رئيسيسياسة عربية

البرزاني: نعد خطة لتحرير الموصل؟

1200 قتيل و7000 جريح من البشمركة سقطوا في قتال الدولة الاسلامية

خلال زيارة قام بها الاسبوع الماضي الى العاصمة الاميركية واشنطن اجاب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني على اسئلة الباحثين والصحافيين ووسائل الاعلام، وبينها «الاسبوع العربي» الالكتروني، في حلقة مغلقة على العموم، نظمها مركز ومعهد اطلانتيك من اجل السلام. وتطرق في هذا اللقاء الى القضية الساخنة وهي الدولة الاسلامية وتأثيراتها على المطامح الاستقلالية للاكراد، وذلك بعد اجتماعه بالرئيس الاميركي باراك اوباما ونائبه جو بايدن.

واشنطن – منى علمي

 

في حزيران (يونيو) الماضي وجد الاكراد العراقيون انفسهم امام منعطف عندما اجتاح مسلحو الدولة الاسلامية الموصل، ثانية اكبر مدن العراق، فما هو هدف زيارتك الى الولايات المتحدة؟
ان هدف زيارتنا الى واشنطن هو شكر المسؤولين الاميركيين على المساعدات التي قدموها للاكراد عندما واجهنا الدولة الاسلامية. وكما تعلمون، واجهت كردستان في آب (اغسطس) الماضي هجوماً واسعاً من قبل
الارهابيين يتمتعون بوسائل مهمة غنموها من الجيش السوري والعراقي. اعتمدت كردستان استراتيجية مزدوجة: الاولى العمل على وقف تقدم الدولة الاسلامية، والثانية شن هجوم معاكس على هذا التنظيم. واردت توجيه شكري الى الولايات المتحدة واعضاء التحالف على الغطاء الجوي الذي وفروه لنا، والذي ساعد على تغيير الوضع على الارض والحاق هزائم كبرى بالدولة الاسلامية. هذا التنظيم هو فرع من القاعدة ولكن الفرق بينهما هو ان القاعدة هي سلفية – جهادية، بينما الدولة الاسلامية هي مجموعة سلفية – جهادية ولكن ايضاً شوفينية. هذه المجموعة هي ضد الانسانية، التاريخ، الحرية والقيم الديمقراطية. ففي كل المناطق الخاضعة لنفوذها، لا مكان للحريات الدينية او الديمقراطية. ونحن فخورون بوجودنا في الصف الامامي في المعركة ضد الدولة الاسلامية، بحيث ان البشمركة دمروا اسطورة التنظيم الذي لا يقهر. هذا كان تضحية كبرى لنا اذ قتل حوالي 1200 عنصر من البشمركة وجرح سبعة آلاف، الى جانب الخسائر المعنوية والمادية. التحالف الدولي ونحن دافعنا عن القيم الانسانية. نحن فخورون بما حققه البشمركة ولكنهم بحاجة الى اسلحة وذخيرة لاكمال هذه الحرب. استعدنا 20 الف كيلومتر مربع كانت تحت سيطرة الدولة الاسلامية. هذه الاشتباكات كان لها تأثيرها على كردستان التي استقبلت حوالي 1،5 مليون نازج ولاجىء بينهم 250 الفاً اتوا من سوريا. وهكذا ففي محافظة الدوهوك فاق عدد اللاجئين والنازحين عدد السكان الاصليين.
وحدة العراق عامل مهم في القتال مع الدولة الاسلامية. هذه الوحدة هل كانت موضع نقاش مع الادارة الاميركية؟
ان القتال ضد الدولة الاسلامية يتطلب وحدة كامل العراق. ولكن كردستان لعبت دوراً رئيسياً في هذا القتال. هذه الوحدة مرتبطة بالشعب العراقي اذا كان مقتنعاً باهمية العيش المشترك. على الجميع في العراق ان يعلموا ان وحدة العراق يجب ان تكون طوعية لا ان تتم بالقوة.
كيف تلقى الاكراد الغارات السعودية والتحالف العربي ضد الفصائل التي تدعمها ايران، وخصوصاً في اليمن. ما هو شعورهم بالنسبة الى اتفاق متوقع حول الملف النووي بين ايران والقوى الكبرى؟ وما هو تأثيره على كردستان؟
نحن لدينا قضية تختلف عن كل هذه القضايا، ولكن لا يمكننا ان ننكر بان هذه التغييرات ستطاولنا غير ان اولويتنا تبقى مركزة على ما هو مهم لشعبنا، ونحن نأمل بان ينتهي الوضع في اليمن وتتوصل المفاوضات النووية الى اتفاق مرضٍ. نحن نحاول ان نتجنب الانخراط في صراعات المنطقة، لدينا اجندتنا الخاصة واولويتها الدفاع عن مصالح شعبنا.
هل نشهد ولادة كردستان مستقلة في العام المقبل؟ هل تنوون اجراء انتخابات لتحديد مستقبل هذه المنطقة؟
لا اعلم اذا كان ذلك سيتم العام المقبل او في مستقبل ابعد، ولكن الاستقلال واقع حتماً واصر على التأكيد على ان استقلال كردستان هو عملية متواصلة ولن نعود الى الوراء. ونحن نريد الوصول بطريقة سلمية عبر الحوار وليس عن طريق العنف. اليوم بلادنا في حرب هذه الحرب لم تنته بعد، ولذلك فان الاستفتاء مؤجل. فانشاء لجنة انتخابية هو مرحلة اولى نحو الاستفتاء على الاستقلال وقد انجز ذلك. ما ان تنتهي الحرب سيتم الاستفتاء وسيكون بامكان الشعب الكردي ان يقرر مستقبله.
ما هو مستقبل المناطق التي تشهد صراعات (بين العرب والاكراد) في حال اجراء الاستفتاء، خصوصاً وانه منذ هجوم الدولة الاسلامية واستعادة الاكراد لاراضٍ تم احداث تغيير ديموغرافي لصالح الاكراد؟
بالنسبة الى المناطق التي تشهد نزاعات، تم تجاوز هذه القضية في الدستور العراقي، خصوصاً المادة 140، وكان يجب ان تحل منذ العام 2007 غير ان هذا لم يتم. ولكننا اليوم لسنا متواجدين الا في المناطق التي تشكل تاريخياً وجغرافياً جزءاً من كردستان. اما بالنسبة الى مستقبل هذه المناطق، فهذا مرتبط بشعبها الذي عليه ان يقرر لاحقاً. قابلت القبائل السنية في (مناطق نيفين)، زمار وشنغار وهي راضية عما نقوم به. ان الذين تعاونوا مع الدولة الاسلامية سيلقون المصير عينه لهذا التنظيم، اما الذين بقوا على الحياد فسيبقون في هذه المناطق.
خلال اجتماعك بالرئيس اوباما، هل حصلت على وعد بتقديم السلاح؟
الاجتماع كان ناجحاً جداً. ولكن اولويتنا اليوم هي القتال ضد الدولة الاسلامية ودفع هذا التنظيم بعيداً عن مناطقنا. بالطبع ان الرئيس ونائب الرئيس (الاميركيين) معنيان بهذه القضية ويريدان ان يحصل البشمركة على السلاح والذخيرة. النقطة المهمة هي ان يتم الحصول على السلاح مباشرة بواسطة البشمركة. اما كيف سيصل هذا السلاح فقضية ثانوية.
اي خطر تشكله المجموعة الشيعية المتهمة بالوحشية على كردستان؟
ان الشيعة هم حلفاؤنا، ونحن على علاقة طيبة مع الطائفتين السنية والشيعية. اما في ما يتعلق بالمجموعات المتحركة الحشد الشعبي فليست موجودة في كردستان ولسنا بحاجة اليها. بالطبع، ان اي قوة خارج التركيبة الامنية الحكومية تسبب لنا مشاكل. ولذلك فان كل القوى المؤيدة للجيش يجب ان تكون تحت رقابة الحكومة وبالتالي رئيس الحكومة. فاذا وضعت هذه الفصائل تحت سيطرة رئيس الوزراء ونسقت مع القوات العراقية فلا تشكل اي مشكلة ولكن في الحالة العكس تشكل لنا مشكلة لنا العراقيين جميعاً.
ماذا تنتظرون من الاميركيين في حال هجوم عراقي على الموصل؟
طالما ان العراقيين في الموصل يشكلون خطراً على الاكراد والعراق ودول المنطقة. هؤلاء المسلحون يعتبرون الموصل كعاصمتهم. ونحن نقوم بكل قوانا لتحرير هذه المدينة. نحن نتناقش مع اصدقائنا الاميركيين ومع بغداد بغية وضع خطة لتحرير الموصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق