سياسة لبنانيةلبنانيات

ثلاثة ملفات عرضها لودريان مقدماً النصائح دون الحلول الناجعة

المطالبة بتنفيذ القرار 1701 واقامة منطقة عازلة بين الحدود والليطاني

استمر امس تبادل الاسرى بين حماس والعدو الاسرائيلي، وسط وساطات ومحادثات شاقة، هدفها تمديد الهدنة الى اطول فترة ممكنة، على امل ان تنتهي بالاتفاق على وقف اطلاق النار، والبدء بمحادثات جدية هذه المرة لتنفيذ قيام الدولتين، وهو الحل الوحيد لاعادة السلام والاستقرار الى منطقة الشرق الاوسط. وفيما الاهتمام الدولي منكب على غزة، وما لحق بها من وحشية ارتكبها العدو ضد المدنيين، فان الاهتمام الدولي لا يغفل الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية الذي ينذر في حال تمددت الاشتباكات والقصف الى حرب اقليمية تكون كارثة على المنطقة كلها.
في هذه الاجواء بدأ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين والفاعليات السياسية، حاملاً معه ثلاثة ملفات تشغل الخارج وتقلق الداخل، بعد تعذر الوصول الى اتفاق بشأنها، وهي تحمل العناوين الاتية: رئاسة الجمهورية، قيادة الجيش والقرار 1701. وكما كان متوقعاً فان لودريان لا يحمل معه جديداً ولا يطرح اي مبادرة على من يلتقيهم، بل هو يستمع الى ارائهم ويكتفي بتقديم النصح. فبالنسبة الى رئاسة الجمهورية تراجع عن الطرح الفرنسي الذي ظهر في بداية الازمة، وكان منحازاً لفريق دون الاخر، بل انه هذه المرة يتبنى اقتراح اللجنة الخماسية فيقول بالخيار الثالث، بعد تعذر حصول سليمان فرنجية وجهاد ازعور على عدد الاصوات اللازم للفوز. وكان حريصاً على عدم طرح اي اسم، بل يترك للبنانيين التوافق على شخص مؤهل لشغل هذا المنصب، قائلاً ان اللجنة تدعم هذا التوجه. واقترح ان تعقد مشاورات بين الاطراف تمهد للاتفاق. وهذا طرح سابق، ولكنه تجنب ذكر كلمة حوار المرفوض من بعض الاطراف بالشكل الذي يقول به الفريق الاخر. وتبين ان المواقف لا تزال على حالها، وان تمسك الثنائي الشيعي بمرشحه، يقطع الطريق على اي محاولة لانهاء الازمة.
وفي ما يتعلق بقيادة الجيش، فقد بات واضحاً ان الدول الغربية واللجنة الخماسية تؤيدان بشكل واضح بقاء العماد جوزف عون على رأس المؤسسة العسكرية، نظراً للنجاح الذي حققه خلال تسلمه مسؤولياته بالاضافة الى نظافة كفه، وقد حاول البعض العزف على وتر الاتهام المغرض فباء بالفشل. وعلى الرغم من اقتراب موعد الشغور، ولم يبق امام المسؤولين سوى شهر واحد قبل الوصول الى الفراغ، الا ان التردد لا يزال قائماً، رغم ما تكشف من خلال الاتصالات ان معارضة التمديد للعماد جوزف عون سببه الثأر والنكايات لاغراض شخصية، لا تمت الى واقع القيادة باي صلة. وهذه السياسة التي يتبعها البعض هي التي تدمر البلد، وتمنع الاصلاح. وقد نوه لودريان باداء الجيش بعد لقائه العماد جوزف عون، مشيراً الى التحديات التي يواجهها، واكد استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية. وقد شكر قائد الجيش فرنسا على اهتمامها الدائم بالمؤسسة، وارسالها المساعدات له بصورة متواصلة واخرها المساهمات الطبية.
اما بالنسبة الى الوضع على الحدود الجنوبية فقد استحوذ على آلقسم الاكبر من المحادثات، نظراً لما يشكله من خطورة قصوى على البلد. فاي امتداد للحرب الى لبنان سيؤدي الى تدميره، خصوصاً في ظل الوضع الصعب الذي يعاني منه على مختلف الاصعدة. وسأل لودريان غداً اذا عقد مؤتمر سلام دولي فمن يمثل لبنان فيه. الا يكفي ان قمة عقدت في مصر، واجتماعات مهمة عقدت في الاردن وغيره وكان لبنان بعيداً عنها، في غياب رئيس للجمهورية؟ فان الحلول عندها ستأتي على حسابه. ورفض قول رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بان القرار ليس عنده، محملاً اياه المسؤولية. فهو صاحب السلطة وعليه الا يتخلى عن مسؤولياته. وطالب الموفد الفرنسي بالعمل بسرعة وجدية لتنفيذ القرار 1701 الذي تحمل الدولة اللبنانية مسؤولية تنفيذه، حتى وان خرقه العدو الاسرائيلي فليتحمل هو نتيجة افعاله. وقال ان اقامة منطقة عازلة من الحدود حتى الليطاني، تريح لبنان وتؤمن له الاستقرار وترغم الاحتلال على الكف عن خرق القرار الدولي.
هذه هي الملفات التي يطرحها لودريان على المسؤولين والفاعليات السياسية، مقدماً النصح بالتنفيذ دون ان يطرح مبادرة فاعلة تنهي هذه المشاكل. انها مجرد تمنيات لاقاه بمثلها رئيس الحكومة الذي قال نأمل ان تنتهي الحرب في غزة وما رافقها من اعتداءات اسرائىلية الى سلام بعد تجربة الهدنة، التي انعكست على واقع الجنوب، والاتجاهات الدولية تسعى الى وضع حل على اساس قيام الدولتين. وقال ان اولوية لبنان هي وقف العدوان على آلجنوب وعلى غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق