سياسة لبنانية

هل حلت المشكلة بين كبارة والمشنوق؟!

قالت أوساط قريبة من وزير الداخلية نهاد المشنوق إن هجومات النائب عبد اللطيف كبارة عليه غير مقبولة، ليس فقط لأنها لم تعتمد التدرج في الهجوم وجاءت تصعيدية من اللحظة الأولى، بل كونها ذهبت الى اتهامات يفترض أن تضع أحدهما خارج كتلة «المستقبل»، لأنه إذا صح أن المشنوق ينفذ السياسة الإيرانية فيعني أنه خرج من التيار، وفي حال العكس يعني أن كبارة ابتعد كثيراً بموقفه عن «المستقبل».
واستغربت التضامن الخجول من الكتلة مع المشنوق الذي ينفذ التوجهات العامة للتيار، فيما كانت تتوقع أن يواجه كبارة بحملة ردود واسعة وشديدة اللهجة، الأمر الذي لم يحصل.
ولكن هذه الأوساط اعتبرت أن عدم توسيع دائرة الردود كان من باب احتواء الأزمة منعاً لاستغلالها من الأطراف التي تسعى دائماً لشق تيار «المستقبل» وتتحدث عن حمائم وصقور.
حملة كبارة على المشنوق فاجأت الجميع في حدتها، وأدت إلى غضب شديد لدى وزير الداخلية الذي سجل انزعاجه لدى الحريري والسنيورة فسارعا إلى تغطية المشنوق الذي كان أبلغهما أن عدم الرد على كبارة سيفسر على أن هجومه هو تعبير عن «حالة» في تيار «المستقبل».
ويمكن القول، حسب أوساط طرابلسية، إنه جرى تهدئة الخواطر مرحلياً، بانتظار أن يفي السنيورة بوعوده لكبارة، في حين أن وزراء ونواباً في كتلة المستقبل كانوا يصفقون سراً لحملة كبارة على المشنوق الذي يعتبرون أنه تقدم عليهم بأشواط داخل التيار وصار الأقرب إلى دائرة القرار، وهذا ما يجعل العديد منهم من دون دور ولا حضور ولا أفق مستقبلاً لدخول «الجنة الحكومية».
كما أن مراكز الاستقطاب داخل «المستقبل» استفادت من حملة كبارة على المشنوق لأنها دفعت وزير الداخلية للعودة إلى حضن التيار والاستنجاد برئيسه على زميله في الكتلة، خصوصاً أن المشنوق نفسه كان محتقناً من حملة عليه داخل تياره تتهمه بأنه «فاتح على حسابه» وأن مواقفه السياسية تغيرت بعد تعيينه وزيراً، وأنه يغازل حزب الله وكأنه يقدم أوراق اعتماده إلى الحزب ليكون مرشحاً مقبولاً في مرحلة لاحقة كرئيس للحكومة.
كل ذلك ساهم في «تطويع» المشنوق الذي حاول، قبل حملة كبارة، الدفاع عن نفسه بأنه لم يتغير في السياسة، واضطر إلى اتخاذ مواقف حادة من حزب الله بعد جلسة الحوار الأخيرة مباشرة، كي يبرىء نفسه من اتهامه بأنه يقدم أوراق اعتماده للحزب، ثم أعلن لاحقاً أنه ثابت على مواقفه وينفذ قرارات الرئيس سعد الحريري في الحكومة، بينما كان يبعث برسائل إلى حزب الله بأن خطابه مرتبط بـ «خصوصيات شعبية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق