متفرقات

جبيل «تلم» مسيحيين ومسلمين في امسية رمضانية

في الليلة الثالثة من العشر الاواخر من زمن الصوم الاسلامي، اجتمع مسيحيون ومسلمون من جبيل وطرابلس وبقية المناطق اللبنانية ليحييوا معاً تقاليد وعادات شهر رمضان المبارك، وتأكيد القيم الانسانية الجامعة التي يقوم على اساسها العيش المشترك.

ففي اطار رسالته في ترسيخ قيم الديموقراطية وحوار الثقافات، وفي مناسبة شهر رمضان المبارك، اقام «المركز الدولي لعلوم الانسان» - جبيل (برعاية الاونيسكو) امسية رمضانية، في الحديقة عند السور الصليبي، في حضور ممثل وزير الثقافة المدير العام فيصل طالب ورئيس بلدية جبيل زياد الحواط ورجال دين وفاعليات، استعادت عادات وتقاليد من ذاكرة شهر رمضان الشعبية معروفة في طرابلس، ليتعرف عليها اكثر اهل جبيل المسيحيون.
احيت الامسية «جمعية فنون متقاطعة الثقافية» الطرابلسية، وتخللتها وصلات رائعة من فتلة المولوية ورقصة السيف والترس، وسرد الحكواتي باسلوبه الطريف قصة هذه العادات وأصلها، كذلك حضر المسحراتي ليوقظ الصائمين، وأدت «فرقة طرابلس التراثية للانشاد والفتلة المولوية» تواشيح واناشيد رمضانية، وعرض وثائقي أظهر التفاعل الاجتماعي بين اهالي جبيل وطرابلس والعادات التي يتشاركونها، والختام بالقدود الحلبية حيث ابدع المطرب جمال فخري وفرقته التي تضم مجموعة من الفنانين الحلبيين. وتذوق الجميع ضيافات رمضان من تمر وجلاب والقهوة العربية. وتميزت السهرة بمسابقة تبارى فيها المسيحيون وردوا على اسئلة تتعلق بالدين الاسلامي وعاداته.
هذه الامسية المميزة التي تقام للسنة الثانية على التوالي، واصبحت تقليداً سنوياً، بدأت بكلمة ترحيب من مدير «المركز الدولي لعلوم الانسان» الدكتور ادونيس العكره اكد فيها ان الهدف من اقامتها اثنان: الاول تحقيق اهداف الاونيسكو بتفعيل الحوار بين الثقافات والاديان، والثاني تعريف المسيحيين الجبيليين خصوصاً على تقاليد وعادات المسلمين الذين نعيش معهم»، معتبراً ان «الحوار بين الاديان يتجسد بالممارسة، وهذه الامسية هي نموذج وترجمة حقيقية للحوار الذي يتحقق بممارسة طقوس الاخر وتقاليده».
وتوجه اخيراً الى الشيوخ ورجال الدين لتصحيح صورة الاسلام المشوه في خطبة الجمعة بما لها من تأثير على المصلين، كما طالب شيخ الازهر، فتعم صورة الاسلام الحقيقي كل لبنان.
من ناحيته اعتبر مدير عام الثقافة فيصل طالب ان لهذه الامسية الرمضانية ثلاثة ابعاد: الاول روحي وتراثي في مشهدية الفرح التي نستعيد معها شيئاً من الذاكرة الجماعية والمخزون الثقافي يضاف الى فضيلة الصوم، والثاني الاحتفاء الجامع بالشهر الفضيل من قبل المجتمع المدني وهيئاته واطيافه المتعددة ما يعبر عن رقي الانتماء الى هذا الوطن واصالة التواصل والتفاعل بين ابنائه، والثالث رمزية المكان، جبيل مدينة العيش الواحد، الذي لم تهزه يوما الانواء والاعاصير، بل بقيت مثالاً يقتدى به وقيمة تختزل مبرر وجود لبنان في كونه مختبراً حقيقياً للحوار بين الاديان والثقافات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق