دولياترئيسي

سماع دوي انفجارات كبيرة في كييف مع دخول العاصمة الأوكرانية في حظر تجول لـ35 ساعة

واشنطن تزيد مساعداتها لاوكرانيا والمحادثات بين موسكو وكييف تستأنف اليوم

اشتد الهجوم الروسي على أوكرانيا الثلاثاء مع تنفيذها سلسلة ضربات على العاصمة كييف التي فرض فيها حظر تجول مطول إلى غاية الخميس. فيما زار رؤساء وزراء ثلاث دول أوروبية العاصمة الأوكرانية للتضامن مع المدينة ضد القنابل الروسية.

واشنطن تزيد مساعداتها

وستعلن الولايات المتحدة الأربعاء عن تقديم مساعدات جديدة بقيمة 800 مليون دولار إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة القوات الروسية التي تشدد حصارها على الرغم من محادثات جديدة بين كييف وموسكو وصفها الرئيس الأوكراني بأنها «أكثر واقعية».
وسيعلن الرئيس جو بايدن هذا الإعلان بعد خطاب عبر الفيديو لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الكونغرس الأميركي. وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أنه «في المجموع، سمح الرئيس بملياري دولار في مجال الأمن منذ بداية إدارة» بايدن.
وأضاف أن واشنطن زودت أوكرانيا خلال العام الماضي بنحو 2600 صاروخ جافلين مضاد للدبابات وأكثر من 600 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات.
ويفترض أن يتحدث زيلينسكي عند الساعة 13،00 بتوقيت غرينتش إلى أعضاء الكونغرس الذين يحثون الرئيس بايدن باستمرار على تصعيد اللهجة ضد روسيا.
ويتوقع أن يكرر زيلينسكي مطلبه إقامة منطقة لحظر الطيران فوق بلاده، وهو إجراء يؤيده عدد كبير من أعضاء الكونغرس لكن يرفضه الرئيس الأميركي حتى الآن.
وكان الرئيس الأوكراني قال لأعضاء البرلمان الكندي الثلاثاء «تخيلوا مدنكم تقصف وتطوّق»، مطالباً من جديد بفرض منطقة الحظر الجوي.
ويدعو برلمانيون أميركيون من الحزبين الرئيس بايدن إلى تسهيل تسليم طائرات ميغ-29 البولندية إلى أوكرانيا الذي رفضته واشنطن نهائياً.
وأكد زيلينسكي مجدداً أمام النواب الكنديين الذين صفقوا له وقوفاً لدقائق أن «الروس قتلوا 97 طفلاً حتى الآن» عبر قصف «مدارس ومستشفيات ومنازل».

«لحظة خطيرة»

على الرغم من هذه الدعوات للمساعدة، تصاعد القصف الروسي لمدن أوكرانية الثلاثاء خصوصا لكييف التي تشهد «لحظة خطيرة»، حسب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو.
وتشكلت طوابير طوال النهار أمام محلات السوبر ماركت حيث يقوم السكان بالتزود بالمؤن. وأكد أحد هؤلاء فلاد فولودكو (26 عاماً) «نحن صامدون».
وخلت كييف التي تحاول القوات الروسية محاصرتها من على الأقل نصف سكانها البالغ عددهم 3،5 ملايين نسمة منذ بدء النزاع في 24 شباط (فبراير).
وقالت السلطات المحلية إن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا وتم انتشال حوالي أربعين آخرين أحياء من مبنى سكني في حي غربي كييف في سفياتوشين بعد أن أدت غارة روسية إلى اندلاع حريق.
في ماريوبول المدينة الأخرى التي تتعرض للقصف في جنوب شرق أوكرانيا، ما زال الوضع سيئاً لكن حوالي عشرين ألف مدني تمكنوا من مغادرة هذه المدينة الساحلية الثلاثاء في أربعة آلاف سيارة، حسب الرئاسة الأوكرانية.
ووصف هؤلاء الفارون الرحلة بالشاقة، موضحين أنهم أجبروا خلالها على السير بعيداً عن الطرق لتجنب القوات ونقاط التفتيش الروسية، وفي حالة من الخوف الدائم من نيران العدو.

«سيارة محترقة»

قال ميكولا الذي فر من ماريوبول مع زوجته وطفليه «أثناء تقدمنا رأينا سيارة محترقة. أخبرنا الجنود أنها انفجرت مع امرأة بداخلها بعدما اصطدمت بلغم قبل ساعة من وصولنا إلى هناك».
وتعمل روسيا على توسيع هجومها ليشمل أوكرانيا بأكملها، مستهدفة غرب البلاد.
وبعد ضربات استهدفت قاعدة عسكرية بالقرب من بولندا الأحد، أدى قصف الإثنين لبرج تلفزيوني بالقرب من ريفنا (شمال غرب) إلى سقوط 19 قتيلاً، حسب السلطات المحلية الثلاثاء.
وفي أجواء القصف المكثف، يفترض أن تستأنف الأربعاء مفاوضات بين موسكو وكييف بدأت الثلاثاء، على أمل وقف القتال.
وأثار الرئيس الأوكراني بعض الأمل الثلاثاء بتأكيده أن المواقف أصبحت الآن «أكثر واقعية». لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن الأمر «ما زال يحتاج إلى مزيد من الوقت لاتخاذ القرارات لتكون في مصلحة أوكرانيا». وأكد أن أوكرانيا مستعدة للتخلي عن أي انضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في مبادرة حيال موسكو.
لكن ذلك لا يكفي لثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما يكشف بيان نشر بعد اجتماعه الثلاثاء مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وقال البيان إن بوتين «أكد (خلال هذه المحادثة) أن كييف لا تظهر التزاماً جدياً بإيجاد حلول مقبولة من الطرفين».

وساطة تركية

في الوقت نفسه تتواصل جهود الوساطة من جانب تركيا العضو في الناتو والتي رفضت الانضمام إلى العقوبات المفروضة على موسكو.
ويزور وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو موسكو حيث سيجري محادثات الأربعاء، ثم يتوجه إلى أوكرانيا الخميس سعياً لوقف إطلاق النار، بحسب أنقرة.
ويريد الغربيون أيضاً إعادة تأكيد وحدتهم والتزامهم إلى جانب أوكرانيا. ومن المقرر عقد قمة استثنائية للناتو مخصصة للنزاع في 24 آذار (مارس) في بروكسل، بالإضافة إلى قمة لقادة الاتحاد الأوروبي.
وستعقد قمة الحلف بحضور بايدن لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة «في كل الظروف» تجاه حلفائها حسب البيت الأبيض.
ولأنهم غير قادرين على التدخل عسكرياً استمروا في تشديد عقوباتهم.
سيحرم الاتحاد الأوروبي الأثرياء الروس القريبين من السلطة من السيارات الفاخرة والشمبانيا وغيرها من الأشياء الفاخرة، عبر حزمة رابعة من العقوبات دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء.
وحذت بريطانيا حذوهم بفرضها رسوما جمركية عقابية على الفودكا وتجميد أصول إضافية.

عقوبات مضادة

ردت موسكو بفرض عقوبات مضادة استهدفت جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والعديد من أعضاء حكومتيهما.
وتسعى روسيا أيضاً إلى تقديم مشروع قرار «إنساني» إلى مجلس الأمن الدولي يمكن أن يعرض للتصويت الخميس.
ويعبر النص الروسي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه عن «قلق عميق» لمجلس الأمن «إزاء التقارير التي تفيد بسقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال في أوكرانيا ومحيطها».
ومن غير المرجح أن يحصل النص على الأصوات اللازمة. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته إن هذا النص الذي «لا يدعو إلى إنهاء فوري للأعمال العدائية» هو «مزحة».
وستصدر محكمة العدل الدولية الأربعاء حكمها في إجراء أطلقته كييف يطلب من أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة أن تأمر موسكو بوقف غزوها لأوكرانيا على الفور.
وخلال ثلاثة أسابيع من الحرب، فر أكثر من ثلاثة ملايين شخص من أوكرانيا معظمهم إلى بولندا، حسب منظمة الهجرة الدولية، بينهم 1،4 مليون طفل أو «طفل واحد في الثانية عمليًا»، حسب صندوق الأمم المتحدة (يونيسف).

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق