أبرز الأخبارسياسة عربية

اليمن: المتمردون غادروا الى جنيف والمحادثات تبدأ اليوم

غادر وفد من المتمردين اليمنيين العاصمة صنعاء الاحد متوجهاً الى جنيف للمشاركة في محادثات السلام التي ترعاها الامم المتحدة، فيما سيطرت قواتهم على عاصمة محافظة الجوف الشمالية المحاذية للحدود السعودية.

وبعد التأخير المتكرر لتوجههم الى جنيف، غادر وفد المتمردين العاصمة صنعاء على متن طائرة تابعة للامم المتحدة متوجها الى المدينة السويسرية حيث ستعقد المحادثات الاثنين، بعد تأجيلها ليوم واحد.
وكان المتحدث باسم الامم المتحدة احمد فوزي اصدر بياناً قال فيه ان الاثنين سيشهد «مشاورات اولية» بين طرفي النزاع في قاعتين منفصلتين، على ان يقوم الموفد الاممي الخاص الى اليمن اسماعيل ولد شيخ احمد بالتنقل بينهما «آملاً في جمعهما معاً».
واضاف البيان ان «الامم المتحدة تدعو الاطراف السياسيين في اليمن الى المشاركة في مشاورات حسن النية هذه، من دون شروط مسبقة وفي اجواء الثقة والاحترام المتبادل».
ودارت خلافات شكلية مهمة في الايام الاخيرة بين الاطراف، ففيما تصر الحكومة المعترف بها دولياً على ان تكون المحادثات بين فريقين «الشرعية والانقلابيين»، يصر الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح على ان تكون المحادثات متعددة الاطراف على اساس التمثيل في الحوار الوطني اليمني السابق.
واصدر مبعوث الامم المتحدة لليمن السبت بياناً اكد فيه ان المحادثات ستكون على اساس التمثيل الذي اعتمد اثناء الحوار الوطني وفي اتفاق انتقال السلطة، اي ان يفصل بين الحوثيين وحزب صالح، وان يفصل ايضا بين الاطراف والاحزاب الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
الا ان البيان اغضب على ما يبدو معسكر الحكومة اليمنية، ووزع مكتب وليد الشيخ احمد الاحد بياناً جديداً رحب فيه بقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي تشكيل وفد موحد للاطراف الموالية له.
ومن جهتها، اصدرت الاطراف الموالية لهادي التي باتت موجودة في جنيف، الاحد من المدينة السويسرية بياناً اكدت فيه ان الوفد الموالي لحكومة هادي «قدم الى جنيف ملبياً لدعوة الامم المتحدة في الوقت المحدد وبروح ايجابيه منفتحة… ملتزماً بتفاصيل ما اتفق عليه في ان اللقاء التشاوري في جنيف بين طرفين هما السلطة اليمنية وطرف الانقلابيين».
واضاف البيان «ان اي مواقف معلنة تخالف ذلك لا تعد مقبولة».
وفي 26 اذار (مارس) الماضي، اطلق تحالف عربي بقيادة السعودية عملية عسكرية جوية لمنع المتمردين من السيطرة على اليمن بكامله، ولاعادة «السلطة الشرعية» المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي الموجود في الرياض.
واستولى الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية لصالح على العاصمة صنعاء في شمال اليمن في كانون الثاني (يناير) ثم توجهوا الى الجنوب حتى دخلوا في 26 اذار (مارس) عدن التي كان هادي لجأ اليها قبل ان ينتقل الى السعودية مع باقي اعضاء الحكومة.
وللمرة الاولى منذ التدخل السعودي، سيلتقي اطراف النزاع الاثنين في جنيف من اجل السعي للخروج من المأزق.
ويضم وفد المتمردين الذي غادر الى جنيف، خمسة اشخاص، بينهم حوثيان شيعة وعضوان في حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحسب ما قال مسؤول ملاحي ومصدر مقرب منهم لوكالة فرانس برس.
واشار المصدر المقرب من الحوثيين الى ان زعيم حزب الحق الشيعي المعارض حسن زيد من ضمن المشاركين في الوفد. واضاف ان ممثلين اخرين عن الحوثيين توجها الى جنيف ايضاً عن طريق سلطنة عمان.
وكان مقرراً ان تبدأ المحادثات الاحد، لكن الامم المتحدة اعلنت ارجاءها الى الاثنين بسبب تأخر وصول احد الوفود الى جنيف.
وكان مندوبو الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام رفضوا السبت الصعود على متن طائرة للامم المتحدة كانت ستنطلق من صنعاء الى جنيف لانها كانت ستتوقف في جيزان في السعودية.
وسيشارك الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون في افتتاح المحادثات صباح الاثنين قبل ان يعود الى نيويورك. وسيجري بعد ظهر الاحد بعض المشاورات في جنيف.
وقال احمد فوزي ان «ما يقلقه هو الكارثة الانسانية الكبيرة»، معرباً عن امل الامم المتحدة في ان «يلتزم الاطراف هدنة انسانية» خلال المحادثات التي ستستمر ثلاثة ايام.
وميدانياً، استولى التمرد الحوثي الاحد على كبرى مدن محافظة الجوف في شمال اليمن، القريبة من الحدود السعودية، كما افاد شهود.
فقد استولى المتمردون المدعومون من ايران والذين تمكنوا من السيطرة على مناطق عدة منذ دخولهم العاصمة صنعاء في ايلول (سبتمبر)، على الحزم كبرى مدن محافظة الجوف، من دون ان يواجهوا اي مقاومة، كما ذكر سكان ومصادر بين المقاتلين المحليين المعادين لهم.
وقال مبارك العبادي، المقاتل في المقاومة الشعبية التي تضم القوى المعارضة للحوثيين، «حصلت مقاومة قليلة. ونجح الحوثيون في السيطرة على المدينة والمجمع الحكومي المحلي».
واوضح سكان ان المتمردين الزيديين استفادوا من الخلافات بين القبائل المسلحة التي كانت تدافع عن مدينة الحزم.
ويعد شمال اليمن في الاساس المعقل الرئيسي للحوثيين، لا سيما محافظة صعدة على الحدود الجنوبية للمملكة.
وقد اعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن 2584 شخصاً قتلوا في النزاع في اليمن حتى السابع من حزيران (يونيو) في حين اصيب نحو 11 الفاً اخرين بجروح.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق