أبرز الأخباررئيسيسياسة عربية

مقتل 120 مدنياً في كوباني بايدي «داعش» خلال 24 ساعة

هجمات داعش «غير المتوقعة» على كوباني تهدف الى «تحويل انتباه الاكراد عن الرقة»

قتل ما لا يقل عن 120 مدنياً في كوباني (عين العرب) بايدي تنظيم الدولة الاسلامية منذ ان شن الجهاديون هجومهم المفاجىء الخميس على هذه المدينة السورية الكردية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد انه «استناداً الى مصادر طبية وسكان من مدينة كوباني فان 120 مدنياً اعدمهم تنظيم الدولة الاسلامية في منازلهم او قتلوا بقذائفه او برصاص قناصته» متهماً التنظيم بارتكاب «مجازره» في هذه المدينة الواقعة على الحدود مع تركيا.
وأضاف المرصد أن هجوم الدولة الاسلامية على عين العرب/كوباني، يعد ثاني أكبر مذبحة يرتكبها التنظيم ضد المدنيين في سوريا.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية قد شن هجوماً مباغتاً امس الخميس على مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا، وتمكن من دخولها مجدداً بعد هزيمته هناك قبل اشهر.
واضطر تنظيم الدولة الاسلامية في كانون الثاني (يناير) للانسحاب من مدينة كوباني التي كان احتل اجزاء واسعة منها اثر اربعة اشهر من المعارك تحت انظار وسائل الاعلام العالمية، فتحولت المدينة الصغيرة الى رمز لمواجهة الجهاديين.
وتمكن الاكراد آنذاك من دحر التنظيم بدعم من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي شن غارات جوية متواصلة ومكثفة على مواقع الجهاديين، ومن مقاتلين سوريين معارضين وآخرين عراقيين اكراد عبروا الحدود من تركيا لمساندة وحدات حماية الشعب التي تقاتل في كوباني.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون ان تنظيم الدولة الاسلامية بدأ فجر الخميس هجوماً مفاجئاً على مدينة كوباني (عين العرب) تخللته ثلاثة تفجيرات انتحارية في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا (شمال المدينة) وتقدم من الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «اندلعت على الاثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة حيث أمكن مشاهدة جثث في الشوارع»، مشيراً الى ان المواجهات مستمرة وعنيفة.
واوضح المرصد ان «عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا من التسلل بعد ارتدائهم لباس الوحدات الكردية ولواء مقاتل مساند له».
واكد التنظيم المتطرف في بيان انه شن هجوماً على مدينة «عين الاسلام» (الاسم الذي يطلقه على كوباني) بعد عدة عمليات انتحارية اسفرت عن مقتل عشرات «الكفار»، في اشارة الى وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال عبد الرحمن ان «مدنيين عدة استخدمون كدروع بشرية في منزل في جنوب المدينة».
وقال الناشط الكردي ارين شيخموس من جهته لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان الهجوم حصل «في الصباح الباكر، والجميع صائم، لذلك، لم يشعر بهم احد»، مؤكداً ان المهاجمين «دخلوا من تركيا عبر المعبر الحدودي وكانوا يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب الكردية».
كذلك اتهم الاعلام الرسمي السوري الجهاديين بدخول كوباني عبر تركيا.
ونفت انقرة ذلك بشكل قاطع مشيرة الى انهم «تسللوا من جرابلس في سوريا» على الحدود بين البلدين.
واكد مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان «لديهم الدليل القاطع» على ان الجهاديين لم يدخلوا كوباني من تركيا.


في الوقت ذاته، سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على قرية برخ بوطان الواقعة على بعد اكثر من عشرين كيلومتراً من كوباني لساعات قبل ان ينسحب منها بعد وصول تعزيزات كردية الى المنطقة.
الا انه رمى بالرصاص قبل انسحابه 23 شخصاً بينهم «اطفال ونساء وعجزة ورجال حملوا السلاح لمواجهة الجهاديين».
ووصف شيخموس الاعدامات بـ «المجزرة»، مشيراً الى «تخوف لدى الناس من حصول مجازر» اخرى.
وقال ان الهجمة على كوباني ومحيطها «انتقامية بامتياز من داعش لخسارته في الجبهات على يد القوات الكردية والجيش الحر».
ويعتبر المقاتلون الاكراد رأس الحربة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. فبعدما صدوه مرة اولى من كوباني في محافظة حلب، تمكنوا من استرجاع عدد كبير من القرى والبلدات في محيط المدينة، وصولاً الى السيطرة في 16 حزيران (يونيو) على مدينة تل ابيض في محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي.
وتلقى تنظيم الدولة الاسلامية ضربة كبيرة في تل ابيض الحدودية مع تركيا، اذ حرم من طريق امداد اساسي للسلاح والمقاتلين الى المنطقة.
ورأى الباحث في مركز «بروكينغز» في الدوحة تشارلز ليستر ان تقدم الاكراد الى مسافة 55 كيلومتراً تقريباً من مدينة الرقة دفع تنظيم الدولة الاسلامية الى «بدء هجوم مضاد».
وقال لفرانس برس ان هذه «الهجمات غير المتوقعة» تهدف الى «تحويل انتباه الاكراد عن الرقة».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق