رئيسيسياسة عربية

الاكراد يتصدون لـ «داعش» في سوريا مدعومين بغارات «غير مسبوقة» للائتلاف الدولي

مقتل حوالي 80 عنصراً من التنظيم منذ فجر الاحد غالبيتهم جراء غارات الائتلاف

تدور معارك طاحنة في شمال سوريا بين تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد الذين يحظون بدعم فعال من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، في حين تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بتكثيف الحملة ضد الجهاديين ولو استغرقت وقتاً.

وشن تنظيم الدولة الاسلامية هجوماً واسعاً الاثنين على عدد من القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة الاكراد بين محافظتي الحسكة والرقة، تلتها معارك عنيفة بين الطرفين، فيما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل حوالى ثمانين عنصراً من التنظيم منذ فجر الاحد غالبيتهم جراء عشرات الغارات التي نفذها الائتلاف الدولي.
وقال اوباما الاثنين في مقر وزارة الدفاع الاميركية حيث اجرى تقويماً مع القادة العسكريين للعمليات التي ينفذها الائتلاف منذ ايلول (سبتمبر) «نكثف جهودنا ضد قواعد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا»، مضيفاً «ستواصل ضرباتنا الجوية استهداف منشآت النفط والغاز التي تمول الكثير من عملياتهم. نحن نستهدف قيادة تنظيم الدولة الاسلامية وبناها التحتية في سوريا، مركز ثقل التنظيم الذي يضخ الاموال والدعاية حول العالم».
الا انه حذر من ان هذه الضربات ستستغرق وقتاً.

غارات غير مسبوقة
ونفذ الائتلاف الدولي في الايام الاخيرة غارات جوية غير مسبوقة على محافظة الرقة ملحقا اضرارا بالبنى التحتية والجسور التي يستخدمها تنظيم الدولة الاسلامية.
واعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاثنين ان هذه العمليات هدفت خصوصاً الى دعم تقدم القوات الكردية، مضيفاً «ان نجاح الاكراد على الارض» هو ما يبررها.
في الوقت نفسه، كان الاكراد يتصدون لهجوم واسع من تنظيم الدولة الاسلامية على خط ممتد من الريف الغربي لمحافظة الحسكة (شمال شرق) وصولاً الى مدينة عين عيسى في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الرقة.
وقال الناشط الكردي مصطفى عبدي لوكالة فرانس برس عبر الانترنت «غارات التحالف لها الدور الاهم والمحوري في المعارك».
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان تنظيم الدولة الاسلامية تمكن من الاستيلاء على مناطق عدة خلال «هجومه المباغت» امس، الا ان وحدات حماية الشعب الكردية مدعومة بغارات الائتلاف استعادت السيطرة عليها بعد ساعات.
واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «طائرات التحالف لعبت دوراً فعالاً في عملية استعادة السيطرة على بلدة وعشر قرى» كان دخلها التنظيم.
واضاف «الغارات لم تهدأ على مناطق عدة في الرقة منذ صباح امس»، مشيراً الى ان «المعارك العنيفة مستمرة اليوم على طول الخط الذي استهدفه الهجوم».
وفي حين يؤكد المرصد ان التنظيم سيطر على عين عيسى امس، وان المعارك تدور الثلاثاء عند اطرافها، يؤكد الاكراد ان اعداداً من الجهاديين تمكنوا امس من دخول المدينة، لكن وحدات حماية الشعب مدعومة بمقاتلين من فصائل عربية تمكنت من طرد العدد الاكبر منهم.
وقال عبدي الثلاثاء «لا تزال هناك جيوب يتحصن فيها التنظيم جنوباً» وتعمل قوات «بركان الفرات» على القضاء عليها.
وافاد المرصد السوري عن مقتل 78 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية منذ فجر الاحد في شمال سوريا في المعارك والغارات الجوية.

معارك حلب
وفي حلب (شمال)، تتواصل المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة على جبهتين غرب المدينة اشتعلتا الاسبوع الماضي اثر هجمات بداتها فصائل مقاتلة ضد قوات النظام.
وقال المرصد السوري الثلاثاء ان قوات النظام مدعومة بحزب الله اللبناني قامت اليوم بهجوم مضاد على مركز البحوث العلمية الذي استولى عليه تجمع فصائل باسم «غرفة عمليات فتح حلب» الجمعة، من دون ان تنجح في استعادته.
وكان مركز البحوث العلمية بمثابة ثكنة عسكرية لقوات النظام، ومن شان السيطرة عليه ان يزيل عائقاً مهما امام مقاتلي المعارضة في محاولة التقدم نحو الاحياء الغربية من حلب.
ومن ابرز الفصائل المقاتلة ضمن «غرفة عمليات فتح حلب» حركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية ولواء صقور الجبل.
وانضم هذا التجمع خلال الساعات الماضية الى «غرفة عمليات انصار الشريعة» التي تقاتل منذ الخميس الماضي الى شمال مركز البحوث العلمية ضد قوات النظام في محاولة للسيطرة على حي جمعية الزهراء حيث فرع المخابرات الجوية.
وافاد المرصد عن تجدد المعارك الليلة الماضية على هذا المحور بعد قتل 25 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في تفجير انتحاري نفذه مقاتل من جبهة النصرة قرب دار للايتام في الحي تتمركز فيه قوات النظام.
وكانت «غرفة عمليات انصار الشريعة» المؤلفة من جبهة النصرة وفصائل اخرى غالبيتها اسلامية تمكنت من السيطرة على بعض المباني في الحي الاسبوع الماضي قبل ان تتراجع تحت وطأة القصف الجوي لقوات النظام.
ومن شأن سيطرة مقاتلي المعارضة على جمعية الزهراء ان يجنب الاحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرتهم قصفاً مصدره فرع المخابرات الجوية ومحيطه، بالاضافة الى تأمين الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية الذي تستخدمه فصائل المعارضة للتنقل والامداد.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق