أبرز الأخبارسياسة عربية

محادثات السلام اليمنية تنطلق في جنيف بحضور الحوثيين

تنطلق في جنيف محادثات سلام بين ممثلين عن الحكومة اليمنية في المنفى ووفد من المتمردين الحوثيين، برعاية الأمم المتحدة. تهدف المحادثات في مرحلة أولى إلى إرساء هدنة إنسانية.

افتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون محادثات السلام اليمنية في جنيف الاثنين بالدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بعد ليلة قصفت خلالها طائرات التحالف العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وقتل ما يزيد عن 2600 شخص منذ أن بدأ التحالف العمليات العسكرية في آذار (مارس) الماضي لوقف تقدم الحوثيين المدعومين من إيران إلى عدن، ودعما للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان موجودا في المدينة الساحلية في ذلك الحين.
وقال بان كي مون إن الهدنة التي دعا إليها بمناسبة بدء شهر رمضان يجب أن تستمر لأسبوعين على الأقل للسماح بدخول المساعدات الأساسية للبلاد.
وصرح بان كي مون «إن بقاء اليمن ذاته اليوم على المحك. في الوقت الذي تتشاحن فيه الأطراف المختلفة، يحترق اليمن».
لكن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبدالله استبعد احتمال التوصل قريباً لوقف لإطلاق النار. وأكد الوزير في جنيف «إذا استمر احتلالهم (الحوثيين) لليمن وإذا واصلوا قتل الأبرياء واستمروا في تدمير كل شيء، فأي وقف لإطلاق النار يمكن التوصل إليه؟».
وأكد رياض ياسين عبدالله من جهة أخرى أن الحكومة المقيمة بالمنفى ربما تدرس هدنة «محدودة» إذا وافق الحوثيون على الانسحاب من مدن بينها عدن وتعز وإطلاق سراح أكثر من ستة آلاف سجين.

تباين الأسباب وراء تأخر طائرة وفد الحوثيين في جيبوتي
وبينما كان ممثلون عن حكومة هادي في جنيف من أجل المفاوضات، اضطرت الاثنين طائرة تحمل وفودا قادمة من صنعاء، بينها وفد الحوثيين، للهبوط في جيبوتي حيث قالت مصادر سياسية يمنية إن مصر رفضت السماح لها بعبور مجالها الجوي.
وانتقد متحدث حوثي الأمم المتحدة لفشلها في التصدي لما وصفه «إعاقة واضحة وموقف أهوج» لمنع الوفود من الوصول لمقر المحادثات.
وقال في صفحته على فايسبوك إن الفريق غادر إلى جنيف بعد تدخل سلطنة عمان «لتأمين مسار الرحلة»، وطلب من الأمم المتحدة «إدانة هذا التصرف الساعي إلى عرقلة جهودها في عقد المشاورات السياسية».
واستضافت عمان، التي تقف على الحياد في النزاع، محادثات بين الحوثيين والأمم المتحدة مهدت الطريق لاجتماع جنيف.
ونفى مسؤولون في قطاع الطيران المدني المصري أي اعتراض لمصر على عبور وفد الحوثيين للمجال الجوي للبلاد.

لا مؤشرات على احتمال التوصل لاتفاق بين الأطراف المتنازعة
ومن المتوقع أن تستمر مفاوضات جنيف يومين أو ثلاثة حيث سيتنقل المبعوث الأممي الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بين الوفود في محادثات منفصلة.
وقال محللون إنه لا توجد حتى الآن مؤشرات تذكر على استعداد أي من الطرفين – سواء الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح أو هادي الذي يتخذ حالياً من الرياض مقراً – للتوصل إلى حل وسط.
وقالت السعودية – مثلما تقول حكومة هادي – إن مفاوضات جنيف ينبغي أن تركز على تطبيق قرار لمجلس الأمن الذي يطالب بانسحاب الحوثيين من مدن استولوا عليها منذ العام الماضي.
ودعا بان كي مون كذلك إلى انسحاب القوات المسلحة من المدن قائلاً إن القتال يعزز وضع إسلاميين متشددين.
وقال «ببساطة لا يمكن أن تتحمل المنطقة جرحاً نازفاً آخر كما هو الحال في سوريا وليبيا».
وبينما أيدت الدول الغربية إلى حد كبير الحملة الجوية كسبيل لدفع الحوثيين للجلوس إلى مائدة التفاوض، فقد بدأت مؤخراً في الضغط من أجل الموافقة على هدنة إنسانية للسماح بدخول المساعدات وللتفاوض.
وبدأت الأزمة حين استولى الحوثيون على صنعاء في أيلول (سبتمبر) الماضي، وقالوا حينها إنهم يرغبون في القضاء على الفساد والتمييز. وفر هادي إلى عدن في شباط (فبراير) ومنها للسعودية حين اقتربت قوات الحوثيين من المدينة الجنوبية.

فرانس 24 / رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق