دولياتعالم

ايران تتهم الغربيين بتغيير مواقفهم

اتهم مسؤول ايراني كبير مساء الخميس الدول الغربية الكبرى بتغيير موقفها خلال المفاوضات في حين ان افاق اتفاق حول النووي ما زالت غير مؤكدة في اليوم الثالث عشر من المحادثات الجارية في فيينا.

وقال هذا المصدر مشترطاً عدم الكشف عن هويته «نلاحظ عدداً من التغييرات في المواقف حول عدد كبير من المسائل، مع الاسف» معتبراً ان «هذا الامر سيجعل الامور اكثر تعقيداً».
واضاف «كل بلد له خطوطه الحمراء… خط احمر للولايات المتحدة واخر لبريطانيا واخر لفرنسا او المانيا» رامياً الكرة في ملعب القوى العظمى.
واكد المسؤول الايراني «كنا نفضل عدم تخطي الموعد المحدد لكن هدفنا الاساسي هو الحصول على اتفاق جيد» مضيفاً ان «نهاية المحادثات ما زالت «مفتوحة» وتتوقف على «خيارات سياسية» تقدمها القوى العظمى. واضاف «بناء على هذه الخيارات فان اتفاقاً ما هو في متناول اليد».
وكانت الولايات المتحدة وايران اعلنتا انهما لا تريدان التسرع في ابرام اتفاق حول البرنامج النووي الايراني وان المفاوضات مستمرة، فيما اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس انه لن يبقى على طاولة المفاوضات الى الابد.
وقال كيري للصحافيين خارج الفندق الفخم الذي يستضيف المفاوضات في فيينا «نظراً الى ان العمل ينصب على مسائل تقنية بحتة وان الرهانات مرتفعة جداً، جداً، لن نستعجل ولن نتسرع بابرام اتفاق على عجل».
وفي الوقت نفسه، كتب نظيره الايراني محمد جواد ظريف على تويتر «نحن نقوم بعمل شاق، ولكن ليس على عجل. لن نغير الحصان في منتصف الطريق».
وفي ظهور قصير على شرفة قصر كوبورغ حيث تجري المفاوضات في فيينا، سئل ظريف عن طول فترة اقامته، فقال «طالما لزم الامر».
وحذر كيري «لن نجلس على طاولة المفاوضات الى الابد». واضاف «اذا لم تتخذ قرارات صعبة فنحن مستعدون تماماً لوقف هذه العملية».
وقبيل دقائق من تصريح كيري، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المفاوضات ستستمر الليلة. واضاف ان «الامور تسير في الاتجاه الصحيح. وفي هذه الظروف قررت البقاء هذه الليلة وصباح الغد وآمل ان نقطع الامتار الباقية»، مشيراً الى ان «هناك اشياء جيدة لكن لا تزال هناك نقاط صعبة تحتاج للتسوية».
وفي حال لم يتسلم الكونغرس نص الاتفاق صباح الجمعة بتوقيت فيينا (منتصف الليل بتوقيت واشنطن) فان ذلك سيطيل وقت موافقته عليه وربما يجعل هذه العملية اكثر تعقيداً.
واذا لم يحصل الكونغرس على نص الاتفاق في الوقت المحدد فان مهلة مراجعته ستتضاعف الى 60 يوماً ما يمنح معارضي الاتفاق المزيد من الوقت لرفضه. وخلال هذا الوقت لا يمكن للرئيس الاميركي باراك اوباما شطب العقوبات التي فرضها الكونغرس والتي تعد الاشد وقعاً على ايران.
واذا ما رفض الكونغرس الاتفاق فسيكون امام اوباما 12 يوماً للقبول بذلك او الاعتراض عليه. وبعد ذلك ستتاح للكونغرس فترة 10 ايام اخرى لرفض الفيتو بمعنى ان العملية باكملها ستستغرق 82 يوماً.
ويستند الاتفاق النهائي على الاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في نيسان (ابريل) وينص على ان تفكك ايران اجزاء كبيرة من بنيتها التحتية النووية لمنعها من امتلاك قنبلة نووية.
وفي المقابل سيتم رفع مجموعة العقوبات المشددة التي فرضتها الدول الغربية والامم المتحدة على ايران تدريجيا فور ان تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التزام طهران بوعودها.
من جانبها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني لمحطة سي ان ان «نحن قريبون جداً. ولكن اذا لم يتم اتخاذ القرارات المهمة والتاريخية خلال الساعات المقبلة فلن نحصل على اتفاق».
واضافت «من الواضح للجميع ان اتخاذ مثل هذه القرارات خلال اسبوع او اثنين او ثلاثة لن يصبح اسهل، وانما سيكون اكثر صعوبة للجميع».
وقال مصدر ايراني لوكالة فرانس برس ان الموعد النهائي صباح الجمعة الذي وضعه المشرعون الاميركيون لتلقي نص اي اتفاق نووي مع ايران «ليس مقدساً». وقال المصدر «بالنسبة الينا، لا تاريخ مقدساً اذا كان ذلك يعني التضحية باتفاق جيد».
ومن بين القضايا الشائكة في الاتفاق الذي سيكون معقدا للغاية، وتيرة وتوقيت رفع العقوبات، والتحقيق المتوقف بشان مزاعم حول جهود ايران لتطوير اسلحة نووية.
وتصر ايران كذلك على ادخال تغييرات على حظر الاسلحة الذي فرضته عليها الامم المتحدة وتخفيف القيود على بيعها للصواريخ، ما يثير قلق خصوم ايران في المنطقة.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق