار بغية مساعدة البلاد، مع طرح مسودة نص على قادة القمة الـ 19.
غير ان التسوية لم ترض السلطات اليونانية في وقت دعت الاف التغريدات حكومة اليسار الراديكالي برئاسة الكسيس تسيبراس اليسار الراديكالي الى مقاومة املاءات الدائنين.
وترفض اليونان ان يشارك صندوق النقد الدولي في تمويل خطة مساعدة جديدة، رغم مطالبة المانيا بذلك، كما ترفض فكرة انشاء صندوق خارج البلاد تودع فيه اصول يونانية بمستوى 50 مليار يورو لضمان تنفيذ عمليات الخصخصة التي وعدت بها اثينا.
وكتب رئيس الوزراء السلوفيني الذي كان اول من غادر بروكسل صباح الاثنين بسبب ارتباطات اخرى، في تغريدة ان الفارق في المواقف تقلص ولم يعد هناك سوى «مسألة واحدة» تنتظر تسوية.
وقال مصدر اوروبي ان الاطراف الاربعة «يعقدون اجتماعاً مغلقاً ولا نعرف شيئاً عما يقال في ما بينهم».
وان كان النص الذي تم طرحه عند الفجر لا ينص على خروج مؤقت لليونان من العملة الموحدة مثلما ورد صراحة في مسودة سابقة لوزراء المالية، الا ان هذا التهديد عاد الى الظهور لاحقاً على مر الساعات.
وما زاد من المخاوف انه حتى لو ان حكومة تسيبراس تراجعت ووافقت على الخطة، فهي ستواجه صعوبات في تسويقها لدى رأيها العام، بعدما وعدته برفض نهج التقشف واملاءات الدائنين، صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي.
الا ان الاصلاحات التي طالب بها الدائنون بدت اكثر تشدداً من تلك التي رفضها اليونانيون بنسبة فاقت 61% خلال استفتاء في 5 تموز (يوليو).
وللحفاظ على هامش تحرك اضطر تسيبراس الى التقرب من المعارضة مثيراً خلافات داخلية في حزبه سيريزا، ما يثير مخاوف من قيام ازمة سياسية جديدة.
وقال مصدر حكومي يوناني مبرراً هذه التنازلات «حين يكون هناك مسدس مصوب الى رأسك سوف توافق انت ايضاً».
وباتت الساعات معدودة لليونان بعدما فرغت خزائنها وبات اقتصادها على شفير الانهيار، في وقت لا تستمر البلاد الخاضعة لرقابة على الرساميل سوى بفضل المساعدات الطارئة التي يمنحها البنك المركزي الاوروبي لمصارفها المغلقة منذ 29 حزيران (يونيو).
الا ان البنك المركزي الاوروبي ينتظر «اشارة سياسية» ليبت في مواصلة المساعدات للاقتصاد اليوناني، بحسب ما افاد مصدر اوروبي مطلع على المحادثات.
وعلى الجبهة الاوروبية، اضطر رئيس الوزراء اليوناني الى بذل كل ما بوسعه لاعادة بناء الثقة التي انقطعت بين اليونان وشركائها على مر ستة اشهر من المفاوضات المضطربة.
كذلك شكلت المفاوضات حول مصير اليونان ضغطاً شديداً على باقي منطقة اليورو وعلى الاخص على العلاقات الفرنسية – الالمانية واتخذت قمة الاحد مند انطلاقها منحى مواجهة بين المانيا المتمسكة بخط صارم لا تزيح عنه وفرنسا الداعية الى موقف اكثر ليونة حيال اليونان.
واكد فرانسوا هولاند ان فرنسا «ستفعل كل ما بوسعها» لابقاء اليونان في منطقة اليورو.
اما انجيلا ميركل فاعتبرت انه من غير المطروح ابرام اتفاق «بأي ثمن» من اجل انقاذ اليونان مضيفة ان «القيمة الاهم المتمثلة بالثقة والقدرة على الوفاء (بالالتزامات) فقدت» مع اثينا.
وامضى قادة منطقة اليورو ساعات يبحثون في وثيقة وضعها وزراء مالياتهم تفرض على اليونان وصاية شديدة لقاء الحصول على خطة مساعدة مالية تكون الثالثة منذ 2010.

أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق