سياسة لبنانية

سلام والسيسي: البلد من دون رئيس لا يستمر

اشار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره المصري ابراهيم محلب من القاهرة، الى ان «موضوع الارهاب يشكل هاجساً كبيراً عندنا ونعمل بتوجه بعيد المدى لتشجيع الاعتدال في وسطنا وفي شعوبنا وعقيدتنا واعمالنا لنتمكن من محاربة التطرف والارهاب».

أضاف: «في لبنان وفي ظل نظامنا الديموقراطي، هناك مساحة للاختلاف. وفي بعض الاحيان، تذهب هذه المساحة إلى تعطيل، وهذا أمر غير مريح وغير مفيد، وعلى كل القوى أن تدرك أن البلد من دون رأس لا يستمر، فهناك حكومة ائتلافية تحاول اليوم ملء الفراغ موقتا، ولكن نصر دائما على الدعوة الى انتخاب لاكتمال مناعة لبنان وقوته».

السيسي
وتوج الرئيس سلام زيارته للقاهرة بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، في حضور نظيره المصري ابراهيم محلب، قبل أن ينضم الى اللقاء الوفد اللبناني المرافق: وزراء الزراعة أكرم شهيب والسياحة ميشال فرعون والطاقة المياه أرتور نظريان.
وخلال اللقاء، جرى البحث في الأوضاع والتطورات الراهنة في المنطقة، وأبرزها الأزمة السورية ومساعدة لبنان في تحمل تداعياتها، لا سيما في ما يتعلق بأوضاع النازحين السوريين، وتم تأكيد الموقف المصري الداعي إلى مساندة الحل السياسي للأزمة السورية مع اولوية الحفاظ على الدولة السورية ذاتها. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية نقلاً عن الرئيس السيسي ان القوة العرية المشتركة ستدافع ولا تعتدي، وستحقق التوازن  المطلوب وستعمل على محاربة الارهاب.
وتطرقت المناقشات إلى ملف الرئاسة اللبنانية، وتم تأكيد الموقف المصري الداعي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لتحقيق الإستقرار.
كذلك، تناولت المحادثات ملف الإرهاب، وتم التشديد على دعم لبنان وجيشه في حربه ضد الإرهاب وتأكيد الموقف المصري الداعي إلى صياغة استراتيجية عربية لدحر الإرهاب ووقف إمدادات السلاح والمال للتنظيمات الإرهابية.

شيخ الازهر
وكان الرئيس سلام استهل زيارته الرسمية التي استمرت ليوم واحد، وهي الثالثة لمصر خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، بالإجتماع مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، على مدى ساعة، تم خلالها عرض الأوضاع في العالمين العربي والاسلامي، في ظل التطورات في العديد من الدول العربية وموجة التطرف التي ترفع شعارات دينية.
وبعد الاجتماع، أشاد سلام بـ «الجهد الكبير الذي يبذله شيخ الأزهر من أجل صياغة خطاب ديني معتدل والتصدي للارهاب والغلو واعتماد نهج التواصل والحوار في حل الخلافات».
ونوه بـ «الدور الذي تقوم به المؤسسات التعليمية والدعوية التابعة للأزهر في تعليم ونشر المنهج الاسلامي الوسطي في مواجهة الفكر المتطرف»، داعياً إلى «تعزيز هذا المنحى في العمل الدعوي لتحصين الشباب المسلم ومنعه من السقوط في فخ الحركات الارهابية».

مؤتمر صحافي مشترك مع محلب
والتقى سلام نظيره المصري حيث أجريا محادثات موسعة بين الوفدين اللبناني والمصري، وعقدا على أثرها مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وقال محلب: «نرحب بالأخ العزيز، رئيس حكومة لبنان والوفد المرافق، وأستطيع أن أقول إنه لقاء أشقاء، فالعلاقة بين مصر ولبنان مستمرة وشعباهما تربطهما علاقات تاريخة ومصير مشترك».
أضاف: «لقد تبادلنا الآراء حول القضايا والتطورات في المنطقة، وتحدثنا عن الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان والضغوط الواقعة على هذا البلد حكومة وشعباً من خلال النزوح السوري. كما تطرقنا الى موضوع الإستقرار في المنطقة، فمصر تقف بجانب لبنان وأمنه».
وتابع: «تحدثنا عن أهمية التوافق الوطني، ونأمل تماسك الشعب اللبناني، فمهما اختلفت الطوائف هناك وطن وجيش يحمي هذا الشعب، وهناك راية الجميع يلتف حولها».
وعن الفراغ الرئاسي، قال محلب: «نأمل ملأه، وأن يتم انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، ومصر تقف بجانب لبنان بكل إمكاناتها. لبنان يعطي المثل الرائع للتعايش بين أبناء الوطن. وتماسك هذا البلد من أهم المواضيع التي نؤكدها في المنطقة التي تمر في تحديات. ثم تحدثنا عن شق التعاون، وأكدنا ضرورة إنعقاد اللجنة المشتركة التي لم تنعقد منذ عام 2010 . وبحثنا أيضاً في العلاقات التجارية وسبل تطويرها بين البلدين من جراء الإستثمار بينهما، وتحدثنا عن التبادل في مجال الزراعة والطاقة والسياحة، وشكرنا الرئيس سلام على رعاية لبنان للعمالة المصرية، ونتمنى كل الخير للبنان وشعبه».
من جهته، قال سلام: «نحن اليوم في زيارتنا لمصر الحبيبة وأم الدنيا لقلب العروبة النابض، نأتي من لبنان بإندفاع ورغبة وشوق لأننا ننطلق من تاريخ عريق وتراث في العلاقة اللبنانية – المصرية، نعول عليه وننطلق منه لتمتين العلاقة وتعزيزها. كان لي في صبيحة هذا اليوم شرف لقاء القائد الأمين لمصر الرئيس السيسي الذي استمعت منه الى كثير مما يجول في ضميره وعقله وقلبه على مستوى مواجهة التحديات الكبيرة التي يعمل جاهدا للتصدي لها، خصوصاً في ما له علاقة مباشرة بقوة مصر وعزتها».
أضاف: «هناك تحديات كثيرة في الخارج، ونحن في لبنان في وسطها، نتفاعل معها ونحصد في بعض الأحيان من تأثيراتها السلبية، خصوصاً في ظل أوضاع بعض بلداننا العربية، وهي اوضاع مقلقة ومزعجة، ولا تساعد أحداً على العبور بالشعب العربي في أرجاء هذه المعمورة كافة، في هذه الظروف الصعبة، بإطمئنان وثبات».
وتابع: «نعم، هناك أوضاع مقلقة، واطلعت من خلال استماعي إلى الرئيس السيسي على الإستيعاب الكبير في مصر لهذه الأوضاع، وأخذهم بالإعتبار دائماً وضع لبنان الخاص، النموذح الحضاري في التعايش، والإستمرار في البقاء، رغم ما يواجهه من أخطار».
وأردف: «أكد الرئيس السيسي الكلام الذي سمعناه من رئيس الحكومة المصرية، ومفاده أن مصر مع لبنان شعباً وجيشاً وقضية ليستمر منيعاً وقوياً. ومن أجل ذلك أيضاً، لا بد من وضوح الرؤية في مواجهة التطورات العربية والإقليمية، ولكن ايضاً لا بد من التزود بما ينطلق منه الإنسان والشعوب والدول من مناعة ذاتية لمواجهة هذه التحديات. فهذه المناعة في مصر اليوم تتمثل بنهضة اقتصادية وإنمائية وعمرانية وإستثمارية طموحة وجريئة، تتصدى لأولى أوجاع وآلام هذه الأمة في مصر وتحاول ليلاً ونهاراً بجهد لا يتوقف، ونتابعه جميعاً، خصوصاً على مستوى الحكومة المصرية ورئيسها، التي لا تغفل ولا تنام في محاولة مستمرة للتصدي للحاجات الإنمائية والإقتصادية لمصر».
وقال: «إنها ورشة كبيرة مقبلون على تتويج مرحلة من مراحلها قريباً في هذا المشروع الناجح والكبير، وهو توسعة قناة سويس، الذي أبرز ما فيه أنه تم في فترة قياسية وبإرادة مصرية بحتة بقيادة الرئيس السيسي، التي هي الضمان لمصر وللشعب العربي. فنحن نحيي هذا الإنجاز، ونسعى في لبنان الى التكامل مع مصر والمنحى الانتاجي فيها لنستفيد ايضاً. هناك قدرات حيوية لبنانية تتمثل بطاقات عديدة علينا ان ندعمها ونرفدها وفي مصر بالذات، حيث للاستثمار اللبناني حصة كبيرة، ونشكر مصر على احتضان المستثمرين اللبنانيين وتشجيع المزيد من الاستثمارات. وهناك أيضاً استثمارات لمصريين في لبنان نتمسك بها، ونحاول توفير الاجواء الفضلى لتتقدم بما ينعكس فائدة علينا جميعاً».
أضاف: «لا بد من القول إن هناك قطاعات معينة بحثنا فيها أشار اليها محلب، وهي الزراعة والطاقة والسياحة، إضافة إلى أمور أخرى ستتابع لتأمين مستلزماتها لمساعدة لبنان على مواجهة التحديات الاقتصادية في هذه المرحلة الصعبة. وأعرب عن سعادتي إذ أتيحت لي فرصة تمضية ساعات في رحاب هذه الامة، ونتطلع الى ان تكون مصر قوية ونعتز بذلك. ونحن ومصر نعتز بكل ما يمكن ان ينجز في اطار تدعيم كرامة شعبنا في لبنان ومصر والامة العربية».
وتابع: «لا بد من ذكر أن موضوع الارهاب هو هاجس كبير عندنا، ونعمل بتوجه بعيد المدى لتشجيع الاعتدال في وسطنا وشعوبنا وعقيدتنا وأعمالنا لنتمكن من محاربة التطرف والارهاب، الى جانب المواجهات العنفية التي نراها، ولا تأتي الا بمزيد من الخراب على شعوبنا».

حوار
ورداً على سؤال، قال الرئيس سلام: «في ظل هذه الفترة الطويلة التي مرت وعجزنا عن انتخاب رئيس، ففي لبنان في ظل نظامنا الديموقراطي، هناك مساحة للاختلاف، وفي بعض الاحيان تذهب هذه المساحة الى تعطيل، وهذا أمر غير مريح وغير مفيد، وعلى كل القوى أن تدرك ان البلد من دون رأس لا يستمر، فهناك حكومة ائتلافية تحاول اليوم ملء الفراغ مؤقتاً، ولكن نصر دائماً على الدعوة الى انتخاب لاكتمال مناعة لبنان وقوته».
أضاف: «إن موضوع السياحة اخذ قسطاً من البحث، وستكون هناك جهود كبيرة في هذا الاتجاه، وسفارة مصر تبذل جهوداً مع شركات السياحة في لبنان، وهذا سيحصل ايضا في مصر. وبالنسبة إلى الارقام التي بين ايدينا، فإن أرقام السياح بين البلدين تتقدم وتتعزز ونأمل ازدياد هذا الاتجاه».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق