رئيسيسياسة عربية

اولويتان عند جنبلاط: حماية دروز سوريا وتهدئة اللعبة في لبنان

سرت تقديرات ومعلومات بشأن إخلاء مدينة السويداء السورية من الجيش السوري، الأمر الذي دفع بالنائب وليد جنبلاط الى التواصل من خلال موفديه مع جهات عربية وإقليمية لتوفير الحماية لها وتحييدها عن الصراع العسكري في سوريا. فقد أوفد جنبلاط قبل أيام الى الأردن ثم الى تركيا الوزير وائل أبو فاعور من أجل درس التطورات المتلاحقة في جبل العرب حيث السكان في غالبيتهم من الدروز، في ضوء انسحاب قوات النظام السوري من المنطقة وانتقالها الى أمكنة أخرى. ثم عاد النائب جنبلاط وأوفد الوزير أكرم شهيب الى عمان لإجراء محادثات مع المسؤولين الأردنيين تناولت التطورات في المناطق المحاذية للحدود الأردنية.
يحذر جنبلاط من الخطر المحدق بأهل السويداء، ويدرك أن مواقفه المعارضة للرئيس السوري لا تشكل ضمانة لأحد أمام «البرابرة الذين يقفون على الأبواب» على حد تعبيره. وفي مجالسه، وأمام صحافيين، وصل به الأمر الى حد القول إنه يرى في شهداء حزب الله في سوريا مدافعين عن لبنان، وعن كل قوى الاعتدال فيه، وعلى رأسهم تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري.
وتقول مصادر مطلعة إن أكثر ما يخيف جنبلاط ويقلقه هو انفلات الأمن أو فقدان السيطرة في المناطق التي تتبع لنفوذه السياسي ويسيطر فيها الحزب الاشتراكي. وتشير الى أن هواجس جنبلاط تزيد كلما اقترب التهديد من القرى التي تتداخل فيها الجغرافيا مع الحدود السورية في مقلب جبل الشيخ وصولاً الى شبعا والعرقوب، ومن تداخل الديموغرافيا السياسية بين دروز الاشتراكي ودروز 8 آذار والأحزاب الأخرى. ولذا يشدد جنبلاط على منع عناصر الاشتراكي من حمل السلاح أو القيام بأعمال أمنية أو عسكرية أو أي نوع من الأمن الذاتي، ويصر على أن أمن هذه المناطق متروك للجيش والقوى الأمنية.
هذه المخاوف دفعت جنبلاط الى إعادة الحرارة الى خطوط العلاقة مع حزب الله، حيث عقدت لقاءات تنسيقية تركز الحديث فيها على الهواجس المشتركة. وقد أكد حزب الله تصميمه النهائي على تحرير كامل جرود عرسال وإبعاد خطر التكفيريين نهائياً من طول الخط الممتد من القلمون مروراً بعرسال حتى القنيطرة، وتمنى على جنبلاط الإيعاز الى كوادره في المناطق الحدودية وفي البقاع الغربي وراشيا التنسيق مع المقاومة وأحزاب 8 آذار وتسهيل حركة المقاتلين لمنع تسلل مجموعات «النصرة» (علماً أن جنبلاط عمل في الفترة الأخيرة على مغازلة «جبهة النصرة» التي لها وجود فاعل في مثلث درعا – القنيطرة – السويداء، معتبراً أن «داعش» تنظيم إرهابي).
كما جرى التوافق على تخفيف حالة الشحن والتصعيد السياسي، وفي هذا الإطار يقول القريبون من جنبلاط إن زعيم المختارة يستشعر مخاطر المرحلة الراهنة من جهة، كما راقب انتصار حزب الله في جرود القلمون وعرسال، ولذلك فإنه قرر الا يفتح الجبهات الداخلية. ومن هنا جاء التمني الجنبلاطي على تيار المستقبل عبر رسائل واتصالات بالقبول بالتعيينات الأمنية، وإرضاء عون في موضوع قيادة الجيش من أجل ترييح الوضع الداخلي وعدم تأزيمه.
وقد أبلغ جنبلاط موقفه المؤيد لتعيين شامل روكز قائداً للجيش الى الرئيس سعد الحريري الذي رأى أن من المبكر الآن طرح الموضوع ولا بد من التريث الى أيلول (سبتمبر) موعد انتهاء التمديد للعماد قهوجي. وانطلق جنبلاط من ترحيبه بتعيين روكز من نظريتين: الأولى أن البلد يمر في حال من الاحتقان السياسي والمذهبي ولا بد من إحداث صدمة تؤدي الى تنفيس هذه الحال فلتكن بتعيين روكز لضمان استمرارية الحكومة. أما النظرية الثانية فتتعلق من وجهة نظر جنبلاط بأن إرضاء عون بتعيين روكز يمكن أن يسهم في إقناعه بالعزوف عن الترشح لرئاسة الجمهورية. (مصادر في 14 آذار تسأل ما الضمانة لأن لا يضع عون تعيين روكز في جيبه ويصر على الترشح آخذاً بمبدأ خذ وطالب).
جنبلاط لم يتوقف عند هذا الحد، عند مسألة قيادة الجيش والنصيحة التي أسداها الى الحريري، وإنما أطلق مبادرة سياسية جديدة مقترحاً عدداً من الإجراءات التي قد تساعد على خروج البلاد من الحلقة المفرغة التي تدور فيها، منذ أشهر. وتضمنت المبادرة البنود الآتية:
– التوافق على إجراء سلة متكاملة من التعيينات من دون تجزئة ومن دون استفراد.
– التوجه في الملف الرئاسي نحو تكريس منطق التسوية للوصول الى مرشح توافقي.
– الذهاب بشكل استثنائي الى المجلس النيابي وعقد جلسة تحت عنوان «“تشريع الضرورة» لإقرار هذه المشاريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق